أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الخشوف .














المزيد.....

مقامة الخشوف .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


مقامة الخشوف :

من كلمات جبوري النجار والحان ملا عثمان الموصلي , غنى ناظم الغزالي واحدة من أجمل اغان سفير الاغنية العراقية (( ياخشوف )) , و الخشوف , ومفردها خشف وهوصغير الغزال , والذي يمتاز بمواصفات جمالية عادة , و يتم تشبيه الفتاة فائقة الحسن بجماله , فيقال لها وكأنها خشف , لتسترسل كلمات ألأغنية : (( ياخشوف العلى المچرية , وابنكم فزز الدورية , وابنكم صابني ورماني وسهام لحظه بالحشا مرميه )) , والمچرية , جدول الماء الذي يشق كفرع صغير من النهر الاصلي بواسطة عملية الكري , والعملية تتم بواسطة الادوات المعروفة عند الفلاحين لشق الجداول او تطهيرها من الادغال والحشائش التي تنمو فيها , وفزز , بالمعنى القريب , ايقظ من النوم , والمعنى الابعد احدث هزة عصبية , والدورية وهم الاشخاص المسؤؤلون عن حفظ الامن كالشرطة او الجنود او الحراس الليلين , لأنهم عادة يدورون مشيا بارجلهم فاطلق عليهم دورية , والحشا تعني بعض الاحشاء الداخلية للانسان وهي كنية عن بعض الاعضاء المهمة في البطن كالكبد والكليتين , و اللحظ , العين وتكنى العين الواسعة والجميلة وكانها تطلق سهاما تصيب الشخص الناظر لها .

(( ياخشوف التروح للبصره , وحباب گلبي تجي من البصره , يمه چتلني الحلو وبخصره فوگ المتيل لبس دارية , ياخشوف التروح ال عانه , وحباب گلبي تجي من عانه , يمه چتلني الحلو بهميانة لابس محابس ذهب وترچیه , ياخشوف التروح للحلة , وحباب گلبي تجي من الحله , يمه چتلنی الحلو شگله , لابس محابس ذهب ولامیه )) , وفي الشرح المتيل نوع من القماش النسائي الذي تضاف الى نسيجه خيوط من الحرير اوالكلبدون التي تزبده جمالا , والدارية , مايشبه العباءة او الروب ذات نسيج رقيق تلبس فوق الفستان للمرأة , والهميان نوع من الاحزمة التي كانت تتحزم بها النسوة وتصنع من الحرير او القماش الخاص الجميل , اما الترچية فهي القرط , وهي اداة الزينة التي توضع في الاذن , والمحبس ويجمع محابس هي الخو اتم , واللامية , حلية ذهبية للانف وتختلف عن الخزامة (التي تكون عادة حلقة أو مسمار) بانها قطعة مستطيلة او مربعة تزان بالشذر, واعتقد المعنى اصبح واضح , وابنكم يعني ابنتكم , وان كاتب هذا القول يريد ان يقول ان مجموعة الحسناوات اللواتي رآهن عند حافة الجدول وفيهن واحدة سلبت عقله , وهو والحالة هذه يخاطب اهلها ماذا فعلت به او بالاشخاص المناط بهم حفظ الامن , ثم يعدد الموطن الاصلي لهذه الخشوف مرة من البصرة , ومرة من عانة ومرة ثالثة من مدينة الحلة , وكل فتيات تلك المدن جميلات ويغازل كل منطقة جغرافية بمفردات تكشف عن لواعج حبه الذي تيمه النظر لتلك الحسناوات .

ولما يكون حوار ألأغاني بنكهة عراقية خالصة , تصبح تلك ألأغاني من مسننات الكلمات المدببة التي تعانق الروح وتخترق الجلد واللحم والعظم , وعندما تكون وحيدا , وتسمع الغناء , تصبح شخصا بلا لحم , وذوعظم ضعيف (( رجيج )) , منخوب مثل المُنخل , فمن أين تأتيك مثل هذه القُدرات شبه الخارقة للأحتمال , وإنت واهنَ العظمُ ومشتعل القلبُ شيبا ؟ الأصل [ يا خشوف العلة المجريّة ] لعبود الكرخي , وكانت المرحومة والدتي تعرف هذا الشعر وتردده , فكم عراقي اليوم يعرف معنى (( خشوف ومفردها خِشِف ؟ )) , الدردشة معك مخيفة يا عزيز الروح , وأنا قد أعجبتني كثيراً (( إبنكم فززْ الفختية )) وأراها أفضل من (( الدورية )) ثم لا أجرؤ على قولها خشيةَ أنْ يغضب أخوتنا العقائديون , وأنت كل ما تتكلم به هو جديد وثمين عندي , ولكن ما جدوى نكأ جراح عتيقة التأمت , وجَلْد الميت وكان المتنبي قد قال : (( ما لجُرٍحٍ بميّتٍ إيلامُ )) ؟ وكانت أبنة أبي بكر قد قالت : (( الشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ )) , اذا لم التردد وأنت الرجل القوي العتيد ؟

ألم أقلْ لك إنَّ ألأغاني ذوات كلمات مُدببة و كأنها مِثقب (( درل , درنفيس )) , توخز بعيدا في الشغاف ؟ صحيح اني قليلاً ما أتردد في حياتي , ولكن الحذر في بعض المواقف ضروري , وتجنب التورط في خوض بعض الأمور ليس تردداً أبداً , فعندما قرر الأمير هاملت قتل عمّه ثأراً لأبيه تردد مرةً واحدة لكنه قتله أخيراً شرّ قتلة , فمتى نلتقي لأتأهب للقياك وأستعد لقبول الشوك والعاقول ومبطّنات أغانيك , وأستعين بأصدقائي الخُلّص ليعينوني عليك ويدرأوا عني حرقة ومخاطر ارهاصات الروح , وكم أنا بأمس الحاجة لدعاء كانت المرحومة والدتي تردده في أوقات الشدّة : (( ريتْ عيناكم تشوف ورجليكم ما تتحملْ وكوفْ )) , ويستمرصوتٌ مونولوجي الداخلي يؤنبني صارخاً : (( ليش قبلت هذي الورطة ؟ على كل حال , وقع في الرأسِ الفأسُ , أين أنت يالتَرِف الراف والرفراف )) ؟

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الحروفية : عماد الدين النسيمي المسلوخ حياً .
- مقامة عفونة العقل : حين يموت العقل قبل الجسد .
- مقامة الفتوحات العالية .
- ألمقامة ألقَلَنْدريَّة : خمر وشمع وفراشة وبلبل ووردة .
- مقامة ألأفاعيل .
- مقامة (تأبط شراً / تأبط حباً) .
- مقامة تقاسيم على ثرثرة المندلاوي الجميل .
- المقامة الباكسرومانية في جدل السلام والهيمنة.
- مقامة الأقصاء : من إفراد البعير المُعَبَّد إلى تفكيك المجتمع ...
- مقامة الميمر: عذوبة اللحن وغموض الأصل .
- مَقامَةُ عَلْوَةِ النَّجَفِيّ والوَفَاءِ الهَالِكِ .
- مقامة مأزق فارس الملل : اللومُ عادةُ مَن لا يُغامرون , فلسفة ...
- مقامة تأجيل الصدمة .
- ألمقامة الاستغنائية .
- مقامة غجرية : وُضوءُ الغَجَر وسُكْرُالوَجْد ...قُبْلةُ المَو ...
- مقامة الشجاعة : اذا حلت المقادير بطلت التدابير.
- مقامة الحلم الطويل .
- المقامة الإسماعيلية في فضائل السلالة الخليلية .
- مقامة جشع الورثة وسوء خاتمة التركة.
- مقامة الخلجات .


المزيد.....




- من الديناصورات للتماسيح: حُماة العظام في النيجر يحافظون على ...
- انطلاق الدورة الـ36 من أيام قرطاج السينمائية بفيلم فلسطيني
- أيام قرطاج السينمائية تنطلق بعرض فيلم -فلسطين 36-
- بعد تجربة تمثيلية فاشلة بإسرائيل.. رونالدو يتأهب للمشاركة في ...
- نافذة على الواقع:200قصة حقيقية تُروى في مهرجان-سينما الحقيقة ...
- من الكوميديا السوداء إلى المآسي العائلية: رحلة في الأفلام ال ...
- تونس: فيلم -فلسطين 36- للمخرجة آن ماري جاسر يفتتح أيام قرطاج ...
- ثقافة الصمود في ميزان الحرب (غزة، لبنان، اليمن، ايران)
- افتتاح معرض - بين الماء والطين- للفنانة المقدسية سندس الرجبي ...
- من كاميرات دار الأوبرا.. محمد صبحي يشارك توضيحًا بشأن فيديو ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الخشوف .