أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة.. مرآة الكرامة في زمن التصفيق!














المزيد.....

غزة.. مرآة الكرامة في زمن التصفيق!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 20:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


قال إرنستو «تشي» جيفارا: «يظل المواطن إنساناً حرّاً كريماً واعياً وطنياً، إلى أن يتعلم التصفيق والانحناء.»
كأنما كان يرى بعيوننا نحن العرب، ويرى كيف تهاوت الشعوب بين يد الحاكم والسوط، بين رغيف الخوف وكسرة الذل، حتى صار التصفيق للحاكم عقيدةً تُدرَّس، والانحناء طقساً وطنياً يُمارس في المهرجانات والخطابات الرسمية.

لكن في مكانٍ صغيرٍ محاصرٍ بين البحر والأسلاك، اسمه غزة، ما زال هناك بشرٌ يرفضون التصفيق.
هناك لا تُقاس الوطنية بالولاء للزعيم، بل بالقدرة على الثبات في وجه القنابل، وبالتمسك بالكرامة رغم الجوع.
في غزة الكرامة ليست شعاراً، بل خبزاً يومياً يُعجن بالدم ويُخبز بالصبر.
بينما تُغرق كثيرٌ من الشعوب العربية والإسلامية أصواتَها في التصفيق والتطبيل، تُغرق غزة صوتَها في "الله أكبر" وهي تقاوم وحدها.

وهنا تكمن المفارقة الموجعة:

في العواصم الباذخة تُقام المهرجانات لتمجيد «المنجزات العظيمة» للحكام، وفي الأزقة المهدَّمة من غزة تُقام الجنائز لأطفالٍ لم يعرفوا سوى الحصار والموت.

غزة لا تُطبل لأحد، بل تكتب بدمها أن الحاكم الحقيقي هو من يخاف على شعبه، لا من يخاف منه.
أما الشعوب التي تعلّمت التصفيق، فقد باعت وعيها بثمنٍ بخس، ورضيت بالعيش في ظلّ الخوف، حتى صار الظلم سياسةً، وصار الصمت حكمةً، وصار القهر قدراً من الله يُبرَّر بخطب الجمعة.

لقد صارت بعض الحكومات تصنع من شعوبها جماهير مُدجَّنة، لا تعرف إلا لغة المديح، ولا ترى إلا ما يُعرض على الشاشات.
يُقصف إخوتهم في غزة، ويُقتل الأطفال، وتُهدم البيوت، لكن الإعلام يملأ الشاشات بالأغاني الوطنية والوعود الكاذبة، فيصفق الناس وكأنهم في حفلةٍ لا في جنازة أمة.

غير أن الحقيقة المؤلمة تبقى:
كل تصفيقٍ لحاكمٍ ظالمٍ هو رصاصةٌ في صدر غزة،
وكل انحناءةٍ لكرسيٍّ متجبّرٍ هي خيانةٌ لطفلٍ فقد عائلته تحت الركام.

غزة اليوم ليست مجرّد جغرافيا، إنها امتحان لكل عربيٍّ ومسلم:
هل ما زلتَ إنساناً حرّاً كريماً واعياً وطنياً؟
أم أنك قد تعلّمت التصفيق والانحناء؟

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزّة... من قصف البيوت إلى قصف الحقيقة!
- المحررون خلف الأبواب المغلقة: خذلانٌ عربيّ يلاحق الأسرى بعد ...
- الشجاعة في غزة.. حين يصبح الخوف رفيقاً لا يفارق!
- الذين خانُوا غزّة... سقطُوا من ذاكرة الوطن!
- عبّود بطاح: الوجه الحيّ للمقاومة بعد حنظلة!
- لم تنتهِ الحكاية بعد.. غداً تطير العصافير يا غزة!
- غزّة... آخِرُ ما تبقّى من شرفِ الأُمّةِ!
- غزّة... حين تسقط الأقنعة!
- غزة تصرخ… وصمت الأخوة يقتلها!
- غزة… الجرح الذي يفضح إنسانيتنا!
- غزة لم تنكسر!
- غزة… المدينة التي نامت على رمادها وحدها!
- غزة… عنوان الصبر وشمس الكرامة
- المفاوض الفلسطيني بين الخيبة والإنصاف!
- مروان البرغوثي… القائد الذي لم تغب روحه عن الوطن!
- غزة... والخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور!
- غريتا... ضميرٌ يبحر نحو غزة حين خذلها العالم!
- يوميّات من القلب... حين يتحوّل الألم إلى إبداع!
- أبواب أغلقتها الأيام!
- تحيّة من فلسطين إلى اليمن!


المزيد.....




- السجن 5 سنوات بحق ?المحامي أحمد صواب المعارض للرئيس التونسي ...
- -المتحري- يكشف تفاصيل أول عملية إسرائيلية باليمن
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. قصف مدفعي على خان يونس واقتحام مدن ب ...
- المتحري.. جذور الصراع بين اليمن وإسرائيل
- إحابة -غامضة- من ترامب على سؤال بشأن ما يعنيه بـ-استئناف- ال ...
- البنتاغون يمنح الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بصواريخ -توماهوك ...
- دليلك لفهم ما يجري في السودان، منذ انقلاب عام 1989 حتى الآن ...
- -ما وراء الخبر- يناقش التطورات في لبنان ورسائل التصعيد الإسر ...
- هل ينجح تصعيد إسرائيل في إشعال أزمة داخلية بلبنان؟
- إسرائيل تتسلم 3 جثث وتحيلها للفحص الشرعي


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة.. مرآة الكرامة في زمن التصفيق!