انتقادات للفشل في تحقيق السلام / البرازيل تستضيف اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 7900 - 2024 / 2 / 27 - 12:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر     

استضافت البرازيل اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، التي تمثل 85 بالمئة من الاقتصاد العالمي. وتضمن جدول العمل، بين أمور أخرى، سعي بلدان الجنوب، لإصلاح المنظمات الدولية والحرب في قطاع غزة وأوكرانيا.

وشملت أولويات البرازيل التي ترأس مجموعة العشرين حاليا: مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة بالإضافة إلى أبعاد للتنمية المستدامة الثلاثة: الاقتصاد والسياسة الاجتماعية وملف البيئة.

وفي افتتاح قمة مجموعة العشرين، أثارت البرازيل مسألة عدم قدرة المؤسسات المتعددة الأطراف ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تحقيق السلام، وأعربت عن أسفها لتقاعسها «غير المقبول» في مواجهة الصراعات في غزة وأوكرانيا.

وقد تميزت القمة بالاهتمام الكبير لحكومة لولا بالسياسة الخارجية. وإصلاح مجلس الأمن وبالإضافة إلى اقتراح إعادة النظر في تركيبة مجلس الأمن وحق النقض فيه، أكد لولا على الحاجة إلى مجلس أمن تتمتع فيه أمريكا اللاتينية وأفريقيا بتمثيل دائم، ويكون «أكثر سلمية ولا يثير الحروب».

لقد عكس الاجتماع «تأييدًا شبه إجماعي لحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الممكن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني»، كما أوضح وزير الخارجية البرازيلي. ولن يكون هناك سلام وأمن دائم لإسرائيل إذا لم يكن لدى الفلسطينيين افق سياسي واضح لبناء دولتهم.

لولا يلتقي
التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين، وأعرب عن استيائه من اتهاماته لإسرائيل بممارسة «الإبادة الجماعية» في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتشبيه إياها بالنازية الألمانية. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن «الوزير أثار القضية وأوضح أننا نختلف مع هذه التصريحات».

كما التقى لولا أيضا بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد القمة. واتهم الولايات المتحدة بـ «التلاعب بالاقتصاد العالمي» من خلال سياسة العقوبات التي تنتهجها. ووافق لافروف على ضرورة إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

الاحتلال أمام العدل الدولية
تنتهي يوم الاثنين المقبل جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية. ولمدة أسبوع، يتعامل القضاة في لاهاي مع مسألة مدى تعارض الاحتلال المستمر منذ عقود مع القانون الدولي وما هي العواقب المترتبة على إسرائيل. وفي مرافعة تاريخية، أعرب ممثلو 52 دولة وثلاث منظمات دولية عن آرائهم وقدموا تقييماتهم.

وامتنعت إسرائيل عن حضور جلسات الاستماع ونددت بالإجراءات مقدما ووصفتها بأنها «انتهاك للقانون الدولي». وجلسات الاستماع هذه منفصلة عن جلسات محاكمة الإبادة الجماعية ضد اسرائيل، والتي بدأت في كانون الثاني في نفس المحكمة. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد كلفت محكمة العدل الدولية في كانون الأول 2022 بإعداد تقييم غير ملزم قانونًا.

ونقلت موقع مجلة ميدل إيست آي البريطانية على الإنترنت تصريحات سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون يوم الخميس الفائت بشأن حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته أن هذا «حق غير قابل للتصرف منصوص عليه في القانون الدولي». وتابع تشانغ: «لقد حررت شعوب مختلفة نفسها من الحكم الاستعماري، باستخدام جميع الوسائل المتاحة، بما في ذلك الكفاح المسلح»

مداخلة ممثل فلسطين
قدم ممثل فلسطين لأكثر من ثلاث ساعات عرضا: «أقف هنا أمامكم بينما 2.3 مليون فلسطيني في غزة، نصفهم من الأطفال، محاصرون ويقتلون ويشوهون، يتضورون جوعاً وتشريداً». وأضاف رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، «بينما يتعرض أكثر من 3.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، لاستعمار أراضيهم والعنف العنصري». وهناك «1.7 مليون فلسطيني في إسرائيل يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية وغزاة غير مرحب بهم لأرض أجدادهم»، ودعا المالكي إلى «وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب».

حكومات اليسار
في أمريكا اللاتينية تدعم «لولا»
تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين البرازيل وإسرائيل. ولم يسحب الرئيس البرازيلي تصريحاته حول تصرفات إسرائيل في قطاع غزة. وسبق له أن أوضح في قمة للاتحاد الإفريقي أن ما «يحدث للشعب الفلسطيني» لم يحدث إلا مرة واحدة من قبل، «عندما قرر هتلر قتل اليهود».

ورداً على ردود فعل الحكومة الإسرائيلية، أوضح لولا: “إن ما تفعله الحكومة الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني ليس حرباً، بل إبادة جماعية. وقال: “إنهم يقتلون الأطفال والنساء”. «لأمر لا يتعلق بجنود، بل بأشخاص يقتلون في المستشفيات. وإذا لم تكن هذه إبادة جماعية، فأنا لا أعرف ما هي الإبادة الجماعية». ورداً على الاتهام بأنه قارن بشكل غير صحيح حرب إسرائيل في غزة بالمحرقة النازية، أجاب لولا بأن هذا لا ينبغي تفسيره بمعزل عن سياق تصريحاته الأخرى. ولم يتراجع عن كلماته لأنه «لا يمكن أن يكون الأمر كذلك أن الناس لا يفهمون ما يحدث في غزة»، حيث قُتل أكثر من 30 ألف شخص وجُرح 70 ألفًا وشرد مليونان منذ تشرين الأول 2023، على حد تعبيره.

ورد لولا على منتقديه بأن العالم اليوم «يعاني من قدر كبير من النفاق». و»مثلما قلت عندما كنت في السجن إنني لن أقبل بصفقة للخروج من السجن، ولن أستبدل حريتي بكرامتي، أقول اليوم: لن أستبدل كرامتي بكذبة «. وأضاف: «أنا أؤيد إنشاء دولة فلسطينية حرة وذات سيادة تعيش في وئام مع دولة إسرائيل».