حسن صالح الشنكالي
الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 15:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الشعب هو الأساس الذي تُبنى عليه الأوطان؛ فهو يمنح الكيان السياسي شرعيته وقوته عبر الولاء والانتماء. والولاء للوطن هو الصفة الجامعة التي تذيب الفوارق وتوحد المختلفين تحت مظلة دولة قادرة على الحياة.
غير أن واقعنا اليوم يبدو بعيدًا عن هذه القاعدة؛ إذ نعيش فسيفساء من الفرقات والإثنيات والتجمعات التي حُشرت في حدود رسمها المستعمر أكثر مما رسمتها إرادة الشعوب، بعد قرون من الغزوات والصراعات بين القبائل المتجاورة على المراعي واتساع الأرض والنفوذ.
كان يُفترض أن تتحول تلك الحدود إلى جسرٍ للوحدة، لكنها غدت مع الوقت هشّة، بعدما انكفأ كل فريق إلى عشيرته أو مذهبه أو أسلوب عبادته؛ فتراجع الهمّ الوطني، وتحول الوطن إلى مسرحٍ لولاءات ضيقة ومصالح متنازعة.
وحين يتنازع الولاء بين الدين والوطن يختل الميزان: يتقدم الجدل على البناء، وتستفحل الخصومات حول تفاصيل ثانوية كاتهام هذا بالبدعة ووصم ذاك بالسنة، بينما تتأخر مشاريع النهضة والتنمية.
إن أوطانًا بلا ولاء جامع ليست إلا خرائط ممزقة، لا تنتج سوى أزمات متوالدة لا نهاية لها. وإن أراد العراقي أن يحافظ على وطنٍ واحد، فليُدرك أن لا مخرج إلا بولاء وطنيٍّ يعلو على كل ولاء فرعي، وبناء دولة قانون تعترف بالتنوع وتحميه، وتجعل منه قوةً للوطن لا ذريعةً لتمزيقه
#حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟