قوى اليسار تدعو للحوار وتعميق الديمقراطية / اليسار الاسباني المتحد: الاستفتاء في كاتالونيا لن يحل المشاكل


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 5645 - 2017 / 9 / 20 - 23:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     



مع استمرار الاستعدادات لاجراء الاستفتاء في الأول من تشرين الأول في مقاطعة كاتالونيا الأسبانية، ترفض الحكومة المركزية الاسبانية اي مفاوضات مع حكومة المقاطعة وتحاول بكل الوسائل منع الاستفتاء. وبعد أن اعتبرت المحكمة الدستورية في مدريد الاستفتاء غير قانوني، استدعى مكتب المدعي العام أكثر من 700 رئيس بلدية للتحقيق معهم حول الدعوة لدعم الاستفتاء. وهم مهددون بمواجهة تهمة العصيان، وإساءة استخدام السلطة أو اختلاس الأموال العامة. وقال المدعي العام، الاربعاء الفائت، في رسالة الى السلطات المحلية انهم في حالة عدم المثول امام الادعاء العام، فان الشرطة ستعتقلهم.
وتنفيذا لقرار الشرطة العسكرية تم الخميس اغلاق موقع حكومة المقاطعة الخاص بالاستفتاء. وفي يوم الجمعة تمت مصادرة 100 الف نسخة من بيان يدعم الاستفتاء، وجرى اقتحام رئاسة تحرير جريدة مؤيدة للاستفتاء ومنعها من الصدور.
الشيوعي الاسباني: اليمين الحاكم يستغل الأزمة لتعزيز السياسة الاستبدادية
بالنسبة للسكرتير العام للحزب الشيوعي الأسباني خوسيه سنتيلا و زعيم الحزب الاشتراكي المتحد في كاتالونيا ألبرت ميراليس، فإن منع الاستفتاء "هجوم خطير على الحق في ممارسة حرية التعبير، يخلق ظروفاً استثنائية". وان حزب الشعب اليميني الحاكم يريد نزع الشرعية عن اي موقف مضاد لتقييد تطور المجتمع ومؤسساته. ويوظف اليمين الحاكم الأزمة المؤسسية التي نجمت عن الدعوة للاستفتاء كستار لتبرير سياسته الاستبدادية وعملية العودة الى المركزية التي بدأت عام 2011.
ودعا الحزبان في بيان مشترك لـ"البدء بعملية للتحول الديمقراطي في عموم الدولة الأسبانية". واوضحا ان هدف العملية التأسيسية هو "بناء جمهورية اتحادية متعددة القوميات ومتعددة الثقافات ومتعددة اللغات تقوم على تضامن الشعوب". وأضاف ان هذا هو السبيل الوحيد للتغلب على الحصار الناجم عن السياسة الاستبدادية لحزب الشعب (الحاكم المدني في مدريد)، الذي دفع الحكومة الكاتالونية الى اقتراح إجراء الاستفتاء من جانب واحد. وان رسالة ممثلي كاتالونيا الى الحكومة المركزية تفتح إمكانية تجنب استفتاء احادي الجانب، إذا وافقت الحكومة المركزية على التفاوض على استفتاء آخر. وفي الوقت نفسه، اكدا الحزبان مجددا موقفهما الرافض لاستقلال كاتالونيا عن الدولة الإسبانية.
اليسار الاسباني المتحد: الاستفتاء لن يحل المشاكل
من جانبه دعا البرتو غارثون منسق اليسار الاسباني المتحد الى الدخول في مفاوضات سياسية، تشارك فيها القوى المجتمعية الاسبانية والكاتالونية، لكي تتم الموافقة على استفتاء لحل المشكلة الكاتالونية الراهنة. وقال غارثون في مؤتمر صحفي: "نحن نعتقد ان استفتاء الأول من تشرين الأول لن يحل المشكلة"، ولهذا لا يدعو اليسار المتحد كتنظيم للمشاركة في الاستفتاء. لكن سيجري احترام قرار اعضاء اليسارالاسباني المتحد ومناصريه، الذين سيشاركون في الاستفتاء. وشدد غارثون على ان اليسار الاسباني المتحد "ليس تنظيماً للاستقلال"، بل يتبنى "نموذج دولة ذات طابع اتحادي جمهوري". وقد هاجم منسق اليسار المتحد استبداد وجمود قيادة حزب الشعب، التي تعزز مواقف الانفصاليين فقط، وهاجم رئيس الحكومة الكاتالونية، بويغديمونت، الذي يقود "حرب خنادق دائمة" ويركز على الاستقلال ، "دون مراعاة موقف نصف سكان كاتالونيا".
بودوموس.. إسقاط حكومة اليمين خطوة أولى لحل النزاع في كاتالونيا
وفيما شدد بابلو اغناسياس زعيم حزب بودوموس اليساري على ان اسقاط حكومة اليمين خطوة اولى لحل النزاع في كاتالونيا، اشار بيلار غاريدو، عضو مجلس الشيوخ الإسباني وعضو مجلس تنسيق بوديموس، إلى أن استفتاء الأول من تشرين الأول غير ملزم، ولكنه تعبير عن التعبئة الديمقراطية، ومن الطبيعي يريد الكاتالونيون ممارسة اتخاذ القرار. ولهذا يدين بودوموس عملية تجريم حركة الاستفتاء. وبعد يوم الاستفتاء، ستبدأ اللحظة الجدية للحديث عن نظام الأقاليم. ومن وجهة نظر وطنية، فان النظام الحالي غير صالح ليس فقط للكاتالونيين. وموقف بوديموس واضح: "نحن مع دولة متعددة القوميات ونموذج تنظيم اتحادي يضمن بقاء الكاتالونيين معنا".
عمدة برشلونة: التضامن ضد القمع - يجب على مدريد التفاوض
وكانت عمدة برشلونة، اليسارية أدا كولاو، قد استقبلت السبت الماضي 712 رئيس بلدية، يواجهون ضغوط القضاء الأسباني، للتعبير عن تضامنها معهم. وقالت كولاو في تصريح لاذاعة كاتالونيا: "هذه رسالة واضحة ضد القمع من طرف اليمين الحاكم. يجب علينا الوقوف الى جانب الحريات الاساسية. ان الأمر لا يتعلق بالاستقلال، بل يتعلق بحقوقنا وحريتنا". وكانت كولاو قد وقعت الرسالة المقدمة من قبل رئيس ونائب رئيس كاتالونيا ورئيس البرلمان فيها الى ملك اسبانيا ورئيس وزرائها. ويطالب الموقعون على الرسالة باجراء حوار مفتوح وغير مشروط. وتشدد الرسالة على "الدعوة لحوار يتمخض عنه اتفاق بشأن السبيل الذي يستطيع فيه الكاتالونيون اجراء الاستفتاء".