محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 04:51
المحور:
القضية الفلسطينية
رغم الركام، ورائحة البارود، وصدى الانفجارات الذي ما زال يتردد في ذاكرة الحجر قبل البشر، تبقى غزة لم تنكسر.
فما جرى هناك لم يكن حرباً عادية، بل مشهداً من الكارثة الإنسانية الأعمق في هذا العصر، وجريمة تتجاوز حدود التصور والخيال. ومع ذلك، وسط هذا الجحيم، نهضت غزة بدمها وجوعها لتقول للعالم كله: لن ننكسر.
لقد كانت غزة ضحية عشر مرات، ومنكوبة ألف مرة، لكنها لم تتنازل عن حقها في الحياة والحرية. في كل مرة يحاولون محوها، تولد من تحت الرماد أكثر وعياً وأشد عزيمة. فالإبادة التي أرادها المحتل لتكون نهاية الحكاية، تحولت إلى بداية رواية جديدة، رواية الشعوب التي رأت الظلم عارياً دون أقنعة، وبدأت تتساءل: إلى متى الصمت والخذلان؟
إن التركيز على رواية الإبادة ليس مجرد رصدٍ للمأساة، بل هو نداء للمسؤولية الإنسانية والسياسية. لأن المشهد لم يكتمل بعد، ولم تنتهِ القصة عند وقف إطلاق النار. فالحقيقة أن ما بعد الحرب هو الامتحان الحقيقي للعالم:
هل سيُترك مرتكبو الجريمة الكبرى بلا حساب؟
أم سيُكتب تاريخ جديد من العدالة، حيث لا يُسمح للمجرمين أن يحتفلوا فوق أنقاض الأبرياء؟
يجب أن يكون وقف إطلاق النار بداية النضال السياسي العالمي، لا نهايته. فواجب الضمير الإنساني هو أن يطالب بمعاقبة من ارتكبوا هذه الجريمة، وأن يُعزلوا أخلاقياً وسياسياً كما عُزل نظام الفصل العنصري من قبلهم. لأن العدالة، مهما تأخرت، لا بد أن تُقال باسم أولئك الذين رحلوا دفاعاً عن كرامتهم.
رحم الله الشهداء،
الذين كتبوا بدمهم أن غزة لا تموت،
أنها، مهما احترق جسدها، تبقى روحها عصية على الانكسار.
فغزة برغم الألم ليست حكاية حزن، بل حكاية صمود،
ورمزٌ لكل من يؤمن أن الإنسان، حين يدافع عن حقه، يصبح أكبر من الهزيمة.
** محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟