أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن صالح الشنكالي - من رشيد عالي الكيلاني إلى محمد شياع السوداني: جبهة خارجية موحدة وغياب مشروع وطني جامع














المزيد.....

من رشيد عالي الكيلاني إلى محمد شياع السوداني: جبهة خارجية موحدة وغياب مشروع وطني جامع


حسن صالح الشنكالي

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، سواء في العهد الملكي أو الجمهوري، تبنّت الحكومات المتعاقبة خطابًا قوميًّا عاطفيًّا، حيث تمحورت السياسات حول دعم القضية الفلسطينية، معتبرةً ذلك من أولوياتها. شارك العراق في الحروب العربية ضد إسرائيل، بدءًا من حرب 1948، مرورًا بحرب 1967، وصولًا إلى حرب أكتوبر 1973. واستمر هذا الدعم في العهد الجمهوري، حافظ على موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية، حتى في المحافل الدولية، وما زال حتى الآن الدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي تطلق على إسرائيل رسميًا “الكيان الصهيوني الغاصب” بما فيها فلسطين نفسها.

غير أن هذا التركيز المفرط على القضايا الخارجية جاء على حساب القضايا الوطنية الداخلية. فقد عانى العراق من ضعف في التركيز على الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية. السياسات الطائفية والمحاصصة أدت إلى تفكك النسيج الاجتماعي، وأُهملت مشاريع التنمية والاستثمار في البنية التحتية. كما أن الاقتصاد، رغم غناه بالموارد الطبيعية، ظل يعتمد بشكل شبه كلي على النفط، مع ضعف واضح في تنويع مصادر الدخل وتطوير القطاعات الحيوية الأخرى.

الموقف العراقي المعادي للغرب والولايات المتحدة، وما يُسمّى بالصهيونية، كان في كثير من الأحيان سببًا حقيقيًا في حروبه الداخلية والخارجية، ومصدرًا دائمًا لأزماته السياسية والاقتصادية، إذ تم استغلاله لتبرير القمع، وتأجيل الإصلاح، وصرف النظر عن الإخفاقات المتراكمة في إدارة الدولة.

لقد غاب المشروع الوطني الجامع في مقابل جبهة خارجية موحدة شكلًا، بينما الداخل يتصدّع. فمنذ رشيد عالي الكيلاني إلى محمد شياع السوداني، ظل العراق يدور في حلقة مفرغة: وحدة في الخطاب الخارجي، مقابل تمزّق في الهوية الوطنية وغياب للعدالة والانتماء.

غياب الوعي الوطني والانتماء الحقيقي للمواطنين ساهم في تفاقم الأزمات. تم استغلال العاطفة القومية والدينية لتوجيه الجماهير نحو قضايا خارجية، بينما أُهملت احتياجاتهم الأساسية ومطالبهم المشروعة. هذا النهج أدى إلى تآكل الثقة بين المواطن والدولة، وزيادة الشعور بالتهميش والاغتراب. لقد نشأنا كشعب تعبوي، اعتاد الحروب واختلاق الأزمات، يَنهدم أكثر مما يَبني، ويجعل من القتال هدفًا، ومن القمع عادة.

من الضروري أن تعيد الحكومات المقبلة التوازن بين الالتزامات الخارجية والقضايا الداخلية. فدعم القضايا العربية لا ينبغي أن يكون على حساب وحدة الوطن ومصالح الشعب. بل يجب أن يكون هناك تكامل بين السياسة الخارجية والسياسات الداخلية بما يخدم مصلحة العراق وشعبه.

إن وحدة الدولة وقوة تماسكها هي المعيار الحقيقي لقوتها ونفوذها الخارجي. لا يُمكن لدولة مفككة من الداخل أن تفرض احترامها في المحافل الدولية، ولا أن تُسهم بفاعلية في قضايا أمتها. بل إن الضعف الداخلي يُفرغ الخطاب الخارجي من محتواه، ويجعله أقرب إلى المتاجرة بالشعارات منه إلى التعبير عن مواقف مبدئية.

إن العراق لا يحتاج إلى قمة عربية تُعيده إلى “الحضن العربي”، فالمشكلة لم تكن يومًا في بعده عن الجغرافيا أو العمق القومي، بل في بعده عن ذاته. ما نحتاجه اليوم هو مصالحة وطنية شاملة، وتوافق جامع يؤمن بالعراق أولًا، ويؤسس لمرحلة جديدة من الشعور الوطني الصادق.
نحتاج إلى بناء الإنسان العراقي، الإنسان الحر، المنتمي، الذي لا تقيّده الطائفة، ولا تُحدّه القومية، ولا تُسيّره المرجعيات السياسية. إنسانٌ مُطهَّر من الطفيليات الطائفية التي نخرت روح الوطن وأضعفت مناعته. بهذا فقط يمكننا أن ننهض، ونبني دولة تستحق شعبها،



#حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش السوري الجديد
- ما فائدة العراق من القمة المزمع عقدها في بغداد؟
- السودان والتطبيع مع اسرائيل
- عن الصراع العربي الاسرائيلي اتحدث
- ماذا فعلت الحكومة في ذكرى ابادة الايزيديين
- الحب الابدي
- عن الصراع العربي اتحدث
- بطل من ورق
- كون فو
- الايزيديون والاستفتاء
- من المسؤول على ما ال اليه العراق
- مرور الذكرى الثالثة للابادة الايزيدية 3/8/2014
- قادة العراق يعرضون لعب دور في حل مشاكل الخليج
- الخلافات في المجتمع الايزيدي مفروضة عليه
- دراسة لواقع الاقليات ما بعد داعش
- هل سيكون البيان الختامي للجامعة العربية كما يلي
- الاغلبية الصامتة والاقلية المهمشة
- الملك جبريل هو طاووس ملك
- اليوم العالمي للمعلم
- المؤامرات الدولية على الاكراد مستمرة ما السبب في ذلك


المزيد.....




- -طرابلس قالتلك خُد الشرعية-.. حقيقة فيديو مظاهرة طرابلس الدع ...
- قصف روسي بالطائرات المسيّرة يشعل حرائق ضخمة في منطقة سومي ال ...
- -كيف يرى الإسرائيليون زيارة ترامب إلى الخليج؟- - جولة الصحف ...
- مواقف ترامب تصدم إسرائيل وتكرّس اختلافًا في الأولويات
- محادثات الفرصة الأخيرة؟ روسيا وأوكرانيا تتفاوضان في اسطنبول ...
- إدارة مدينة موسكو: نرى إمكانية للتعاون مع عدة دول عربية
- فلسطينيو الأردن يحيون ذكرى النكبة
- الجيش الإسرائيلي والشاباك يعلنان القضاء على مسؤول تجنيد الأم ...
- مرض شديد العدوى يضرب مدينة أمريكية كبرى ويهدد الملايين
- وزير خارجية إيران: لو كانت الولايات المتحدة قادرة على تدمير ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن صالح الشنكالي - من رشيد عالي الكيلاني إلى محمد شياع السوداني: جبهة خارجية موحدة وغياب مشروع وطني جامع