حسن صالح الشنكالي
الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 13:36
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
يا أيها المعلم الكريم، وأيتها المعلمة الفاضلة:
علّموا تلاميذكم الحرية المسؤولة، وامنحوهم فسحةً للخيال واللعب، ثم اغرسوا فيهم النظام والانضباط؛ فبهذا وحده نصنع جيلًا متوازنًا بين النظام والحرية.
زرتُ مدرسة للتعليم الأساسي – من الصف الأول حتى التاسع – في النرويج برفقة أخي وصديقي كاوة صبري بوتاني، بدعوة من زوجته الأخت مريانا التي تعمل معلمة هناك.
وقدّمت لنا شرحاً عن واقع التعليم، حيث لاحظنا ان كل وحدة دراسية(صف) إلى بناية متكاملة تضم قاعة للدرس، مكتبة صغيرة، قاعة للواجبات والاستراحة، ومعطم وغرفة لتبديل الملابس والأحذية المدرسية إلى جانب مكتبة عامة، ملعب لكرة القدم، مسرح، ومسبح لكل المؤسسة.
ولفت نظري مشهد الأطفال يلعبون بالطين في يومٍ ماطر، وأيديهم متّسخة بالتراب. قلتُ لمديرة المدرسة:
“لدينا نظام صارم لا يسمح بمثل هذا الأمر، فنظافة الأطفال من أولوياتنا.”
فابتسمت وقالت:
“حتى نحن لدينا نظام، لكننا نمنح الأطفال الحرية الكاملة في اللعب. قبل دخول الصف نعتني بنظافتهم ونوفّر لهم ملابس أخرى، ثم يدخلون منظمين.”
وسألتها عن المناهج: هل هي مركزية أم فيها حرية؟
فأجابت:
“مناهجنا متوازنة؛ تحدد الدولة الخطة العامة، لكن للمدرسة والمعلم حرية التصرف بنسبة 50%.”
اي أن فلسفتهم تقوم على ركيزتين: حرية مسؤولة للطفل، وحرية واعية للمعلم.
بين اللافوضى، ولا المركزية ، نحن نعرف إمكانات دولتنا، لا نطلب من معلمينا توفير جو النرويج وتطبيق نظام مدارسها، بل نطلب توفير جوٍّ مشجّع للارتقاء بالعلم والمعرفة، وفق الإمكانات المتاحة
#حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟