حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 14:49
المحور:
قضايا ثقافية
حين كان اسمهُ
يغيب،
كانت الأمكنةُ تُصابُ بنزفٍ خفيّ،
وتخطئُ الأسطحُ المصقولةُ
في تهجئة ملامحها،
فتنكسرُ الصورة
قبل أن تكتمل.
كانت تهوي
لا لأنها سقطت،
بل لأن الذاكرة
فتحت فمها
وابتلعتها
بلا صدى.
الألمُ
لم يكن وجعًا،
كان فكرةً سوداء
تتعلّق بالروح،
قنديلاً أعمى
يضيء العتمة
بكسوره.
الليلُ
يمشي داخلها،
عارياً من النجوم،
يحملُ ماضيه على كتفيه،
وتنهشُ الزمنَ
أنيابُ اللحظة
كحيّاتٍ صبورة.
كانت تحبّه
بقدر ما تعاتبه،
لكن العتب
لم يجد فمًا،
فنامَ في الصدر
حجرًا دافئًا.
كانت تبكي
من دون ماء،
وتنزف
من دون أثر،
كأن الحزن
لم يعد إحساسًا
بل هيئةً
ارتدت جسدها.
لم تعد تسأل: من أنا؟
السؤالُ صار أثقل من الإجابة.
راحت تبحث
عن شظيةٍ منها
علقت به
يوم رحل.
شيءٌ
لا يطلب الخلاص،
ولا يخاف الغرق،
شيءٌ
يريد فقط
أن يبقى
معلّقًا
بين ما كان حبًّا
وما صار
ذاكرةً
تُتقن التعب.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟