أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة... والخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور!














المزيد.....

غزة... والخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 00:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمنٍ تهاوت فيه الأقنعة، وسقطت الشعارات، وبان وجه الأمة العربية الحقيقي، نقف اليوم أمام مشهدٍ يختصر كلَّ معاني الخذلان والكرامة المهدورة.
غزة احترقت، وبيوتها تهاوت، وأطفالها يودّعون الحياة بدموعٍ لا تجد من يمسحها، بينما مَن كان يُفترض أن يكونوا الإخوة اكتفوا بالمشاهدة، أو تذرّعوا بالعجز، أو — أسوأ من ذلك — تواطأوا بالصمت والخذلان.

في قلب هذه المأساة يسطع نورٌ لا ينطفئ:
الشكر للشعب الفلسطيني أولاً، ولرجال المقاومة الذين أبدعوا في المعارك وفي الميدان.
هؤلاء الرجال كتبوا بدمائهم معنى الرجولة، وعلّموا العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الأرض لا تُسترد إلا بالتضحية.

الشكر لليمن، ذلك البلد الجريح المحاصر الذي — رغم جراحه — وقف شامخاً وقال كلمته في وجه الطغيان.

والشكر لجبل عامل وأهله، الذين دفعوا الضريبة غاليةً جداً، ولكل أحرار أوروبا والعالم الذين خرجوا إلى الشوارع، لا لأنهم يتحدثون لغتنا، ولا لأنهم يؤمنون بديننا، بل لأنهم ما زالوا يملكون قلباً حيّاً وضميراً لم يمت.
نعم، ربطتنا بهم الإنسانية؛ تلك التي تخلّى عنها كثيرون ممن تجمعنا بهم اللغة والدين والتاريخ.

أما ما تبقّى، فلا يسعني إلا أن أقول:
الخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور، الخزي والعار للشعوب العربية وحكامها، وللشعوب الإسلامية وحكامها.

كيف للتاريخ أن يرحم أمةً نامت على صرخات غزة؟
وكيف سيُكتب في السجلات أن مصر، حكومةً وشعباً، لم تُدخل إلى غزة حتى قنينة ماء، وأن الأردن كذلك صمت وهو يرى المعابر تُغلق والأطفال يُقتلون عطشاً وجوعاً؟

إنها لحظةُ عار لن تُمحى، لحظةٌ سيقف عندها المؤرخون طويلاً ليتساءلوا: أين كانت العروبة؟ أين كان الإسلام؟ أين كان الضمير؟

في المقابل، كان هناك في شوارع لندن وباريس وبرلين وبرشلونة ومدريد وروما ومالمو أحرارٌ يهتفون لفلسطين؛ كانوا يحملون رايتها لا طمعاً في مجدٍ، ولا انتظاراً لجزاءٍ، بل لأنهم — ببساطة — بشر.

إما أن ننهض الآن ثوّاراً لاسترداد كرامتنا بدمائنا وإرادتنا، أو تُحفر أسماؤنا إلى الأبد في سجل الخزي والعار.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريتا... ضميرٌ يبحر نحو غزة حين خذلها العالم!
- يوميّات من القلب... حين يتحوّل الألم إلى إبداع!
- أبواب أغلقتها الأيام!
- تحيّة من فلسطين إلى اليمن!
- غزة... عنوان الصمود وضمير الأمة!
- غزة وجائزة نوبل للسلام… من يستحقها حقاً؟
- غزة.. مرثيّةُ الذين يُشبهوننا ولا ينتمون إلينا!
- يا لعارنا.. ويا لعزّة غزة!
- غزة… الحزن الذي يصنع تاريخاً!
- غزة بين خذلان الإخوة وشهامة غوستافو بيترو!
- غزة.. مرآة الإنسانية!
- يكفيكم شرفاً… يا أبطال أسطول الصمود!
- سجّل يا تاريخ: غزة لم تُخذل من البحر بل من البرّ!
- غزة بين وصايتين: من كلوب باشا إلى توني بلير!
- العصفور والسمكة.. حين يصبح الحب مستحيلاً!
- إلى غزة… وإلى الشهيد الذي لم يخذلها!
- فلسطين… قضيّةٌ عادلةٌ بِأيدٍ فاسدةٍ!
- نزار بنات والشيخ ماهر الأخرس: حكايةُ وفاءِ بين الزنزانةِ وال ...
- نزار بنات ويوسف نصّار... حكايات لا تنتهي!
- علاء الريماوي ونزار بنات: حين يلتقي الألم بالألم، وتتكلم الك ...


المزيد.....




- ترامب في شرم الشيخ: توقيع تاريخي وقمة دولية لإنهاء حرب غزة
- هل تتعارض العدالة الانتقالية مع السلم الأهلي في سوريا؟
- عاجل | ترامب: الحرب انتهت ووقف إطلاق النار سيصمد
- كارثة قيس سعيد في تونس
- ملفات غزة العالقة تهدد المرحلة الثانية من خطة ترامب
- اشتباكات في غزة بين -حماس- وعدد من العائلات الفلسطينية
- ترامب: حرب غزة انتهت.. ووقف إطلاق النار سيصمد
- ما الذي يمكن لملك بريطانيا أن يفعله حيال فضائح الأمير أندرو؟ ...
- -أخيراً انتهت الحرب-، مقتل صالح الجعفراوي بعد أيام قليلة من ...
- بعد تهديده بكين بفرض رسوم جمركية -هائلة-.. ترامب يخفف لهجته: ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة... والخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور!