أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن صالح الشنكالي - الصدر مجددًا يعلن المقاطعة بين وهم المقاطعة وضرورة المعارضة














المزيد.....

الصدر مجددًا يعلن المقاطعة بين وهم المقاطعة وضرورة المعارضة


حسن صالح الشنكالي
كاتب وباحث تربوي واجتماعي

(Hassan Saleh Murad)


الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذا المقال، أتناول موقف السيد مقتدى الصدر من مقاطعة الانتخابات العراقية، وأحلّل أثر المقاطعة المستمرة على الواقع السياسي الوطني.
كما أستعرض أسباب فشل الحكومات المتعاقبة واستشراء الفساد، مع التركيز على نظام التوافقات والمحاصصات والائتلافات.
وأقدّم رؤيتي لكيفية بناء دولة ديمقراطية حقيقية تقوم على توازن بين سلطة تحكم ومعارضة تراقب وتحاسب.

إلى متى تبقى المقاطعة بلا بديلٍ، وبلا رؤيةٍ واضحةٍ للإصلاح؟
فالسيد مقتدى الصدر أعلن في الدورة السابقة المقاطعة والانسحاب بعد أن كان تياره في الترتيب الأول، ويعلن المقاطعة مجددًا في هذه الانتخابات بدافع الحفاظ على “نقاء الموقف” ورفض التعامل مع “المنظومة الفاسدة”، لكنه لم يقدّم بعدُ رؤيةً لما بعد المقاطعة.
وقد أثبتت تجاربُ دولٍ أخرى – مثل لبنان وتونس والسودان – أن المقاطعة، حين لا تُرافقها بدائل سياسية واضحة أو حركات ضغطٍ مدنيةٍ فعّالة، لا تؤدي إلا إلى توسيع نفوذ الطبقة الحاكمة ذاتها. فالميدان السياسي، كالحياة، لا يحتمل الفراغ؛ وإن خلت الساحة من صوتٍ معارضٍ صادق، ملأها الانتهازيون بلا عناء.
إنَّ المعارضة البنّاءة داخل البرلمان هي الطريق الأنجع لتقويض الفساد من الداخل، عبر كشفه ومحاسبته جماهيريًا وتشريعيًا. أما الاكتفاء بالانسحاب وترك الساحة للآخرين، فهو أشبه بقولنا:
“غاب القط، فالعب يا فار.”
أي أنه يترك المجال فارغًا أمام الخصوم، فيملؤون المشهد بلا رقيبٍ ولا توازن.
فالسياسة ليست نقاء الموقف فحسب، بل هي فنُّ إدارة الممكن في سبيل الإصلاح.
ومن دون جناحٍ معارضٍ قويٍّ داخل البرلمان، تبقى المقاطعة عزلةً سياسيةً لا تُصلح ولا تُغيّر.
لقد أثبتت التجربة العراقية منذ عام 2003 أن نظام التوافقات والمحاصصات والائتلافات الواسعة التي تضم الجميع، لم يُنتج دولةً، بل أعاد إنتاج الفساد بأشكالٍ جديدة. فحين يشترك الجميع في الحكم، تضيع المسؤولية بين الأطراف، وتذوب المحاسبة في بحر المجاملات السياسية. وهكذا، لا أحد يُسأل، ولا أحد يُحاسَب، لأن الجميع حاكمٌ وشريكٌ في آنٍ واحد. الفشل الحقيقي للحكومات المتعاقبة، واستشراء الفساد في مؤسسات الدولة، والثراء الفاحش لرؤساء الكتل البرلمانية، سببه هذا النمط من الحكم القائم على المحاصصة والصفقات. ومن الإجرام السياسي أن تُباع الحقائب الوزارية أو تُقايض بالمناصب، لأن الوزير – مهما كان نزيهًا – يُرغم على دفع ثمن حقيبته سياسيًا أو ماليًا، إما عبر تمرير العقود المشبوهة أو عبر السكوت عن الفساد بحجة “التوازنات”. وبهذا تُغتال الكفاءة في مهدها، ويتحوّل الإصلاح إلى شعارٍ أجوف.
آن للعراق أن يخرج من دائرة التوافقات والمحاصصات إلى نظامٍ ديمقراطيٍّ حقيقي، يقوم على ائتلافٍ حاكمٍ يتحمّل المسؤولية الكاملة، ومعارضةٍ برلمانيةٍ فاعلةٍ تراقب وتحاسب. فالديمقراطية لا تكتمل بوجود صناديق اقتراعٍ فحسب، بل بوجود صوتٍ معارضٍ حرٍّ، يجرؤ على قول “لا” في وجه الخطأ، أياً كان مصدره.
إن بناء الدولة لا يتحقق بالشعارات ولا بالمقاطعة، بل بخلق توازنٍ وطنيٍّ بين سلطةٍ تحكم، ومعارضةٍ تحاسب. فبهذا وحده يُستعاد الوطن من براثن الفساد والتبعية، ويُعاد للسياسة معناها الأخلاقي والوطني



##حسن_صالح_الشنكالي (هاشتاغ)       Hassan_Saleh_Murad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيزيديون بين الدستور وواقع الإقصاء الانتخابي
- الانتخابات العراقيّة بين الشكوك والتوافق الإجباريّ
- تحولات الشرق الأوسط بين سقوط الأيديولوجيا وصعود الفرد
- بين الرموز والعبادة: قراءة في الإنسانية والدين في التراث الع ...
- العراق بين صناديق الاقتراع ومأزق الطائفية
- الدرس التاسع : كيف نفهم الدرس بسهولة
- الدرس العاشر: مستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي
- التعليم والاقتصاد… هدر الطاقات في وطنٍ حائر
- دروس في التربية / الدرس الثاني
- دورس في التربية / الدرس الثالث
- دروس في التربية / الدرس الرابع
- دروس في التربية / الدرس الخامس
- دروس في التربية / الدرس السادس
- دروس في التربية / الدرس السابع
- دروس في التربية / الدرس الثامن
- دروس في التربية / الدرس الاول
- بيان استنكار
- الصراع بين ولاء الوطن وولاء الدين
- رسالة إلى المراجع الإسلامية الكرام
- هل يشهد العراق حرب مياه في العقد القادم؟


المزيد.....




- هل ستكون انتخابات حكام الولايات استفتاء على ترامب؟.. مصادر ت ...
- بعد 3 سنوات من الاعتقال.. إطلاق سراح فرنسيين محتجزين في إيرا ...
- البيت الأبيض يؤكد التزامه بإيجاد حل سلمي للأزمة السودانية
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. القسام تسلم جثة أسير وقصف إسرائيلي ب ...
- بعد -رأس الحكمة-.. مصر على موعد مع صفقة استثمارية خليجية جدي ...
- عُثر عليها داخل الخط الأصفر شرق غزة... إسرائيل تتسلم رفات ره ...
- من كان ديك تشيني... -العقل المدبر- لحرب العراق؟
- زامير مستعد لإخراج 200 مسلح من رفح مقابل جثة الجندي هدار غول ...
- تونس رحلت 10 آلاف مهاجر في 2025 وتتعهد بعدم التحول لمنطقة عب ...
- واشنطن: ترامب سيلتقي الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن صالح الشنكالي - الصدر مجددًا يعلن المقاطعة بين وهم المقاطعة وضرورة المعارضة