حسن صالح الشنكالي
الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 16:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد الألفية الثالثة، اشتدّ سطو التيار الديني والطائفي، حتى غدا الدين عامل فرقة بين أبناء الوطن الواحد، في أرضٍ كانت ـ يومًا ـ مهدًا للتعدد، وحاضنةً للأديان والمِلل والقوميات. كان الوطن سقفًا يجمعهم، رغم ما شابَ بعض الحُكّام من أخطاء؛ إذ ظلّ الولاء للوطن والدولة، لا لدين الحاكم ولا لمذهبه.
فما الذي تغيّر؟ أكنّا بالأمس في ضلال، وجاء هذا الجيل ليحمل مشعل الإيمان؟ لنُسلِّم بذلك جدلًا… لكن لنسأل: إن كانت هذه “نهضة إيمانية”، فلماذا يزداد القتل، وتكثر الهجرات، وتشتدّ الفتن؟ لماذا يكفِّر الأخُ أخاه، لأنه لا “يدخل الحمّام على سنّته”؟
نأسف من الأعماق لما يجري الآن لإخواننا الدروز في السويداء من مجازر وتنكيل وخرقٍ صريح لكل القيم الإنسانية، فهذه الفصول المظلمة تذكّرنا بما جرى للعلويين في الساحل السوري، وبما حدث للإيزيديين في صيف 2014، حين وقعت الإبادة الكبرى على يد الجماعات الظلامية التي لبست عباءة الدين وارتكبت الفظائع باسمه.
وكأنّ قطار الإبادة لم يتوقف، يدور بين الأقليات والمهمّشين، يختار كل مرة ضحية جديدة، وربما يتجه نحو الكُرد في سوريا، ثم يمتدّ إلى العراق، في ظل صمتٍ ثقيل من المجتمع الدولي، وعجزٍ مريب من الضمير الإنساني.
أيُّ إيمانٍ هذا الذي يُنتج كلّ هذا الحقد؟ وأيّ تدينٍ هذا الذي يجعل الصلاة تسبق الرحمة، والمذهب يعلو على الدم، والفتوى تبرر الذبح؟
لقد اختلطت علينا المفاهيم، حتى صار صوت الخطيب أعلى من صوت الضمير، وصارت النياشين تُعلَّق على الصدر، بينما الجراح تنزف من القلب
#حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟