أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - نص قصيدة -شَرْخ- لحامد الضبياني من واقعة عاطفية إلى بنية وجودية دراسة تحليلية للكاتبة الفلسطينية ايمان مصاروة ..














المزيد.....

نص قصيدة -شَرْخ- لحامد الضبياني من واقعة عاطفية إلى بنية وجودية دراسة تحليلية للكاتبة الفلسطينية ايمان مصاروة ..


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8568 - 2025 / 12 / 26 - 09:45
المحور: قضايا ثقافية
    


نجح الكاتب حامد الضبياني في نصِّه "شرخ" بتحويل حالة الفقد من واقعة عاطفية إلى بنية وجودية تشكل علاقة الفردوذاته بالعالم ومن حوله من خلال: الذاكرة، والألم، والزمان والمكان!! فشرخ الشاعر ينتج الإنكسار من خلال شبكة من الانزياحات الدلالية والمفارقات، حيث تصبح الذاكرة قوة، والألم فكرة دائمة الإقامة والحضور!. اعتمد مقال الباحثة في شرخ الشاعر حامد الضبياني منهجًا تحليليًا تأويليًا للغة والصورة الشعرية وتوظيف مفاهيم بنيوية وأسلوبية
وقصيدة شَرْخ للضبياني تجعل من الفقد مولّدًا لبنية العالم من هنا تتحدد إشكالية المقال في السؤال المركزي:
كيف يعبر الشاعر عن الفقدَ بوصفه بنية وجودية لا بوصفه حالة شعورية عابرة؟ حيث يتم قراءة البنى الدلالية للاسم والمكان والزمان والذاكرة والصورة وتفكيكها
بوصفها أسلوب معرفة.
يبدأ الشاعر نصّه بجملة تحدِّد الانكسار في قوله: " حين كان أسمه- يغيب والاسم هنا حين يغيب تختل الأشياء: " كانت الأمكنة تصاب بنزفٍ خفي" وبهذا ينتقل الشرخ من الشخصي إلى الوجودي: فالأمكنة نفسها تتألم، لا بوصفها شاهدًا بل بوصفها جزءًا من الجسد الرمزي للذات!! فنزف المكان يعني أن العالم لم يعد إطارًا محايدًا، وجاءت الأسطح المقولة لتكسر الصورة قبل اكتمالها: يقول الضبياني: "وتخطئُ الأسطحُ المصقولةُ / في تهجئة ملامحها، / فتنكسرُ الصورة / قبل أن تكتمل".
والمرآة/السطح المصقول، في شرخ حامد الضبياني هي رمز الانعكاس والاكتمال الذي يفشل في تهجئة ملامحها!! واختيار التهجئة يشير إلى الهوية التي تقرأ ولا ترى الهوية تُقرأ ولا تُرى، فالشرخ ليس تحطم لأمر ناجز، بل تعطّل لإمكانية التشكل، وهنا تتجلى قيمة المفهوم الذي يربط الصورة بالمعرفة: فالصورة إذن حقيقة لفهم الأشياء التي تتجاوز المنطق المباشر، فإذا تعطلت تذهب المعرفة التي بها تتعرّف الذات إلى العالم من حولها. والذاكرة عند الضبياني تخرج من مستودع إلى "فم" يبتلع! يقول:
"كانت تهوي / لا لأنها سقطت، / بل لأن الذاكرة / فتحت فمها / وابتلعتها / بلا صدى
فالذاكرة هنا قوة افتراس وليست استرجاعًا أو حنينًا هي تفتح فمها!! إنها صورة تخرق التصور المألوف للذاكرة بوصفها أرشيفًا وكما هو متعارف عليه وعبارة "بلا صدى" تكثف المعنى: أي ما يُبتلع لا يعود، ولا يترك أثرًا صوتيًا، أي لا يترك إمكان ردّ/رجع/تأويل"!.
بهذه النقلة، لا يصبح الماضي موضوع تذكر، بل الوعي نفسه مسرح ابتلاع وهذا يتسق مع الرؤية البنيوية التي تجعل النص "شبكة علاقات تنتج المعنى من توتراتها لا من "موضوع" خارجي جاهز".
من الوجع إلى الفكرة فلسفة السواد
ويتمثل الألم في : الألمُ / لم يكن وجعًا، / كان فكرةً سوداء / تتعلّق بالروح.
إنَّ تحويل الألم إلى مجرد فكرة يعني نقله من الجسد إلى الوعي الذي يُقيم، فهو ليس عارضًا بل تصورًا مظلمًا ملاصقًا للروح! ولا بد من الإشارة هنا إلى المفارقة في شرخ الشاعر بقوله: قنديلاً أعمى / يضيء العتمة / بكسوره، والقنديل الأعمى هنا يضيء بكسوره، فالمعرفة لا تنتج من السلامة بل من العطب، وهذا ينسجم مع الصورة بوصفها آلية إدراك تتجاوز الوصف إلى الكشف.
ونلاحظ أن الشاعر يحوّل الزمن إلى فاعل فهو يضيف:
الليلُ / يمشي داخلها
وتنهشُ الزمنَ / أنيابُ اللحظة / كحيّاتٍ صبورة
والليل هنا ليس ظرفًا بل كائن يمشي داخلها، أي أن الخارج صار داخلًا!! أما أنياب اللحظة فهي انقلاب فلسفي: ما يفترض أنه عابر اللحظة يصبح مفترسًا صبورًا ينهش الزمن، وكأن الشرخ يتكرر كعضّات صغيرة، وهذه الرؤية تلتقي مع مقاربة البنية السطحية العميقة في قراءة التحولات .

كانت تحبّه / بقدر ما تعاتبه، / لكن العتب / لم يجد فمًا، / فنامَ في الصدر / حجرًا دافئًا".
وجاء العتب في خطاب الشاعر ليفترض مخاطبًا حاضرًا وحين يغيب المخاطب يتعطل الخطاب ويستحيل العتب: حجر دافئ!! فهذا التشكيل الأسلوبي يبرهن على أن الأسلوب "طريقة النص في تحويل الشعور إلى بناء، والأسلوب بوصفه ظاهرة كلامية فردية تحدد فرادة التجربة في اللغة.
ويبلغ الشرخ منطقة الانهيار المعرفي عندما يصبح السؤال أثقل من الإجابة:
لم تعد تسأل: من أنا؟ / السؤالُ صار أثقل من الإجابة، فهذه جملة إعلان عن تعطل آلة التعريف الذاتي، السؤال الذي يشيد الذات يصبح عبئًا.
شظيةٍ منها / علقت به / يوم رحل
الذات هنا لا تبحث عن اكتمالها، بل عن شظية! أي أثر يثبت أنها كانت ممكنة فهنا يصبح الشرخ هوية بديلة تقوم على البقايا.
شيءٌ / لا يطلب الخلاص / ولا يخاف الغرق
يريد فقط أن يبقى معلّقًا
بين ما كان حبًّا / وما صار ذاكرةً تُتقن التعب
تقدم النهاية صيغة وجود، فالبقاء في التعليق والتعب ليس حالة طارئة بل مهارة تُتقن التعب! وهنا الشرخ يصبح نمط حياة، وبناء على ما تقدم يمكن تصنيف شَرْخ الشاعر خالد الضبياني ضمن الكتابات التي تزاوج بين شعرية اللغة وفلسفة الوجود، خاصة أن الشاعر عمد من أسلوب النص لانتاج المعنى
........................
المراجع
مصطفى ناصف، الصورة الأدبية، ط2 بيروت: دار الأندلس، 1981، 9
عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب (تونس: الدار التونسية للنشر، 1980، 98
كمال أبو ديب، جدلية الخفاء والتجلي: دراسات بنيوية في الشعر، بيروت: دار العلم للملايين، 1984، 5–8
أبو ديب، جدلية الخفاء والتجلي، 8–9
المسدي، الأسلوبية والأسلوب، 157–160

ايمان مصاروة
الناصرة// الجليل



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذابُلتي حين تعلّمتُ أن أكتب على شواهد الموت.
- شَرْخ
- أسطورة التقدّم: هل يتطوّر الإنسان أم تتطوّر أدوات السيطرة عل ...
- الجمجمة الأولى
- قَرِّبْ خُطاكَ
- عندما يرتدي القاضي خوذةً… وتصبح الدولة حاشيةً في بلاط السلاح ...
- إيطاليا… حين تتكلّم الحضارة لغة الشعر
- الصقور لا تستأذن الذباب: محمد صبحي في مواجهة إعلام الرداءة
- حين تُحاسَب السلطة ولا تُحاصَر الأرض
- بعيدُها
- سعدون شفيق سعيد حين يتكلم البركان بصوت الحكمة
- العالم على حافة إعادة التشكيل
- مرآة الغبار
- ريما…
- تسرق المقاومة اسمها وتُهان القيادة..
- فيضُ العشق
- أزهار السيلاوي… نخلة البصرة التي كتبت تاريخها بالحبر والضوء
- ظلال لا تُكتب… حين يولد الأدب في العتمة
- حكاية العراق بين فلسفة الفساد وميتافيزيقيا السلطة
- المرأة التي مشت فوق حدود النار… وسقطت في ظلّها


المزيد.....




- مصر تستحضر عظمة تاريخها وتخطف أنظار العالم في 2025
- السودان.. فيديو تحية مختلفة من البرهان لرئيس استخبارات تركيا ...
- كأس أمم أفريقيا: المغرب يخوض مواجهة قوية أمام مالي ومصر تتحد ...
- مباشر: روسيا تراجع مقترح واشنطن للسلام وزيلينسكي يبحث تفاصي ...
- برنامج الجمعة في كأس الأمم الأفريقية 2025: مصر والمغرب أمام ...
- مسؤولون أميركيون: سنعلن مجلس سلام وحكومة تكنوقراط وقوة استقر ...
- محكمة ماليزية تصدر اليوم حكمها بحق نجيب رزاق في أكبر قضية فس ...
- مسؤول سوري يؤكد توقف الاتصالات مع قسد ومظلوم عبدي يجدد مطلبه ...
- مشاهد صادمة لعاصفة مدمّرة في كاليفورنيا.. منازل وسيارات تحت ...
- اليابان تقر أكبر ميزانية دفاع وسط تصاعد التوترات الإقليمية


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - نص قصيدة -شَرْخ- لحامد الضبياني من واقعة عاطفية إلى بنية وجودية دراسة تحليلية للكاتبة الفلسطينية ايمان مصاروة ..