أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - في غزة... هزيمةٌ مُذلّةٌ للمجتمع الدولي وحقوق الإنسان!














المزيد.....

في غزة... هزيمةٌ مُذلّةٌ للمجتمع الدولي وحقوق الإنسان!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 20:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمنٍ سقطت فيه الأقنعة، كشفت غزة عجز العالم وزيف إنسانيته، فانتصر الصمود على الصمت، والدم على السيف.

لم تعد غزة خبراً في شريطٍ إخباري، ولا عنواناً على شاشاتٍ فقدت حياءها.
غزة اليوم وجعُ الإنسانية العاري، وفضيحتها الأكبر. مدينةٌ تحترق على مرأى العالم، والعالم منشغلٌ بعدّ جثثها، كأنها أرقامٌ لا أرواح لها.

في كل بيتٍ من بيوت غزة، من مخيم الشاطئ إلى خانيونس ورفح، قصةُ المٍ معلّقة على الجدار.
أمٌّ تبحث عن أبنائها تحت الركام، فلا تجد سوى الحقيبة المدرسية ودفتر الحساب الذي لم يُكمل صفحة الدرس الأخير.
وطفلٌ يسأل أباه: لماذا لا نملك سماءً تحمينا؟
ولا يجد الأب جواباً سوى الصمت، لأن السماء ذاتها صارت أداة قتل.

تُقصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين في كل زاوية من غزة، ويُقال في نشرات الأخبار:
«المجتمع الدولي يُعرب عن قلقه البالغ».
وكأن القلق صار بديلاً عن الضمير، وكأن بيانات الإدانة تُرمّم جثث الأطفال.

أيّ مجتمعٍ هذا الذي يكتفي بالتصفيق للقاتل؟
وأيّ إنسانٍ هذا الذي يتحدّثون عنه في مواثيقهم، بينما يُدفن الإنسان الحقيقي في غزة بلا كفنٍ ولا شاهد؟
حقوق الإنسان؟ كلمةٌ جميلة تُكتب بخطٍّ أنيق على جدران الأمم المتحدة، لكنها لا تجد طريقها إلى مخيمٍ محاصرٍ بالموت واللامبالاة.

لقد سقطت الأقنعة كلّها.
سقط قناع «الشرعية الدولية» التي تُعطِّلها واشنطن متى شاءت،
وسقط قناع «الحياد» الذي صار اسماً مستعاراً للانحياز،
وسقط قناع «الإنسانية» التي اختارت أن تغمض عينيها حين كان يجب أن تصرخ.

غزة لم تعد تبحث عن العدالة، فهي تعرف أن العدالة ماتت في أروقة مجلس الأمن.
غزة اليوم تقاتل لتبقى على خريطة الوجود، لتقول للعالم:
أنا لستُ رقماً في تقريرٍ أممي، ولا فقرةً في خطابٍ مزيّف،
أنا الأرض التي تُقاوم النسيان، والدم الذي يكتب على الرمل ما عجز الحبر عن قوله.

من مخيم الشاطئ إلى خانيونس ورفح، منازلٌ تهدمت، وذكرياتٌ ذهبت مع الغبار، وأطفالٌ صاروا أسماءً تُستعاد فقط في أحاديث البقاء.

سيأتي يومٌ تُعيد فيه الإنسانية امتحانها أمام غزة، وسيُسأل «المجتمع الدولي» عن صمته،
وسيُسأل دعاة «حقوق الإنسان» عن تواطئهم، لكنّ غزة رغم جراحها ستبقى الشاهد والضحية.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال..



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة… وسام الحياة في زمن الخذلان!
- حين يُصبحُ الوطنُ قبراً
- كلّما عاهدوا عهداً... نبذه فريقٌ منهم!
- غزّة والفاشر.. وجهان لمأساةٍ واحدة!
- الخائن يُستَخدم ثم يُرمى: تأملات في زمن الانكسار الفلسطيني!
- غزة.. مرآة الكرامة في زمن التصفيق!
- غزّة... من قصف البيوت إلى قصف الحقيقة!
- المحررون خلف الأبواب المغلقة: خذلانٌ عربيّ يلاحق الأسرى بعد ...
- الشجاعة في غزة.. حين يصبح الخوف رفيقاً لا يفارق!
- الذين خانُوا غزّة... سقطُوا من ذاكرة الوطن!
- عبّود بطاح: الوجه الحيّ للمقاومة بعد حنظلة!
- لم تنتهِ الحكاية بعد.. غداً تطير العصافير يا غزة!
- غزّة... آخِرُ ما تبقّى من شرفِ الأُمّةِ!
- غزّة... حين تسقط الأقنعة!
- غزة تصرخ… وصمت الأخوة يقتلها!
- غزة… الجرح الذي يفضح إنسانيتنا!
- غزة لم تنكسر!
- غزة… المدينة التي نامت على رمادها وحدها!
- غزة… عنوان الصبر وشمس الكرامة
- المفاوض الفلسطيني بين الخيبة والإنصاف!


المزيد.....




- لماذا تُعدّ زيادة التمويل للجيوش خبراً سيئاً للمناخ؟
- من كوب 30 إلى البيت الأبيض.. هل ستمهد رحلة الشرع الدولية لحق ...
- احتجاجات وحشود خلال افتتاح -شي إن- أول متجر دائم في باريس
- -القسام- ترد على اتهامات إسرائيل: استخدمنا عمليات مموهة لحما ...
- أبو مرزوق يعلن موافقة حماس على تولي وزير من السلطة الفلسطيني ...
- البصل ليس واحدا.. 4 أنواع مختلفة تضيف نكهات مميزة لمائدتك
- إدارة ترامب ترفض نداءات للإفراج عن الصحفي سامي الحامدي
- أين يقف طرفا حرب السودان من مبادرة واشنطن؟
- أفريقيا تعيد رسم موازين القوى الجديدة في العالم
- ما فرص نجاح المبادرة الأميركية لوقف حرب السودان؟


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - في غزة... هزيمةٌ مُذلّةٌ للمجتمع الدولي وحقوق الإنسان!