أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - المفاوض الفلسطيني بين الخيبة والإنصاف!














المزيد.....

المفاوض الفلسطيني بين الخيبة والإنصاف!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثُرت في الآونة الأخيرة موجات الانتقاد والتخوين الموجّهة إلى المفاوض الفلسطيني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى بدا وكأنّه هو العدو لا من يفاوضه. وفي خضمّ هذا الجدل الحاد، يغيب صوت العقل الذي يدعو إلى التروّي والإنصاف. هذا المقال محاولة لوضع الأمور في سياقها الصحيح، بعيداً عن الانفعال، وعن أحكامٍ تُلقيها العواطف قبل الحقائق.

الإحساس بالخيبة ثقيل علينا جميعاً. ثقيل على قلوبنا التي تنتظر الفرج، وثقيل على أحبائنا الأسرى الذين يحلمون بالحرية، وثقيل أيضاً على المفاوض الفلسطيني الذي يقف في قلب العاصفة، محاصراً بين الواجب والواقع، بين الأمل والخذلان، بين الدم والسياسة.

لكن من الظلم أن نحمّل المفاوضين أكثر مما يحتملون، أو أن نضعهم في موضع الاتهام السهل كلّما خذلتنا النتائج. فالمفاوض ليس خصماً للأسرى، بل هو امتداد لهم، يحمل وجعهم على كتفيه ويقابل به وجوه المحتلين وألاعيبهم.

المفاوض الفلسطيني ليس ذلك الجالس على طاولةٍ مريحةٍ في قاعةٍ فخمة، بل هو الذي فقد بيته وأهله ورفاقه، وهو الذي يعرف أن كلّ كلمةٍ يتفوه بها قد تكون ثمن حياةٍ أو حرية. كلّ نفسٍ يتنفسه هناك، يدفع مقابله جهداً ودماً وأرقاً لا يراه أحد.

إنّ من السهل أن نحاكم من في الميدان ونحن خلف الشاشات، لكن من العدل أن نُدرك أنّه يفاوض محتلاً خبيثاً، مراوغاً، يتلاعب بالكلمات كما يتلاعب بالحدود والتاريخ، ويبدّل المعاني ليغسل بها جرائمه. هذا العدو لا يعرف شرفاً ولا التزاماً، ومن يواجهه لا بد أن يحمل صبراً بحجم الوطن.

المرحلة صعبة ومعقدة، والعدو شرس ومجرم، والوسطاء ليسوا نزيهين ولا محايدين. فهم في الغالب شركاء في صناعة الألم، مجاملون للعدو، متواطئون بصمتهم أو بضغطهم. ومع ذلك، يقف المفاوض الفلسطيني وحيداً، يحاول أن ينتزع حقّاً من فم الذئب، وأن يحافظ على ما يمكن الحفاظ عليه في زمنٍ ينهش فيه الجميع أرضنا وكرامتنا.

فلنكن منصفين. لا نبخسهم حقهم، ولا نثقل عليهم بما لا يحتملون. ليسوا خونةً ولا متخاذلين، بل بشرٌ يقاتلون على جبهةٍ أخرى، بالكلمة والصبر والحيلة، في وجه محتلٍّ لا يرحم.

المقاومة وجوهٌ كثيرة، منها من يحمل البندقية، ومنها من يحمل الموقف، ومنها من يجلس إلى الطاولة وهو يعلم أن خصمه لا يؤمن بالسلام. فهل بعد هذا نلومهم؟

إنها كلمة حق:
لا تلوموا المفاوض الفلسطيني، فمكانه ليس سهلاً، ولا موقعه مريحاً، لكنه واحدٌ من خطوط المقاومة، وإن اختلف شكلها.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مروان البرغوثي… القائد الذي لم تغب روحه عن الوطن!
- غزة... والخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور!
- غريتا... ضميرٌ يبحر نحو غزة حين خذلها العالم!
- يوميّات من القلب... حين يتحوّل الألم إلى إبداع!
- أبواب أغلقتها الأيام!
- تحيّة من فلسطين إلى اليمن!
- غزة... عنوان الصمود وضمير الأمة!
- غزة وجائزة نوبل للسلام… من يستحقها حقاً؟
- غزة.. مرثيّةُ الذين يُشبهوننا ولا ينتمون إلينا!
- يا لعارنا.. ويا لعزّة غزة!
- غزة… الحزن الذي يصنع تاريخاً!
- غزة بين خذلان الإخوة وشهامة غوستافو بيترو!
- غزة.. مرآة الإنسانية!
- يكفيكم شرفاً… يا أبطال أسطول الصمود!
- سجّل يا تاريخ: غزة لم تُخذل من البحر بل من البرّ!
- غزة بين وصايتين: من كلوب باشا إلى توني بلير!
- العصفور والسمكة.. حين يصبح الحب مستحيلاً!
- إلى غزة… وإلى الشهيد الذي لم يخذلها!
- فلسطين… قضيّةٌ عادلةٌ بِأيدٍ فاسدةٍ!
- نزار بنات والشيخ ماهر الأخرس: حكايةُ وفاءِ بين الزنزانةِ وال ...


المزيد.....




- -حياة جديدة في داخلي-.. دانييلا رحمة تحتفل بعيد ميلادها
- وحدة طبية متخصصة وهدايا من نتنياهو.. كيف ستبدأ إسرائيل إعادة ...
- زيارة أمريكية وتصريحات مثيرة للجدل.. إندونيسيا وماليزيا على ...
- قافلة مساعدات أممية تتعرض لهجوم في خيرسون وأوكرانيا تتحدث عن ...
- مدغشقر: وحدة النخبة في الجيش تعلن توليها السلطة بعد عزل -الج ...
- لوكورنو يعلن في خطابه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية تعليق إص ...
- ما أهم ما جاء في خطاب لوكورنو أمام الجمعية الوطنية الفرنسية؟ ...
- النزوح والعودة: شمال غزة بلا حياة تقريبا.. دمار هائل ولا مكا ...
- القضاء الإيراني يصدر حكما بسجن فرنسيين اثنين بتهمة التجسس
- شاهد.. ذيل طائرة يرتطم بالمدرج أثناء الهبوط والطيار ينقذ الم ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - المفاوض الفلسطيني بين الخيبة والإنصاف!