أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة بلقيس .














المزيد.....

مقامة بلقيس .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 12:05
المحور: الادب والفن
    



تقول بلقيس شرارة في ص 78 من كتاب هكذا مرت الايام : (( اذ نشأت في بيت يهيمن عليه اجواء التفاؤل والفرح , وكنت اتفادى الاجواء الكئيبة , فاحاول الابتعاد عن البكاء والابتهال )) , ليتولى صاحبنا التعليق قائلا : (( طوبى لك يابلقيس وبورك والدك ووالدتك حين كتبت العبارة التي يتمناها كل عراقي )) , ولم لا وقد قيل : جاور مـن يؤمنون بوجودك , مـن يعطونك قيمتك مـن يعـززون من قدرك مـن يغزلون خيوط الوّد من أجلك , بلقيس شرارة , وُلدت في النجف عام 1933, حصلت على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي من جامعة بغداد عام 1956, وهي تمارس الكتابة , وقد صدرت لها مقدمة لرواية (( إذا الأيام أغسقت )) لحياة شرارة 2000 , وهي ( كاتبة وروائية من أصول لبنانية وزوجة المعماري رفعت الجادرجي) وهي وزوجها كانا محسوبين على اليسار او ميالين اليه , وكانت بريطانيا جزء كبير من حياتهم حيث استقرا فيها بعد ان هاجرا من العراق .

من اقتباسات بلقيس شرارة من كتاب جدار بين ظلمتين : (( ففي قدرة الزنزانة أن تحجز البدن وتكبله وتذله وتُجوِّعه وتُخضعه لمعيش لا تقبل به الكلاب البرية , ولكن بالرغم من ذلك يتمكن الفكر من اختراق مادة جدرانها الجامدة , فالفكر ليس مادة تشغل حيزاً يُحجز فيه , أو يتحدد بمكان ما , وإنما الفكر حر بطبيعته , فلا تتمكن السلطة من تعقّبه وحجزه )) , و (( عندما يُحاسَب الناس في مجتمع حتى على أحلامهم التي سُجنوا من أجلها )) .

التفاؤل والفرح هما شعوران متلازمان , حيث يشير التفاؤل إلى النظرة الإيجابية للمستقبل , والميل للنظر إلى الأمور من الجانب المشرق , والإيمان بأن المستقبل سيكون جيدًا , وأن هناك فرصة لتحقيق الأهداف , بينما يصف الفرح حالة من السرور والبهجة الداخلية والسعادة الغامرة , كما ان التفاؤل أسلوب حياة يمثل القدرة على رؤية الأمل في أصعب الظروف , بينما الفرح يأتي من الداخل كشعور بالرضا الداخلي والامتنان لما نملك , وهما معاً يعززان الصحة النفسية والعقلية , ويمنحان الشخص القوة لمواجهة تحديات الحياة وتحقيق الأهداف , إذا أردت أن تعيش حياة مليئة بالفرح والرضى فما عليك إلّا أن تجعل التفاؤل والسعادة منهج وهدف تسير عليه , فبالتفاؤل تتحقق السعادة , وبالسعادة يتحقق الرضى , فهما من أساسيات الحياة المثالية التي يتمناها كل إنسان , المتفائل هو الشخص الوحيد الذي يعيش في كل مكان سعيداً , وكما تقول احلام مستغانمي : (( ولقد بلغتُ من التفاؤل أوجهٌ و قلائلٌ من يفعلون قلائلُ , حتى تفاعيل البحور قرأتها متفائلٌ متفائلٌ متفائلٌ )) >

الكبيرة بلقيس , المتفائلة , الفرحة , تدرك ان الكبير حقاً ليس من يعلو على من حوله , بل من يرفعهم معه , فبعض الناس يتوهم أن العظمة تُقاس بمدى انكماش الآخرين أمامه , وأن الهيبة تُصنع من صمت الجلساء وخفوت حضورهم , لكن تلك الهيبة المصطنعة لا تثمر إلا جفافاً في الأرواح , وتضاؤلاً في الذات , أما الكبير الذي يستحق هذا اللقب , فهو من إذا جلست إليه شعرت بأنك أكبر مما كنت , لا لأنك تأثرت بهيبته , بل لأنك استنهضت في حضرته ما خفي من جمالك , ونضجك , وكرامتك , الكبيرهو من يفيض عليك بحضوره الروحي, وسموه الفكري , ونبله الخلقي , فيمنحك شعوراً بوزنك , ويؤكد لك أنك جدير بأن تُسمع , وتُحترم , وتُحتفى بك , الكبير لا يمد ظله ليحجب الآخرين , بل يمد نوره ليكشف لهم كنوزهم الدفينة , يصغي إليك وكأنك الوحيد في الكون , ويشجعك على أن تقول رأيك , لا لتوافقه , بل لتكون أنت , هو من يحتفل بأي بادرة نضج تلوح فيك , ويمنحك شعوراً بأنك قادر على النمو, والارتقاء , والتفتح , أما من يتصنع الكِبَر, فغاية أمره أن يُبهر, ويُخضع , ويُهيمن , هو من يهوّن من شأن غيره ليبدو عظيماً , بينما الكبير الحقيقي يسمو بتواضعه , ويُعلي الآخرين بسخائه في الاحترام , والتحفيز, والتشجيع , والناس في أمسّ الحاجة إلى من يوقظ فيهم الثقة , ويُشعرهم بأن أبواب المجد مشرعة , وأنهم ليسوا أقل من أن يطرقوها , وحين نجالس من يحمل في فكره سعة , وفي قلبه نبلاً , وفي روحه سكينة , تتفجر فينا ينابيع الرؤية , وتزهر فينا المعاني , ويغدو الأمل بإمكانات التحسن غير المحدود حقيقةً نلمسها , هؤلاء هم الكبار الذين يُكبروننا , لا أولئك الذين يتكبرون علينا , وهكذا فهمنا بلقيس حين قرأناها .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الوجع .
- المقامة الباراسايكولوجية في غرام الأرواح المُنقِيَة .
- مقامة الخشوف .
- مقامة الحروفية : عماد الدين النسيمي المسلوخ حياً .
- مقامة عفونة العقل : حين يموت العقل قبل الجسد .
- مقامة الفتوحات العالية .
- ألمقامة ألقَلَنْدريَّة : خمر وشمع وفراشة وبلبل ووردة .
- مقامة ألأفاعيل .
- مقامة (تأبط شراً / تأبط حباً) .
- مقامة تقاسيم على ثرثرة المندلاوي الجميل .
- المقامة الباكسرومانية في جدل السلام والهيمنة.
- مقامة الأقصاء : من إفراد البعير المُعَبَّد إلى تفكيك المجتمع ...
- مقامة الميمر: عذوبة اللحن وغموض الأصل .
- مَقامَةُ عَلْوَةِ النَّجَفِيّ والوَفَاءِ الهَالِكِ .
- مقامة مأزق فارس الملل : اللومُ عادةُ مَن لا يُغامرون , فلسفة ...
- مقامة تأجيل الصدمة .
- ألمقامة الاستغنائية .
- مقامة غجرية : وُضوءُ الغَجَر وسُكْرُالوَجْد ...قُبْلةُ المَو ...
- مقامة الشجاعة : اذا حلت المقادير بطلت التدابير.
- مقامة الحلم الطويل .


المزيد.....




- -صوت هند رجب- يتصدر ترشيحات الأوسكار بعد جائزة -الأسد الفضي- ...
- بالصور.. مهرّج مكلوم يرسم الابتسامة على وجوه أطفال غزة
- نجوم الغناء ضحايا الاصدارات الزائفة باستخدام الذكاء الاصطناع ...
- «كعكة الرئيس» يدخل القائمة القصيرة للأوسكار في إنجاز تاريخي ...
- فيلم وثائقي يكشف أسرار معركة حلب وتفاعل واسع على المنصات
- مصادر: سيمون كرم الممثل الوحيد للبنان في -الميكانيزم-
- تعرف عليهم.. 4 أفلام عربية مرشحة لجائزة الأوسكار
- نجل المخرج روب راينر متهم بـ-قتل والديه عمدًا-.. ومصدر يكشف ...
- 4 أفلام عربية تتنافس على أوسكار أفضل فيلم دولي
- ترشيح 4 أفلام عربية للمنافسة على جوائز الأوسكار


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة بلقيس .