أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة تصرخ… وصمت الأخوة يقتلها!














المزيد.....

غزة تصرخ… وصمت الأخوة يقتلها!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 21:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


حين نسمع عن غزة، تتبادر إلى الأذهان صورة السمكة التي تخرج من الماء لتحذّر من التمساح. فالتمساح هنا ليس مجرد رمز، بل هو الحصار، والقصف، والظلم اليومي الذي يبتلع الأطفال والنساء والشيوخ. والسمكة في هذه الصورة هم أهل غزة، الذين يرفعون أصواتهم رغم الخطر، ويخاطرون بحياتهم ليخبرونا أن الحقيقة لا تُخفى: ألمٌ لا يُحتمل، وحياة تُسحق أمام أعين العالم.

في غزة حتى البكاء يصبح مقاومة، وكل رسالة، وكل صرخة، وكل صورة لطفل يحمل حذاءه القديم، أو أمّ تبحث عن ابنها تحت الركام، هي شهادة على صدق ما يُقال. هؤلاء لا يتحدثون عن رفاهية ولا عن أمان؛ إنهم يتحدثون من قلب الخطر، ومن أعماق اليأس، ومن يقينهم بأن الصمت لن يغيّر شيئاً، وأن العالم بحاجة إلى أن يسمع.

الضعفاء هنا، بعجزهم المادي، هم الأقوى أخلاقياً. لا يخرجون عن صمتهم إلا حين تصبح الكلمات ضرورة، وحين يصبح الحلم بالبقاء على قيد الحياة رسالة، وحين تتحول الصرخة إلى شاهد على ما يُحاك ضد الإنسانية.

غزة ليست مجرد مكان، إنها صرخة. إنها السمكة التي غادرت الماء لتخبرنا بأن التمساح ما زال موجوداً، وأن الحقيقة أكبر من أن تُتجاهل. وكل يوم يمرّ دون تحرك العالم هو شهادة على صمتنا نحن، بينما هم يغامرون بحياتهم ليبقى الأمل حياً.

ويزداد الألم في غزة مرارة حين يضاف إليه صمت من يُفترض بهم أن يكونوا إخوةً ونصيراً: العرب والمسلمون. صمتكم، يا من تتشدقون بالقيم والدين، يطيل الليل على أطفالنا، ويجعل كل دم يُسفك بلا معنى. كم مرة سُمع النداء فلم يُجب أحد؟ وكم مرة تدفقت الصرخات دون أن يهتز قلب؟ غزة اليوم ليست مجرد جرح، بل مرآة خيانة الأخوة، وقسوة القلوب التي اختارت المراقبة بدل الفعل، والكلام بدل التضحية.

وغزة مثل السمكة التي غادرت الماء، تقف وحيدة في مواجهة التمساح، تصرخ بكل قوتها، تنتظر من يعرف قيمتها، من يحرّك ساكناً قبل فوات الأوان، لكن الخذلان أكبر من أن تحمله أكتافها الصغيرة وحدها. وحدها تبقى، وأصواتها تحفر في قلوبنا سؤالاً مؤلماً: أين أنتم أيها الأخوة؟

* محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة… الجرح الذي يفضح إنسانيتنا!
- غزة لم تنكسر!
- غزة… المدينة التي نامت على رمادها وحدها!
- غزة… عنوان الصبر وشمس الكرامة
- المفاوض الفلسطيني بين الخيبة والإنصاف!
- مروان البرغوثي… القائد الذي لم تغب روحه عن الوطن!
- غزة... والخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور!
- غريتا... ضميرٌ يبحر نحو غزة حين خذلها العالم!
- يوميّات من القلب... حين يتحوّل الألم إلى إبداع!
- أبواب أغلقتها الأيام!
- تحيّة من فلسطين إلى اليمن!
- غزة... عنوان الصمود وضمير الأمة!
- غزة وجائزة نوبل للسلام… من يستحقها حقاً؟
- غزة.. مرثيّةُ الذين يُشبهوننا ولا ينتمون إلينا!
- يا لعارنا.. ويا لعزّة غزة!
- غزة… الحزن الذي يصنع تاريخاً!
- غزة بين خذلان الإخوة وشهامة غوستافو بيترو!
- غزة.. مرآة الإنسانية!
- يكفيكم شرفاً… يا أبطال أسطول الصمود!
- سجّل يا تاريخ: غزة لم تُخذل من البحر بل من البرّ!


المزيد.....




- فرنسا تعلن قيمة -كنوز اللوفر- المسروقة.. وتوجه تحذيرا إلى ال ...
- ترامب عن لقاء بوتين: -لا أريد أن أضيع وقتي-
- نتنياهو يُقيل تساحي هنغبي: خلافات غزة والرهائن تُطيح بمستشا ...
- كيف وجد الرئيس ساركوزي نفسه وراء القضبان، ومن هو الملياردير ...
- بين شهادة المرحوم مصطفى البراهمة و مسلسل “حين يرونا”: خاطرة ...
- شاهد..برشلونة يحقق مكاسب بالجملة بعد الفوز على أولمبياكوس
- الشريك الأساسي لـ-الدعم السريع- في جرائمه
- محللون: هذا ما جعل أميركا مصممة على تنفيذ اتفاق غزة
- ساركوزي: أي قراءات للزج به في السجن ؟
- الجزائر - المغرب: اتفاق سلام برعاية أمريكية خلال ستين يوما؟ ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة تصرخ… وصمت الأخوة يقتلها!