مرشحه يتقدم إلى الجولة الثانية / نجاح تاريخي جديد للشيوعي النمساوي في مدينة سالزبورغ


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 7915 - 2024 / 3 / 13 - 22:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

بدأت سنة 2024 الانتخابية في النمسا في 10 آذار بانتخابات المجالس المحلية في ولاية سالزبورغ، ودعي لمشاركة في التصويت 440 ألف ناخب.
في حملته الانتخابية في عام 2006 رفع الحزب الشيوعي النمساوي شعار: «موزارت سيصوت للحزب الشيوعي النمساوي»، في ذلك الوقت، حقق الحزب نجاحا محدودا. لكن الأمر كان مختلفاً تماماً في الانتخابات هذه المرة.
ما حققه الحزب هذه المرة كان تاريخيا، اذ حصد الموقع الثاني في انتخابات المجلس البلدي، بحصوله على 23,1 في المائة، وجاء مرشحه لمنصب عمدة المدينة ثانيا بحصوله على 28 في المائة، بعد مرشح الديمقراطي الاجتماعي الذي حصل على 29,37 في المائة.
وبهذه النتيجة قفزت قائمة «الحزب الشيوعي النمساوي +»، من مقعد واحد في المجلس البلدي عام 2019، إلى القوة الثانية في المجلس وبعشرة مقاعد. بالمقابل شغل الحزب الديمقراطي الاجتماعي النمساوي الموقع الأول بحصوله على أحد عشر مقعدا. وحل ثالثا حزب الشعب النمساوي اليميني المحافظ بحصوله على ثمانية مقاعد، وجاء رابعا حزب الحرية اليميني المتطرف بأربعة مقاعد.
في حكومة المدينة، التي يشترك فيها جميع الاحزاب الممثلة في البلدية، وفق النظام النافذ، سيكون للحزب الديمقراطي الاجتماعي أربعة ممثلين، ولكل من الحزب الشيوعي، وحزب الشعب ثلاثة ممثلين، ولحزب الخضر وحزب الحرية اليميني المتطرف ممثل واحد فقط.
بالإضافة إلى ذلك حصل الشيوعي النمساوي وفي الانتخابات البلدية في ولاية سالزبورغ على مقعدين المجلس البلدي لمدينة لهالين، ومقعدين في بلدية فالس سيزينهايم.
انتخاب عمدة المدينة
الصراع على منصب عمدة المدينة سيحسم في جولة الانتخابات الثانية في 24 آذار الحالي بين المرشح الشيوعي كاي – ميشائيل دانكل، الذي جاء ثانيا بفارق 821 صوتا، ومرشح الديمقراطي الاجتماعي برنهارد أوينغر، الذي جاء أولا في جولة الانتخابات الاولى بفارق ضئيل، وعلى الرغم من أنه أوفر حظا، لكن فرصة المرشح الشيوعي قوية. وربما يعاد سيناريو انتخاب عمدة مدينة غراتس، حيث استطاعت المرشحة الشيوعية الكه كار الفوز في الجولة الثانية، على الرغم من أن منافسها اليميني كان أول الجولة الأولى.
وفي مساء الأحد، شكر كاي سكان سالزبورغ على ثقتهم الكبيرة. وقال إن هذه أيضًا «مهمة كبيرة. السياسة ليست سباق خيول حيث تدور حول من سيتقدم في يوم الانتخابات. إنها تتعلق بإيجاد محطة انطلاق للسنوات الخمس المقبلة»، وأضاف: «المزيد والمزيد من الناس يريدون سياسة اجتماعية صادقة ومختلفة»، وبصفته عمدة المدينة، فإنه «سيكرس ساعات للاستشارة بشأن ملفات الإسكان والقضايا الاجتماعية لسكان سالزبورغ المحتاجين». وأضاف” أنا أفعل ذلك منذ انضمامي إلى المجلس المحلي في عام 2019. ومنذ ذلك الحين، فقد كرست أكثر من 600 ساعة في استشارات وزيارات منزلية وتمكنت من المساعدة بأكثر من 32 ألف يورو من راتبي في المجلس المحلي».
يحتفظ كاي فقط بجزء من صافي دخله البالغ 6100 يورو كرئيس للمجموعة البرلمانية في برلمان ولاية سالزبورغ وعضو في مجلس بلدية سالزبورغ. ومثل كل ممثلي الحزب الشيوعي، فهو يضع ما يزيد على متوسط أجر عامل ماهر، والبالغ حاليًا 2300 يورو في صندوق لدعم المحتاجين. وهو مقتنع بأن «رواتب السياسيين المتعالين تؤدي إلى سياسة متعالية «. وفي «يوم الحسابات المفتوحة»، يقدم سياسيو الحزب الشيوعي تقريرًا عن تبرعاتهم.

نجاحات متواصلة
كانت نجاحات الحزب في الانتخابات المحلية وانتخابات الولايات الاتحادية ملموسة. وتوج الحزب سلسلة نجاحاته في مدينة غراتس، ثاني أكبر مدن البلاد، عاصمة ولاية ستيريا، بحصوله في انتخابات أيلول 2021 على 29 في المائة من أصوات الناخبين، بزيادة قدرها 8 في المائة مقارنة بالانتخابات التي سبقتها. وانتخبت القيادية الشيوعية إلكه كار عمدة للمدينة، خلفا للعمدة السابق من اليمين المحافظ. وكان ذلك نجاحا تاريخيا، شكل مفاجأة للجميع.
وفي ولاية سالزبورغ، حقّق التحالف “الحزب الشيوعي النمساوي+” في انتخابات الولاية في نيسان 2023، أكثر من 11 في المائة وهي أفضل نتيجة حققها الحزب على الإطلاق في انتخابات مجالس الولايات والمجالس البلدية. وفي عاصمة الولاية أصبح الحزب القوة الثانية بعد حزب الشعب المحافظ. وبعد هذا النجاح الاستثنائي، أعطت استطلاعات الرأي، في حال إجراء انتخابات برلمانية عامة، 7 في المائة، ما يعني أن الشيوعيين سيعودون في انتخابات خريف 2024، إلى البرلمان الاتحادي، بعد ان غادروه في أجواء صعود الحرب الباردة في عام 1949.