أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن صالح الشنكالي - العراق بين الصراع الأقليمي وصراعات الداخل














المزيد.....

العراق بين الصراع الأقليمي وصراعات الداخل


حسن صالح الشنكالي
كاتب وباحث تربوي واجتماعي

(Hassan Saleh Murad)


الحوار المتمدن-العدد: 8541 - 2025 / 11 / 29 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع ما يجري على منصة X (تويتر سابقاً) يكتشف أن حملة إشعال الفتن في العراق ليست عفوية، بل تقف خلفها جهات خارجية تتقاطع مصالحها عند هدف واحد: تفكيك العراق وإدامة ضعفه. وهناك فريقان يعملان على ذلك بوضوح.

الفريق الأول يتصدره من يرفعون شعار الدفاع عن السنّة. وأكثرهم — للمفارقة — ليسوا عراقيين أصلاً. خليجيون وسوريون ومصريون وآخرون يتعاملون مع العراق كأنه حديقة خلفية يُديرونها عن بُعد، ويتناسون عمداً أن صدام، رغم أنه سنّي، لم يحكم يوماً باسم السنّة، بل حكم باسم العروبة، وأن نظامه كان مزيجاً من مختلف المكوّنات وأكثرهم من الشيعة. فالمسألة لم تكن مذهبية، بل صراع سلطة استُخدمت فيه شعارات العروبة كقناع جاهز.
أما الذين يزايدون اليوم بالغيرة على العراق فهم أنفسهم من شاركوا في ضربه وحصاره عام 1990، ثم عام 2003. هم انفسهم من فتحوا أجواءهم وقواعدهم للطائرات الأمريكية لقصف العراق لتدمير مدننا للمرة الثانية لتغرق العراق بدماء ابنائه وبناته ..
بعد الاحتلال وخوفاً من انتقال عدوى الديمقراطية إلى شعوبهم قاطعوا العراق ولم يكتفوا بذلك، بل أرسلوا “سفراء الشر” من القاعدة والجماعات التكفيرية والمفخخات والانتحاريين، فدفعوا البلاد إلى جحيم الطائفية حتى وصلت إلى كارثة داعش.
الإعلام العربي الموجَّه لعب دوره الأخطر، حين قدّم صعود داعش بوصفه “ثورة مظلومين” أو ما سُمّي بـ “ثوار العشائر”، وبثّ رسائل طمأنة خدعت مدناً كاملة، فاستسلمت للفخّ دون أن تدرك أنها تُسلَّم إلى الذبح.
ومع ذلك، توحّد العراقيون أخيراً، ودفعوا وحدهم ثمن التحرير من دمائهم، بفتوى المرجع الشيعي الأعلى سماحة السيد علي السيستاني، فهبّ العراقيون بكل أطيافهم في وقت راهنت فيه دول عديدة على بقاء داعش لإبقاء العراق غارقاً في صراعاته الداخلية لعقود طويلة.

أما الفريق الثاني:
الولائيون الذين يدّعون الدفاع عن الشيعة عادوا لإشعال الساحة، رغم أن الجهة التي يقلدونها خاضت حرباً دامية ضد العراق لثماني سنوات. وما يرفعونه من شعارات ليس ولاءً، بل تهديداً صريحاً للسلم الداخلي.

وبات واضحاً أن الصراع لم يعد خارجياً فقط؛ بل أصبح أداة بيد أجنحة سياسية مسلّحة تتصارع فوق جسد الدولة. والانفلات الأمني الذي تصنعه جماعات لا تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة — ومنها استهداف خطوط الغاز في السليمانية — ليس إلا محاولة لخلط الأوراق وإضعاف الدولة وابتزازها.
فهؤلاء لايمثلون الشيعة، ولا أولئك يمثلون السنّة. كلا الفريقين يستمد خطابه من خارج الحدود، ويعمل على تعميق الجرح الذي أنهك العراقيين لأكثر من عقدين من التغيير.

وفي ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة، تعود الأسئلة ذاتها لتفرض نفسها:
هل سيبقى العراق يدور في حلقة الصراع بين الخارج وأذرعه في الداخل، أم سيختار أخيراً طريق الدولة؟
لقد أظهرت الانتخابات — على الرغم من كل ملاحظاتها — أن الشارع العراقي متعب من الخطابات الطائفية، وأنه يبحث عن مخرج وطني لا يخضع لسطوة السلاح ولا لتوجيه الخارج. وهذا يستدعي تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، لا حكومة محاصصة جديدة بوجوه قديمة. حكومة تُسند إلى الكفاءات، لا إلى الولاءات؛ وإلى أصحاب الخبرة والنزاهة، لا إلى من يرى العراق مساحة نفوذ أو غنيمة. حكومة يكون معيارها الوحيد: الولاء للعراق أولاً… والعراق فقط.

وخلاصة القول:
ما عاشه العراقيون منذ 1990 حتى اليوم يثبت أن العراق لا يسقط إلا حين يسمح لغير أبنائه بكتابة مصيره. الحروب، والفتن، والتفجيرات، وداعش… كلها لم تكن قدَراً، بل نتيجة تدخلات خارجية وجماعات داخلية تخلّت عن وطنيتها.
ومع ذلك، ما تزال أمام العراق فرصة تاريخية للعودة، إذا ما استعاد قراره إلى أهله، ورفض أن يكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وأغلق الباب في وجه كل خطاب يعيش على التخويف والتحريض.
فالعراق ليس سنياً ولا شيعياً… العراق وطن، ووحدهم أبناء الوطن قادرون على إنقاذه



##حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)       Hassan_Saleh_Murad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يحدث التغيير في مدارسنا؟
- حرب الطقس… من القنبلة الذرية إلى التحكم بالمناخ كاداة نفوذ
- جلوس قادة الكُرد في دهوك: هل نحن مقبلون على خارطة جديدة؟
- عراق ما بعد الانتخابات: نتائج بلا أغلبية… ومشهد بلا بوصلة
- غياب المشروع الوطني… العراق بين وهم الوحدة وحقيقة الانقسام
- زهران عمدة نيويورك الجديد خليط متجانس
- هل رجل الدين لازال صمام أمان للمجتمع؟ وكيف تكون نظرته إلى ال ...
- الصدر مجددًا يعلن المقاطعة بين وهم المقاطعة وضرورة المعارضة
- الإيزيديون بين الدستور وواقع الإقصاء الانتخابي
- الانتخابات العراقيّة بين الشكوك والتوافق الإجباريّ
- تحولات الشرق الأوسط بين سقوط الأيديولوجيا وصعود الفرد
- بين الرموز والعبادة: قراءة في الإنسانية والدين في التراث الع ...
- العراق بين صناديق الاقتراع ومأزق الطائفية
- الدرس التاسع : كيف نفهم الدرس بسهولة
- الدرس العاشر: مستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي
- التعليم والاقتصاد… هدر الطاقات في وطنٍ حائر
- دروس في التربية / الدرس الثاني
- دورس في التربية / الدرس الثالث
- دروس في التربية / الدرس الرابع
- دروس في التربية / الدرس الخامس


المزيد.....




- متحف اللوفر يكشف لـCNN عن زيادة في رسوم الدخول للزوار غير ال ...
- ترامب يعلن إلغاء -أي وثيقة- وقعها بايدن باستخدام القلم الآلي ...
- -مهام سرّية-.. تقرير يكشف دور مجنّدات إسرائيليات في عمليات ا ...
- مكالمة -مفاجِئة- بين ترامب ومادورو.. هل يلتقي الزعيمان قريبً ...
- فرنسا: توجيه اتهامات إلى شخص رابع يُشتبه بمشاركته في سرقة مت ...
- نعيم قاسم يطالب الحكومة اللبنانية بوضع خطة -لمواجهة إسرائيل- ...
- 50 دولة ومنظمة تنضم لـ-مركز تنسيق غزة-
- أحكام نهائية في قضية التآمر تعمّق مخاوف المعارضين في تونس
- قضايا التآمر و-التسفير- تحاصر المعارضة التونسية بأحكام قاسية ...
- جيش الاحتلال يُحول منازل بطوباس إلى ثكنات للتعذيب


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن صالح الشنكالي - العراق بين الصراع الأقليمي وصراعات الداخل