أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزّة والفاشر.. وجهان لمأساةٍ واحدة!














المزيد.....

غزّة والفاشر.. وجهان لمأساةٍ واحدة!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 20:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


من غزّة إلى الفاشر... دمٌ واحد، ووجعٌ لا ينتهي.
في ركنين متباعدين من خريطةٍ واحدة، تنزف الأرض الألم ذاته. من هناك من شاطئٍ يبتلع الأمل بين أنقاض البحر، إلى هناك في صحراءٍ ينهشها الجوع والعطش، تتردّد صرخات الأمهات، ويتعالى أنين المدن المكلومة، وكأنّ الحزن اتّخذ من العالم العربي وطناً لا يغادره.

في غزّة يختنق الأطفال تحت الركام، يبحثون عن آخر أنفاس الحياة بين أنقاض البيوت التي كانت تملؤها الضحكات يوماً.
وفي الفاشر يمتدّ شبح الموت بين خيامٍ مهترئة، يطارد الجوعُ من تبقّى على قيد الحياة، فيما يقف العالم متفرّجاً، كأنّ هذه الأرواح بلا قيمة، وكأنّ العروبة فقدت ذاكرتها ودمها.

مشهدٌ يتكرّر في أكثر من مكان، بصورٍ مختلفة، ولكن بخاتمةٍ واحدة: دمارٌ وصمت.
من المشرق إلى المغرب، تتغيّر أسماء المدن، ولا تتغيّر المأساة.
الوطن العربي الذي كان يُسمّى يوماً «العالم الحيّ»، بات اليوم خريطةً مثقلةً بالرماد، يُقتل فيه الإنسان مرتين: مرّةً برصاص العدو، ومرّةً بصمت الإخوة.

نكتب عن فلسطين، فنبكي السودان. نرثي سوريا، فيئنّ العراق. نرفع أيدينا إلى السماء بالدعاء، لكنّ الغيوم تمطر وجعاً لا إجابات.
ما الذي أصاب هذه الأمّة حتى صار الألم لغتها المشتركة، وصار الصمت ردَّها الوحيد على المآسي؟

غزّة والفاشر ليستا مجرد مدينتين؛ إنّهما مرآتان تعكسان وجعاً عربيّاً واحداً.
وجهان لمأساةٍ واحدة، عنوانها الأكبر: الخذلان العربي.
كيف وصلنا إلى هذا الحدّ من التشتّت؟ وكيف صرنا نعدّ القبور أكثر ممّا نزرع الأمل؟

ومع ذلك، ورغم كلّ هذا السواد، يبقى بصيص النور حاضراً.
يبقى في العيون أملٌ صغير، يشبه عناد طفلٍ يخرج من تحت الركام حيّاً.
قد يطول الليل، لكنّ الفجر قادم، لأنّ الأرض التي تنزف لا تموت، ولأنّ في كلّ قلبٍ عربيٍّ ما زال ينبض، هناك وعدٌ بأن لا تكون النهاية هكذا.

ومع كلّ هذا، يأتينا صدى كلمات ناجي العلي كصفعةٍ توقظ ضميراً غفا طويلاً:

متى تثبت براءة الذئب؟
متى نعرف أن صمتنا هو الذئب؟
متى نعرف أن خذلاننا هو الذئب الذي افترس غزّة والآن يفترس الفاشر؟

نحن لسنا أبرياء، نحن شركاء، شركاء بالخذلان، شركاء بالصمت.
نعم لسنا أبرياء.
ففي كلّ مرة نصمت فيها، يولد ذئبٌ جديد، ينهش لحم مدننا، ويأكل ما تبقّى من كرامتنا.
لكن ما زال فينا متّسعٌ للنهوض، إن تحوّل وجعنا إلى فعلٍ لا إلى نحيب.
فالأوطان لا تموت بالرصاص، بل تموت حين يصمت أبناؤها.

ومن غزّة إلى الفاشر... يا الله، هذا القلب صار مقبرة.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخائن يُستَخدم ثم يُرمى: تأملات في زمن الانكسار الفلسطيني!
- غزة.. مرآة الكرامة في زمن التصفيق!
- غزّة... من قصف البيوت إلى قصف الحقيقة!
- المحررون خلف الأبواب المغلقة: خذلانٌ عربيّ يلاحق الأسرى بعد ...
- الشجاعة في غزة.. حين يصبح الخوف رفيقاً لا يفارق!
- الذين خانُوا غزّة... سقطُوا من ذاكرة الوطن!
- عبّود بطاح: الوجه الحيّ للمقاومة بعد حنظلة!
- لم تنتهِ الحكاية بعد.. غداً تطير العصافير يا غزة!
- غزّة... آخِرُ ما تبقّى من شرفِ الأُمّةِ!
- غزّة... حين تسقط الأقنعة!
- غزة تصرخ… وصمت الأخوة يقتلها!
- غزة… الجرح الذي يفضح إنسانيتنا!
- غزة لم تنكسر!
- غزة… المدينة التي نامت على رمادها وحدها!
- غزة… عنوان الصبر وشمس الكرامة
- المفاوض الفلسطيني بين الخيبة والإنصاف!
- مروان البرغوثي… القائد الذي لم تغب روحه عن الوطن!
- غزة... والخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور!
- غريتا... ضميرٌ يبحر نحو غزة حين خذلها العالم!
- يوميّات من القلب... حين يتحوّل الألم إلى إبداع!


المزيد.....




- بيان أمريكي بشأن -فظائع ارتكبتها قوات الدعم السريع- في مدينة ...
- كيم كاردشيان وناسا: جدل حول هبوط أول إنسان على القمر
- الدوري الألماني: بايرن يقسو على ليفركوزن بثلاثية ويؤكد صدارت ...
- مقبرة توت عنخ آمون... أعظم أسرار مصر القديمة
- ما سر قناع توت عنخ آمون؟
- قصة المتحف المصري الكبير.. كيف يرويها مرمم الآثار؟
- -البيت الأبيض في المرآة- كيف يُعيد مسلسل -هيئة دبلوماسية- تع ...
- نتائج رسمية: سامية حسن تحتفظ برئاسة تنزانيا
- لماذا استماتت قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر؟
- أب يقتل ابنه بـ12 طلقة بعد شجار عائلي.. شاهد كيف عبّرت شقيقت ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزّة والفاشر.. وجهان لمأساةٍ واحدة!