أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن صالح الشنكالي - بين العباءة والعدالة: حين تُنتَهك الكرامة باسم الدين














المزيد.....

بين العباءة والعدالة: حين تُنتَهك الكرامة باسم الدين


حسن صالح الشنكالي

الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 14:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في قرار غريب شكلًا ومضمونًا، فرض مجلس محافظة بغداد ما يُسمّى بـ”العباءة الزينبية” على نساء العاصمة، متجاهلًا أن الأخلاق لا تُفصَّل على مقاس الأقمشة، بل تُبنى على المواقف والمبادئ.
‏لم تكن السيدة زينب (عليها السلام) يومًا ممن يرتدين العباءات الفاخرة. التاريخ لم يورّث لنا وصفًا لذلك، بل نقل لنا سيرتها في الزهد،
‏الاقتداء لا يكون بالمظاهر، بل بالمواقف. ولا باللباس، بل بالقيم والسلوك.
‏المفارقة المؤلمة أن من يروّجون لزهد آل البيت يعيشون اليوم في قصور الجادرية المُسيّجة، التي تحولت بعد 2003 إلى أملاك خاصة، تحيط بها الحراسة المشددة وتزخر بالرخام والحدائق الفارهة ومواكب السيارات الفاخرة.
‏الزهد لا يسكن في الأقمشة التي تُفرض على الناس، بل يُقاس بالسلوك العام وبنمط الحياة المتّزن والمتواضع.
‏بغداد، منذ أن أسّسها المنصور، كانت عاصمةً للتنوّع، ومهدًا للعلم والانفتاح والاختلاف المشروع.
‏لم تكن ضيعة لطائفة، ولا ساحة لفرض ثقافة أحادية، ولا موضعًا لمصادرة الحريات باسم المقدّس.
‏محاولة اختزال بغداد في لون واحد وثقافة واحدة ولباس واحد يُعدّ انتهاكًا لهويتها وعمقها الحضاري.
‏القرار الأخير لا ينتهك فقط طبيعة المدينة، بل يخرق الدستور نفسه. المادة (2) تنص بوضوح على أنه “لا يجوز سنّ قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية”، والمادة (42) تكفل حرية الفكر والضمير والعقيدة.
‏تحوّلت السلطة المحلية من جهة خدمية إلى أداة فرض قسري، متجاهلة الحريات الشخصية، ومستخدمة الدين كذريعة لمصادرة الحقوق.
‏الدين، في جوهره، رسالة عدل ومحبّة. لا يُفرض بالقانون، بل يُحتذى بالقدوة.
‏لا يجوز تحويله إلى أداة لفرض الوصاية، أو وسيلة للتسلّط على الأجساد والضمائر.
‏الوطن ليس مزرعة لمكوّن واحد، بل بيتًا للجميع، تُبنى وحدته على التعدد، وتتجلى قوّته في احترام الاختلاف.



#حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُجرَّب يُجرَّب والفساد يستشري… فابتعدت المرجعية وتمادى ال ...
- بين رفاة الذاكرة وخرائب الحاضر: الإيزيديون بين الألم المنسي ...
- سلام على ارض الرافدين
- من رشيد عالي الكيلاني إلى محمد شياع السوداني: جبهة خارجية مو ...
- الجيش السوري الجديد
- ما فائدة العراق من القمة المزمع عقدها في بغداد؟
- السودان والتطبيع مع اسرائيل
- عن الصراع العربي الاسرائيلي اتحدث
- ماذا فعلت الحكومة في ذكرى ابادة الايزيديين
- الحب الابدي
- عن الصراع العربي اتحدث
- بطل من ورق
- كون فو
- الايزيديون والاستفتاء
- من المسؤول على ما ال اليه العراق
- مرور الذكرى الثالثة للابادة الايزيدية 3/8/2014
- قادة العراق يعرضون لعب دور في حل مشاكل الخليج
- الخلافات في المجتمع الايزيدي مفروضة عليه
- دراسة لواقع الاقليات ما بعد داعش
- هل سيكون البيان الختامي للجامعة العربية كما يلي


المزيد.....




- فوق السلطة: إمارة مسيحية -للرجال فقط- محرّمة على النساء
- وجبة قاتلة.. امرأة تسمم عائلة زوجها السابق بفطر -الغطاء المم ...
- كازاخستان.. امرأة بعمر 35 عاما تنجب طفلها الثاني عشر
- كشف صادم في الكنيست: جرائم اغتصاب طقوسية منظمة ضحاياها الأطف ...
- الأونروا : 700 ألف امرأة وفتاة في سن الحيض بقطاع غزة
- للنساء في منتصف العمر.. القهوة سرّ الشيخوخة الصحية والذهن ال ...
- مجرة المرأة المسلسلة قد لا تصطدم بمجرتنا بعد 4.5 مليارات سنة ...
- واقعة مرعبة.. امرأة تصاب بالشلل بعد عطسة مفاجئة!
- ما هي تداعيات التصعيد الأخير على النساء والفتيات في اليمن؟
- سجلي 800 د.ج..طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت با ...


المزيد.....

- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن صالح الشنكالي - بين العباءة والعدالة: حين تُنتَهك الكرامة باسم الدين