أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزّة... آخِرُ ما تبقّى من شرفِ الأُمّةِ!














المزيد.....

غزّة... آخِرُ ما تبقّى من شرفِ الأُمّةِ!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 00:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


كأنّها لم تعد الأمة التي كانت يوماً تحمل مشاعل العزّ والكرامة.
كأنّها لم تعد تلك التي كانت إذا أُهين فيها رجلٌ، اهتزّت قلوب الملايين، وانتفضت الأرض تحت أقدامهم غضباً وغيرة.
أما اليوم... فقد غدت أمةً يوجّه إليها الإهانة من هنا وهناك، فيقال لها باستهزاءٍ: "فلتواصلوا ركوب الجمال في الصحراء"،
فتصمت، وكأنّها أضاعت لغتها، وكأنّ الدم العربي قد جفّ في العروق، فلا نخوة... ولا مروءة... ولا من يغضب.
أيّ زمنٍ هذا الذي تهاوت فيه القيم، وتحوّل الكبرياء إلى ذكرياتٍ تُروى على استحياء؟
أيّ غيبوبةٍ تلك التي جعلتنا نرى الطغيان يعبث بأقدس مقدساتنا، ويذبح أبناءنا في غزة أمام أعيننا، فلا يتحرك فينا ساكن؟
أمّةٌ كانت تُسمّى "خير أمة أُخرجت للناس"، غدت اليوم أمةً تراقب المشهد من وراء الشاشات،
تذرف دمعةً باردةً، ثم تعود إلى صمتها.
غزة تنزف منذ عقود،
والأطفال فيها يولدون على صوت القصف لا التهليل،
يُحاصرون بالدمّ والرماد، ويسألون: أين العرب؟
فلا يأتيهم الجواب.
يبحثون عن نخوةٍ ضاعت بين القصور والمصالح، وعن كرامةٍ غُلفت بالخذلان.
غزة تصرخ… والأمّة تصمت.
غزة تحترق… والأمّة تساوم.
غزة تدفن أبناءها… والأمّة تدفن ضميرها.
لقد بات الحضيض مقاماً للامة، لا محطةً نمرّ بها.
أصبحنا نعيش على فتات المواقف، ننتظر كلمة من الغرب تشفق علينا أكثر منّا على أنفسنا.
نُقنع أنفسنا أنّ العجز حكمة، وأنّ الصمت سياسة، وأنّ السكوت هو "التعقّل".
لكن الحقيقة أنّنا فقدنا شيئاً أغلى من الأرض، فقدنا الروح.
متى تغضب هذه الأمة؟
متى تهتزّ من سباتها العميق وتصرخ: كفى؟
متى ندرك أن التاريخ لا يرحم الضعفاء، وأن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم؟
يا أمةَ العرب،
يا أمةَ الإسلام،
غزة لا تطلب منّا المستحيل، تطلب فقط أن نحيا بكرامةٍ كما تحيا هي بالموت،
أن نغضب كما تغضب هي تحت القصف،
أن نحيا كما يموت أطفالها بشرف.
أمّةٌ لا تغضب لغزة، كيف ستغضب لنفسها؟
وكيف ستنهض، إن كانت قد اعتادت الركوع؟
* محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزّة... حين تسقط الأقنعة!
- غزة تصرخ… وصمت الأخوة يقتلها!
- غزة… الجرح الذي يفضح إنسانيتنا!
- غزة لم تنكسر!
- غزة… المدينة التي نامت على رمادها وحدها!
- غزة… عنوان الصبر وشمس الكرامة
- المفاوض الفلسطيني بين الخيبة والإنصاف!
- مروان البرغوثي… القائد الذي لم تغب روحه عن الوطن!
- غزة... والخزي والعار لمن غاب حين وجب الحضور!
- غريتا... ضميرٌ يبحر نحو غزة حين خذلها العالم!
- يوميّات من القلب... حين يتحوّل الألم إلى إبداع!
- أبواب أغلقتها الأيام!
- تحيّة من فلسطين إلى اليمن!
- غزة... عنوان الصمود وضمير الأمة!
- غزة وجائزة نوبل للسلام… من يستحقها حقاً؟
- غزة.. مرثيّةُ الذين يُشبهوننا ولا ينتمون إلينا!
- يا لعارنا.. ويا لعزّة غزة!
- غزة… الحزن الذي يصنع تاريخاً!
- غزة بين خذلان الإخوة وشهامة غوستافو بيترو!
- غزة.. مرآة الإنسانية!


المزيد.....




- كيف يغير وكيل الذكاء الاصطناعي مستقبل السفر؟
- أوروبا تشدد الخناق على موسكو وتعزز استقلالها الدفاعي
- تقرير أممي يتهم دولا كبرى بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة ...
- موسم الزيتون يتحول إلى ساحة مواجهة.. 158 اعتداء استيطانيا خل ...
- بوتين يكشف عن تحذير وجهه لترامب منذ فترة قبل فرض العقوبات عل ...
- نتائج أولية لانتخابات إقليم كردستان تظهر تفوّق الحزب الحاكم ...
- بين الكاميرا والموت.. صحفيو الجزيرة يدفنون زملاءهم ويواصلون ...
- صحفي أميركي: هجوم المستوطنين بترمسعيا كاد يقتلنا والإعلام ال ...
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. ترامب يطالب نتنياهو بالالتزام بوقف إ ...
- البنتاغون يعيّن 60 صحفيا يمينيا مكان من رفضوا لائحة القيود ا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزّة... آخِرُ ما تبقّى من شرفِ الأُمّةِ!