أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن صالح الشنكالي - حرب الطقس… من القنبلة الذرية إلى التحكم بالمناخ كاداة نفوذ














المزيد.....

حرب الطقس… من القنبلة الذرية إلى التحكم بالمناخ كاداة نفوذ


حسن صالح الشنكالي
كاتب وباحث تربوي واجتماعي

(Hassan Saleh Murad)


الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 20:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مرّت على العراق، وعلى دول المنطقة، سنواتٌ ثقيلة حملت معها جفافًا ممتداً، ثم فيضانات مفاجئة، وانهياراً في توازن الفصول الذي اعتدنا عليه طوال عقود. ولأن التفسير الأكثر تداولاً هو تغيّر المناخ، اتجه الكثيرون إلى اعتبار ما نعيشه جزءً من التحولات الطبيعية التي يشهدها الكوكب. لكنّ ما يجري، في رأيي، يتجاوز هذا التفسير المريح.
فالعالم لم يعد كما كان. القوى الكبرى لم تعد مشغولة فقط بإنتاج الأسلحة أو تطوير الترسانات التقليدية. هناك انتقال هادئ نحو مجال جديد تكاد المعلومات عنه تكون شحيحة: القدرة على التلاعب بالطقس. تقنيات الاستمطار الصناعي، إعادة تشكيل السحب، التحكم بمسارات العواصف، زيادة الهطول أو تقليله… هذه لم تعد تجارب هامشية، بل مشروعات حقيقية تعمل عليها دول مثل الصين والولايات المتحدة منذ سنوات طويلة.

وحين تمتلك دولة القدرة على زيادة الأمطار في دولة او اقليم معيّن، أو تقليلها في آخر، فذلك يعني أنها تستطيع — من دون مواجهة مباشرة — التأثير في اقتصاد دول تعتمد على الزراعة والموارد الطبيعية. فنقص المياه وحده قادر على شلّ قطاع حيوي بأكمله، وإحداث اضطرابات اجتماعية وسياسية واسعة

وفي ظلّ هذا التحوّل المقلق، قد نجد أنفسنا أمام مرحلة يصبح فيها المطر سلعة مدفوعة الثمن، وتتحول السحب إلى مورد اقتصادي تسيطر عليه الدول الكبرى. وحينها قد يقف الناس تحت السماء ينتظرون الغيث كما اعتادوا، لكن الغيم لم يعد يتحرك وفق قوانين الطبيعة كما عرفناها.
وعندها لا تفيد المؤمنين أدعية الاستسقاء كما اعتادوا، لا لضعفٍ فيها، بل لأن المطر ذاته لم يعد قراراً سماويّاً صرفتً، بل قراراً سياسيّاً تتحكم به مختبرات وبرامج وتجارب لا علاقة لها بسنن الكون القديمة
من هنا تولد فكرة حرب الطقس:
حرب لا تُسمَع فيها أصوات المدافع، ولا تُرى فيها الطائرات، لكنها قد تدمّر أكثر مما يدمره السلاح التقليدي.

الزلازل… ذلك الباب الذي لا يريد العالم أن يُفتح
ومع الحديث عن التلاعب بالمطر والرياح، بدأ سؤالٌ أكثر جرأة يطفو إلى السطح:
هل يمكن أن تتأثر بعض الهزّات الأرضية والتصدعات الجيولوجية بالتجارب البشرية؟
لا توجد إجابة نهائية، لكن وجود بحوث في مجال الموجات تحت السطح، والانفجارات العميقة، والترددات العالية، يجعل هذا السؤال مشروعاً. بعض الزلازل التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة كانت غريبة في توقيتها وحدّتها، وكأنها لا تنتمي إلى النمط المعتاد، وهذا ما يدفع إلى التفكير خارج الحدود التقليدية للفهم العلمي.
أنا لا أجزم، ولا أضع نظرية قطعية، لكن الواقع أن التكنولوجيا حين تتقدّم إلى هذا الحد، تفتح أبواباً لم يكن أحد يتخيّل وجودها قبل عقود قليلة.

منطقة هشّة في مواجهة إرادة الكبار
الشرق الأوسط — بما فيه العراق — منطقة حساسة جدًا لأي تلاعب بالمناخ، سواء كان طبيعيًا أو بفعل الإنسان. الأرض جافة بطبيعتها، الزراعة متقلبة، الموارد محدودة، والاقتصادات تعتمد على مواسم مطر محددة. أي تغيير في هذه المعادلة، ولو بسيط، يمكن أن يخلق أزمات مضاعفة.
وهكذا، فإن ما نعيشه اليوم قد لا يكون مجرد تقلبات جوية، بل جزءً من صراع عالمي جديد يُستخدم فيه المناخ كأداة ضغط، وربما كسلاح.
سلاح لا يُرى، ولا يُعلن، ولا يترك وراءه رائحة بارود، لكن أثره يمتد إلى المزارع والبيوت والأنهار، وربما إلى استقرار الأرض نفسها.

خاتماً ما بين الجفاف والفيضانات، وما بين المطر الغائب والمطر “المصنوع”، وما بين هزّة أرضية تُربك مدينة أو إقليم — بات من الضروري إعادة التفكير في دور التكنولوجيا في تشكيل مستقبل المناخ والسياسة معاً.
فالعالم يتغيّر، والقوى الكبرى توسّع مداها، والسماء لم تعد مساحة محايدة.
لقد انتقل الصراع من الأرض إلى الغيم… ومن المختبر إلى الطبيعة… ومن السلاح الذي نراه إلى الخطر الذي لا يمكن الإمساك به.



##حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)       Hassan_Saleh_Murad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلوس قادة الكُرد في دهوك: هل نحن مقبلون على خارطة جديدة؟
- عراق ما بعد الانتخابات: نتائج بلا أغلبية… ومشهد بلا بوصلة
- غياب المشروع الوطني… العراق بين وهم الوحدة وحقيقة الانقسام
- زهران عمدة نيويورك الجديد خليط متجانس
- هل رجل الدين لازال صمام أمان للمجتمع؟ وكيف تكون نظرته إلى ال ...
- الصدر مجددًا يعلن المقاطعة بين وهم المقاطعة وضرورة المعارضة
- الإيزيديون بين الدستور وواقع الإقصاء الانتخابي
- الانتخابات العراقيّة بين الشكوك والتوافق الإجباريّ
- تحولات الشرق الأوسط بين سقوط الأيديولوجيا وصعود الفرد
- بين الرموز والعبادة: قراءة في الإنسانية والدين في التراث الع ...
- العراق بين صناديق الاقتراع ومأزق الطائفية
- الدرس التاسع : كيف نفهم الدرس بسهولة
- الدرس العاشر: مستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي
- التعليم والاقتصاد… هدر الطاقات في وطنٍ حائر
- دروس في التربية / الدرس الثاني
- دورس في التربية / الدرس الثالث
- دروس في التربية / الدرس الرابع
- دروس في التربية / الدرس الخامس
- دروس في التربية / الدرس السادس
- دروس في التربية / الدرس السابع


المزيد.....




- لبنان.. تأجيل محاكمة فضل شاكر بطلب من محاميته
- إريك داين يلعب دورًا يجسد إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري ...
- رفات رهينة تصل إسرائيل وسيول تغرق خيام غزة وسط مباحثات لتثبي ...
- ألم طبيعي أم إصابة؟ دليلك لفهم إشارات الجسم بعد التمرين
- نوح زعيتر -بارون مخدرات- لبناني صدرت بحقه ألف مذكرة توقيف
- هجوم روسي مكثف بالصواريخ والمسيرات على العاصمة كييف
- المنخفض الجوي يغرق خيام نازحي غزة ويفاقم معاناتهم
- آبي أحمد يبحث مع قائد أفريكوم ملفات الأمن الإقليمي
- القاهرة تستضيف اجتماعا بشأن غزة وتعلن تنظيم مؤتمر دولي لإعاد ...
- الجلوس المطوّل وباء العصر.. وأطعمة بسيطة قد تخفف مخاطره


المزيد.....

- كتاب : العولمة وآثارها على الوضع الدولي والعربي / غازي الصوراني
- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن صالح الشنكالي - حرب الطقس… من القنبلة الذرية إلى التحكم بالمناخ كاداة نفوذ