أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن صالح الشنكالي - عراق ما بعد الانتخابات: نتائج بلا أغلبية… ومشهد بلا بوصلة














المزيد.....

عراق ما بعد الانتخابات: نتائج بلا أغلبية… ومشهد بلا بوصلة


حسن صالح الشنكالي
كاتب وباحث تربوي واجتماعي

(Hassan Saleh Murad)


الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت الانتخابات، وانتهى معها الصمت الانتخابي، لكن صمت المرحلة المقبلة يبدو اكثر ثقلاً من كل ما سبقه.
فالنتائج التي ظهرت لم تمنح اي قائمة أغلبية تسهِّل تشكيل الحكومة.
المشهد مشتت، والخيارات معقدة، والبلد يقف امام لوحة سياسية لا يعرف احد كيف سترتّب اجزاؤها.

مشهد وطني خانق… إعادة إنتاج الانقسام ذاته
مرّت الانتخابات، لكن الخطاب السياسي ظلّ كما هو:
طائفية، قومية، شعارات مرقّعة، ونبرة لا تعكس مشروع دولة، بل مشروع سلطة.
لم تظهر كتلة تحمل رؤية اقتصادية او اجتماعية جدية، ولم نرَ برنامجاً يعالج أزمة الماء والكهرباء والبطالة والفساد.
كان العراقيون كأنهم عادوا مرة اخرى الى نفس الدائرة التي يدورون فيها منذ 2003.

تشظّي الإطار التنسيقي… وصراع المالكي والسوداني
النتائج الحالية كشفت ضعف تماسك الإطار التنسيقي.
الصراع بين جناح نوري المالكي وجناح محمد شياع السوداني لم يعد خافياً، وهو اليوم محور التعطيل الحقيقي لتشكيل اي تحالف حكومي.
الدولة العميقة التي كانت تمسك بالخيوط بدأت تفقد قدرتها على التحكم الكامل، ليس لأنها ضعفت، بل لأن أطرافها نفسها دخلت في صراع نفوذ داخلي لم يعد بالإمكان إخفاؤه.

الكتل السنيّة… خلافات بلا حدود
المشهد السني كان الأكثر اضطراباً بعد الانتخابات.
خلافات القيادات، وتضارب الولاءات الخارجية، وتنافس الزعامات المحلية، جعلت التفاهم بين الكتل السنيّة أقرب الى المستحيل.
هذه الانقسامات جعلت مقعد رئاسة البرلمان معطلاً، وموقفهم من اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء غير واضح ولا موحّد.

الكرد… والتشظّي داخل لعبة أكبر منهم
القوى الكردية لم تنجُ من الانقسام الداخلي الذي يضعف حضورها في بغداد، ويضع مستقبل الإقليم تحت ضغط سياسي وإقليمي متزايد.
ورغم حصول الحزب الديمقراطي على اكثر من مليون صوت، إلا أنهم لا يستطيعون أن يكونوا بيضة قبان كما كانوا سابقاً، بسبب غياب توافق البارتي واليكتي وبقية الاحزاب الكردية في بغداد.

أمّا الايزيديون، فدخلوا الانتخابات بأمل كسر حالة التشتت التي لازمتهم لسنوات، وظهر تحالف جديد قادر على استعادة شيء من الوزن السياسي المفقود لهم.
لكن الكوتة اليتيمة بقيت عقدة المشهد؛ مقعدٌ واحدٌ يبدّدُ أصواتَ مكوّنٍ كاملٍ، ويجعله ساحة تنافسٍ تُستخدم لصالح القوى الأكبر لا لصالح الضحايا الذين ما زالت سنجارُ تنزفُ جراحهــا.
ومع ذلك، فإن حضور الايزيديين، رغم كل المآسي، ظلّ جزءاً أصيلاً مِن الهوية الوطنية، لا تابعاً رغم تمثيلهم الضعيف الذي لا يعكس استحقاقهم.
والتركمان والقوى المسيحية أيضاً تشظّت الى توابع طائفية سنية وشيعية.

معضلة تكليف رئيس الوزراء… وتعقيد اختيار رئيس الجمهورية

لم تفز كتلة بالأغلبية التي تمكنها من تشكيل الحكومة لذا فإن مفتاح تشكيل الحكومة انتقل الى التوافق.
لكن التوافق اليوم أصعب من أي وقت مضى.
فتكليف رئيس الوزراء يتطلب اختيار رئيس الجمهورية اولاً، وهو منصب بات مشروطاً بتصويت ثلثي اعضاء البرلمان، وهذا يعني قبولاً جماعياً مِن:
– الشيعة المتنازعين،
– السنة المنقسمين،
– الكرد المتباعدين،
– الولايات المتحدة،
– ايران،
– دول الخليج،
– تركيا،
– وإسرائيل تراقب والتي أصبحت لاعباً صامتاً في رسم خرائط النفوذ.
فلا احد يستطيع ان يمرّ دون مباركة العواصم، ودون رضا القوى المحلية، ودون صفقة متوازنة بين الجميع.

السؤال الذي يقلق الجميع: أين يقف التيار الصدري؟
فغياب التيار الصدري عن الانتخابات هو لغز المرحلة. ومع اعلان النتائج، يتصاعد السؤال:
ما الذي يخطّط له السيد مقتدى الصدر؟
هل يعتكف سياسياً ويترك المشهد يتآكل مِن الداخل؟
أم ينتظر اللحظة المناسبة ليعود بزخم شعبي يملأ الشارع كما فعل سابقاً؟
وهل ستكون العودة هذه المرة لإسقاط الحكومة القادمة، أم لإعادة تشكيل العملية السياسية من جذورها؟
الصدر لا يتحدث، لكن كل القوى تعدّ حساباتها بناءً على احتمال ظهوره في اي لحظة.

بلد بلا أغلبية… وبلا بوصلة
بهذه النتائج، يدخل العراق مرحلة اشدّ تعقيداً مما قبل الانتخابات.
لا أغلبية، لا اتفاق، لا رؤية موحدة.
فقط كتل متصارعة على النفوذ، ومكونات تبحث عن تمثيل، ومواطن ينتظر دولة لم تولد بعد.
المشهد يقول ان العراق يقف في مفترق حاسم:
اما أَنْ تظهر ارادة سياسية جديدة تتجاوز نظام المحاصصة، وتتجاوز الاطار المذهبي والقومي لتشكيل تحالف وطني جامع مِن بعض الكتل الفائزة، وبالتالي تشكيل حكومة ائتلافية مع بقاء معارضة قوية داخل البرلمان تراقب عمل الحكومة،
أو ان يستمر البلد في الدوران داخل نفس الدائرة التي انهكته منذ سقوط الدكتاتورية.
وعندها يصبح السؤال:
هل نحن امام حكومة ستولد مِن التعبئة الخارجية؟
أم امام فراغ طويل قد يشعل الشارع؟



##حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)       Hassan_Saleh_Murad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب المشروع الوطني… العراق بين وهم الوحدة وحقيقة الانقسام
- زهران عمدة نيويورك الجديد خليط متجانس
- هل رجل الدين لازال صمام أمان للمجتمع؟ وكيف تكون نظرته إلى ال ...
- الصدر مجددًا يعلن المقاطعة بين وهم المقاطعة وضرورة المعارضة
- الإيزيديون بين الدستور وواقع الإقصاء الانتخابي
- الانتخابات العراقيّة بين الشكوك والتوافق الإجباريّ
- تحولات الشرق الأوسط بين سقوط الأيديولوجيا وصعود الفرد
- بين الرموز والعبادة: قراءة في الإنسانية والدين في التراث الع ...
- العراق بين صناديق الاقتراع ومأزق الطائفية
- الدرس التاسع : كيف نفهم الدرس بسهولة
- الدرس العاشر: مستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي
- التعليم والاقتصاد… هدر الطاقات في وطنٍ حائر
- دروس في التربية / الدرس الثاني
- دورس في التربية / الدرس الثالث
- دروس في التربية / الدرس الرابع
- دروس في التربية / الدرس الخامس
- دروس في التربية / الدرس السادس
- دروس في التربية / الدرس السابع
- دروس في التربية / الدرس الثامن
- دروس في التربية / الدرس الاول


المزيد.....




- لحظة اندلاع حريق هائل في معبد صيني.. فيديو يظهر ما حدث للمبن ...
- لحظة سقوط صواريخ روسية ضخمة على كييف في أكبر هجوم منذ أسابيع ...
- شاهد.. عائلات في غزة تعاني جراء غرق خيامها بسبب الأمطار الغز ...
- أضواء الشفق القطبي النادرة تضيء السماء في شمال الصين
- معاناة مرضى السكري في مصر
- ماذا يقول النازحون من الفاشر عن الفظائع التي شهدتها المدينة؟ ...
- -تركيا لا تتجه غرباً، بل الغرب من يتّجه نحو تركيا-- في جولة ...
- تحذيرات أممية: السودان يعيش حربًا بالوكالة وسط نزوح جماعي وم ...
- باكستان تعلن توقيف خلية إرهابية مرتبطة بـ-طالبان باكستان- بع ...
- أوكرانيا: هجوم روسي -ضخم- بصواريخ ومسيرات على العاصمة كييف


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن صالح الشنكالي - عراق ما بعد الانتخابات: نتائج بلا أغلبية… ومشهد بلا بوصلة