أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - حين يصبح الهيام قدَرًا لا يُقاوَم














المزيد.....

حين يصبح الهيام قدَرًا لا يُقاوَم


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


لم نصل إلى الحبّ بخطواتٍ عادية، بل انجرفنا إليه كما تنجرف الروح نحو نداءٍ قديمٍ كانت تحفظه قبل أن تولد. معكِ، تجاوز العشق حدوده المألوفة، ولم يعد مجرد شعورٍ يُقال أو يُخفى، بل صار حالة كاملة من الهيام، تعلّقًا يشبه جذورًا سرّية نمت في أعماقي، كلما حاولتُ اقتلاعها نزفتُ أكثر، وكلما تركتها استقرّ القلب واطمأن.
أحبكِ لا لأنكِ جميلة فقط، بل لأنكِ المرأة التي أعادت ترتيب فوضاي الداخلية، ومنحت قلبي مبررًا أن يخفق بهذا العنف الجميل. معكِ، لم أعد أخشى التعلّق، بل صرت أخشاه إن غاب. حضوركِ ليس تفصيلًا في يومي، بل هو اليوم نفسه، وهو ما يسبقه وما يليه. أنتِ تلك الفكرة التي لا تكتمل الجملة دونها، وذلك الصمت الذي يشرح كل شيء دون كلام.
بلغنا مرحلةً لم يعد فيها الحبّ اختيارًا، بل مصيرًا. هيامًا لا يُدار بالعقل، ولا يُقاس بالحسابات، ولا يخضع لمنطق النجاة. في هذا التعلّق شيء من الجنون النبيل، وشيء من الطمأنينة العميقة، كأن القلب وجد أخيرًا مكانه الطبيعي فاستقر، حتى وهو يحترق.
أعرف أن الفكاك من هذا الحب صعب، وربما مستحيل، لكنني لم أعد أبحث عن النجاة. فبعض العلاقات خُلقت لتكون قدرًا، لا علاجًا. ومعكِ، تعلمت أن الخسارة الحقيقية ليست في أن نغرق في الحب، بل في أن ننجو منه ناقصي الروح.
أحبكِ لأنكِ لم تطرقي باب قلبي… بل سكنتِه. لأنكِ لم تكوني عابرة في حياتي، بل صرتِ حياتي حين فهمت معناها. وفي هذا الهيام، أعلن هزيمتي الجميلة، وأقبلها بكل رضا، لأن الهزيمة أمامكِ… انتصار آخر للقلب.
وهكذا أصل معكِ إلى خاتمةٍ لا تشبه الوداع، بل تشبه الاعتراف الأخير الذي يقوله القلب وهو مطمئن. لا أطلب من هذا الحب خلاصًا، ولا أبحث له عن نهايةٍ آمنة، يكفيني أن أبقى فيه كما أنا، منكسرًا بقدر ما أنا ممتلئ، ضائعًا بقدر ما أنا مهتدٍ باسمك. إن كان للهيام ذنب، فأنا أعترف به كاملًا، وإن كان للتعلّق ثمن، فأنا أدفعه عن طيب قلب، لأن بعض الأثمان تُشبه الهدايا حين تُقدَّم لمن يستحق.
سأمشي معكِ في هذا الحب دون خرائط، دون ضمانات، فقط بثقة العاشق الذي سلّم روحه واكتفى. إن تعبتُ، أستريح في حضورك، وإن تهتُ، يكفيني صوتك دليلًا. لا أعدكِ بالكمال، لكنني أعدكِ بالصدق، بذلك الثبات الذي لا تهزّه الأيام ولا تُرهقه المسافات. سأحبكِ كما يُحب القدَر اختياره الوحيد، وكما تحب الروح ما لا تستطيع النجاة منه.
وإن سألني الزمن يومًا: لماذا لم تحاول الفكاك؟ سأجيبه بهدوء العارفين: لأنني وجدت في هذا التعلّق نفسي، وفي هذا الهيام حياتي، وفي هذه المرأة وطنًا لا يُغادر. هكذا تُكتب خاتمتي معكِ… لا نقطة في آخر السطر، بل امتدادٌ مفتوح، لأن بعض القصص خُلقت لتستمر، لا لتُختتم.



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن صديقي
- تأملات في بؤس المشهد الثقافي
- كل الطرق تؤدي اليك
- قربكِ يؤذيني
- الوعي كألمٍ ناعم
- بين الطيبة والانفعال: سقوط الصورة الجميلة
- تعلموا النسيان .. وتركوا لنا الذنب كاملاً
- عدتِ متأخرة… فوجدتِ الخراب منظّماً
- عودة الشخص الآخر… عودة الحياة بطعم العتاب
- إمرأة من خيال
- همسة تصل… فتُزهر الروح
- الإنسان بعد انتهاء صلاحيته: قراءة في عنف التصنيف
- منحة المثقفين في ميزان التسليع: حين تُقاس الثقافة بفتات المو ...
- الشتيمة كفشل ثقافي: لماذا نُهين الصبر والوفاء؟
- صورة واحدة تكشف صدق الحوارات
- الهاتف… اليد الثالثة التي أطاحت بشخصية الشباب
- ابن الحضارة لا يُهزم
- أصعب اشتياق
- أصدقاء مرّوا… فصاروا وطناً
- حب يفيض على صدر يخشى الندى


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - حين يصبح الهيام قدَرًا لا يُقاوَم