حسن صالح الشنكالي
الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 14:13
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
إنَّ العلاقة بين التلميذ ومعلّمه أو معلّمته كانت يوماً ما تشبه ارتباط الطفل بوالديه.
أتذكّر وأنا في الصف الرابع الابتدائي مديرة مدرستنا السيدة الفاضلة - هناء محمد – أسأل الله إن كانت على قيد الحياة أن يمدّها بالصحة والعافية – كانت تعاملنا كأم حنون، فإذا رأت تلميذاً يدخل المدرسة ويداه متسختان، أمسكت بيديه وغسلت وجهه ويديه بنفسها بكل رفق.
بقيت السيدة هناء مديرةً للمدرسة أربع سنوات، ثم انتقلتُ بعدها إلى الموصل. وفي عام 1984 رافقتُ عمي يوسف – رحمه الله – إلى الموصل فقال لي: “نروح نسلّم على والد الست هناء، عنده محل في باب السراي”.
وعندما وصلنا وجدناها عند والدها في زيارة، وما إن عرّفها عمي بي وقال لها: “هذا حسن صار الآن في الخامس العلمي”، حتى امتلأ وجهها بالفرح، وقبّلت خدي بمحبة، ثم التفتت إلى والدها مبتهجة بلهجتها المصلاوية قائلة:
“دحق أبوي، ابني كبر وصار بالخامس العلمي، ما شاء الله!”
كانت كلماتها تحمل صدقاً وأمومة خالصة، لم تقل: هذا طالب إيزيدي، بل قالت: هذا ابني حسن.
تلك الروح هي ما نحتاجه اليوم: أن نعود إلى وطنيّتنا الصادقة وإنسانيّتنا الجامعة، بعيداً عن الطائفية التي فرّقتنا، لنستعيد عراقاً واحداً يجمع أبناءه وبناته بالمحبة والوفاء ….
صورتي وانا في الصف الثالث الابتدائي
#حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟