حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 11:45
المحور:
قضايا ثقافية
في البدء
لم تكن هناك أرضٌ ولا قوم،
كانت الجمجمة الأولى
فارغةً إلا من وهمٍ قديم
اسمه: الحق الإلهي في القتل.
من شقوقها
تسلّل صوتٌ
ادّعى النور
وهو يحمل فأساً،
ادّعى الإمامة
وكان يمشي
خلف نار.
قال لأتباعه:
أنا الطريق،
فصاروا جداراً،
وقال: أنا الخلاص،
فصاروا قبوراً تمشي.
لم يكن عدواً للعرب
ولا للعراق وحده،
كان عدواً للإنسان
حين يرفع السكين
ويُسميها عقيدة.
رأيناه
يبني دولةً من شعوذة،
ويُسقِط الأخلاق
كما تُسقِط الأشجارُ أوراقها
في موسم الرعب.
رأيناه
يوزّع الفقر
كما توزَّع الخطب،
ويؤسس القتلة
كما تؤسس المدارس،
ثم يسأل:
لماذا كرهني العالم؟
يا هذا…
من يزرع الريح
لا يحتاج إلى عدو،
العاصفة
تعرف طريقها وحدها.
القرآن لم يُسمِّك
لكنه وصفك:
﴿وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار﴾
أئمةٌ بلا ضمير،
وبلا خوفٍ من الحساب،
وبلا حياءٍ من الدم.
في الدنيا
عارٌ يمشي على قدمين،
وفي الآخرة
ميزانٌ لا يُخدَع بالشعارات.
أما “التنين”
فليس أسطورة،
هو كلُّ حاكمٍ
يقتات على الحقد،
وكلُّ إمامٍ
يصنع من الجهل مملكة.
وسيمضي…
ليس بالسم،
ولا بالدعاء،
بل بانكشاف الكذبة،
حين تدرك الجموع
أن الأصنام
لا تنقذ عابديها.
ويبقى العراق…
رغم الجماجم،
رغم النار،
جمجمةً أولى
لكنها
تعلمت أخيراً
أن تفكر.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟