أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - وفاء بهاني: ابنة الشهيد التي حوّلت الإعلام إلى معركة فلسطين














المزيد.....

وفاء بهاني: ابنة الشهيد التي حوّلت الإعلام إلى معركة فلسطين


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 20:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


في عالمٍ يموج بالضجيج، يبرز صوتٌ يشبه مدينةً لا تُهزم… صوت وفاء بهاني، ابنة عكا قاهرةِ نابليون، التي حملت قَدَرَ اللجوء وحوّلته إلى رسالةٍ إعلامية تكتب بها حضور فلسطين في الذاكرة العربية. ليست مجرد إعلامية؛ بل امرأة صنعت لنفسها مكاناً بين الكلمة والموقف، لتثبت أن المرأة الفلسطينية قادرة على أن تكون جبهة كاملة وحدها.

في ذاكرة المدن التي لا تنطفئ، تقف عكا شامخةً كعادتها… مدينةٌ قهرت نابليون، وحملت في حجارتها روحاً لا تُقهر. ومن بين أبنائها خرجت وفاء بهاني؛ الإعلامية الفلسطينية التي حملت البحر في صوتها، والمدينة في نبضها، والوطن في سردها.

لم تكن طفولتها عادية… فهي ابنة الشهيد إسماعيل بهاني، الذي رحل وهي في الثامنة من عمرها، لكن أثره لم يغادرها يوماً. حكى لها أقاربها كيف كان يقفز من سور عكا نحو البحر، كأنه يهرب إلى الحرية ليُورّثها إياها. ومعه بدأت حكاية القوة والانتماء… الحكاية التي صنعت امرأة لا تشبه أحداً.

ترعرعت وفاء في بيتٍ سياسيّ ومثقّف… بين والدٍ شهيد، وأمٍ لبنانية الجذور تربّت في مخيم البداوي، وعمّةٍ حملت لها أولى أسرار السياسة. في هذا البيت تعلمت معنى النضال، ومعنى أن تكون فلسطينية لا تساوم، ومعنى أن تحمل همّ الوطن قبل أن تتعلم الهجاء.

منذ صغرها، كان ميولها واضحاً: التحليل، والرصد، وفهم العالم. ومنذ سبعة عشر عاماً خطّت أول الطريق، طريق الإعلام الذي لم يكن يوماً مهنة بالنسبة لها… بل رسالة. رسالة شعب، ووجع أمّة، وذاكرة لا تُمحى.

واجهت النظرة المسبقة، والأبواب المغلقة، والحدود التي بُنيت حول الفلسطيني قبل أن تُبنى الدول، لكنها فتحت الأبواب بكفاءتها، وصقلت حضورها بمهنيتها، وفرضت نفسها في منصّات كانت تُحجب طويلاً عن أبناء المخيمات. فكان عملها هو الذي قدّمها… وكانت فلسطين هي التي دفعتها للمضيّ.

غطّت القمة العربية في الجزائر سنة 2022، وواكبت الانتخابات الرئاسية هناك سنة 2024، وأصبحت ضيفة دائمة على التلفزيون الجزائري الرسمي كمحللة سياسية قادرة على حمل التعقيد على كتفيها. ولطالما ردّدت أن قلبها يحنّ للجزائر، تلك البلاد التي احتفت بفلسطين فاحتفت هي بها.

وفي لبنان، حيث حملت معها قَدَرَ اللجوء، تحوّلت وفاء من “لاجئة” إلى “صوت وطني مُعترف به رسمياً”، إذ تم اعتمادها صحفية في رئاسة الجمهورية اللبنانية عام 2025، حيث غطّت انتخابات الحكومة بجرأة ومسؤولية جعلتا حضورها محطة فارقة في مسيرتها.

أسّست مركز “قبة الصخرة للإعلام والبحوث”، مركزاً يُعنى بالشأن الفلسطيني، وفتحت أبوابه لرموز فكرية وروحية من وزن الشيخ عكرمة صبري، والمطران عطالله حنّا، والأب مانويل مسلم، والدكتور سيف دعنا. لم تكن تستضيف ضيوفاً… بل كانت تجمع رؤى، وتُحيي ذاكرة، وتكتب رواية فلسطين من جديد.

بين القلم والميكروفون، كانت وفاء تحمل فلسطين بكل تفاصيلها: الأسرى، والأمهات، والشباب، والوجع. وقفت إلى جانب الأسرى بإضرابٍ دام 12 يوماً تضامناً معهم، لتقول إن الصحفي ليس ناقل خبر فقط، بل شريك في الحقيقة، وفي المعركة الأخلاقية قبل السياسية.

وفاء بهاني ليست مجرد إعلامية…
هي ابنة مدينة قاومت نابليون،
وابنة شهيد أورثها العناد،
وابنة أمّ ربّت في قلبها المخيم،
وأختٌ لرجال حملوا الثورة في حبرهم وفي أجسادهم.

هي المرأة التي أثبتت أن الفلسطينية لا تنتظر من يمنحها مكاناً… بل تخلقه.
وأن الكلمة قد تكون خندقاً، والمنبر قد يتحوّل ساحةً، والإعلام ليس وظيفة… بل أرضاً تُستعاد كل يوم.

تحلم وفاء اليوم بأن يفتح مركز “قبة الصخرة” فرعاً في عكا.
تحلم أن تعود لتكتب من هناك، من حجارة المدينة، من بحرها… لأن العودة ليست قراراً جغرافياً فقط، بل قدرٌ لا يمكن لأحد أن يمنعه.

وفي زمن تُحاصر فيه الحقيقة، تبقى وفاء واحدة من النساء الفلسطينيات اللواتي حملن رسالتهن بصلابة…
نساءٍ كتبن بأصواتهن ما عجزت السيوف عن كتابته.
نساءٍ أثبتن أن فلسطين لا تُحمل باليد فقط… بل بالقلب، وبالكلمة، وبالإصرار الذي لا يعرف السكون.

وفاء بهاني ليست قصة فردية… بل انعكاسٌ لامرأة فلسطينية تعرف كيف تحوّل الوجع إلى قوّة، والقضية إلى فعل يومي. من عكّا إلى لبنان فالجزائر، بقيت فلسطين بوصلتها التي لا تنحرف. ومع كل خطوة تخطّها، تُذكّرنا بأن العودة تبدأ من الصوت… من الكلمة… ومن امرأة آمنت بأن النضال لا يغيب ما دام هناك قلب يخفق باسم الوطن.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة لم تُدفن: ماذا يعني أن تكون نزار بنات؟
- حوار الطرشان في فلسطين… وغزة وحدها تقول الحقيقة!
- جورج حبش… سيرةُ قائدٍ عصاميٍّ في زمنٍ يزدحمُ بالمُرتزقةِ!
- فلسطين.. حين يعلو الشعب على الرايات!
- ياسر عرفات... القائد الذي خانته البنادق التي صنعها!
- حينَ يبكِي التُّرابُ: مرثِيّةُ وطنٍ أَثقلتهُ الحُرُوبُ وتخلّ ...
- في غزة... هزيمةٌ مُذلّةٌ للمجتمع الدولي وحقوق الإنسان!
- غزة… وسام الحياة في زمن الخذلان!
- حين يُصبحُ الوطنُ قبراً
- كلّما عاهدوا عهداً... نبذه فريقٌ منهم!
- غزّة والفاشر.. وجهان لمأساةٍ واحدة!
- الخائن يُستَخدم ثم يُرمى: تأملات في زمن الانكسار الفلسطيني!
- غزة.. مرآة الكرامة في زمن التصفيق!
- غزّة... من قصف البيوت إلى قصف الحقيقة!
- المحررون خلف الأبواب المغلقة: خذلانٌ عربيّ يلاحق الأسرى بعد ...
- الشجاعة في غزة.. حين يصبح الخوف رفيقاً لا يفارق!
- الذين خانُوا غزّة... سقطُوا من ذاكرة الوطن!
- عبّود بطاح: الوجه الحيّ للمقاومة بعد حنظلة!
- لم تنتهِ الحكاية بعد.. غداً تطير العصافير يا غزة!
- غزّة... آخِرُ ما تبقّى من شرفِ الأُمّةِ!


المزيد.....




- -أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي-.. أمريكية أطلق عليها حرس الحدود ...
- -توزيع أموال وتعطيل تصويت-.. الداخلية المصرية توضح حقيقة فيد ...
- فيديو متداول لـ-مقاتلات سعودية تقصف الدعم السريع بالسودان-.. ...
- الشهرة المبكرة: كيف ينجو الأطفال النجوم من آثارها النفسية وا ...
- غارات روسية بطائرات مسيرة على خاركيف تقتل 4 وتصيب العشرات
- بوتين وأردوغان يناقشان خطة السلام بأوكرانيا..والمقترح الأمير ...
- جمهورية الكونغو الديمقراطية : شبح الصراعات العرقية يسيطر على ...
- في أحدث نشاط له.. بركان كيلاويا في هاواي ينفث حمما منصهرة
- حماس تبحث في القاهرة المرحلة الثانية من الهدنة بغزة وسط سقوط ...
- مئات الأشخاص يشيعون جنازة -رئيس أركان- حزب الله بضاحية بيروت ...


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - وفاء بهاني: ابنة الشهيد التي حوّلت الإعلام إلى معركة فلسطين