أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - فلسطين.. حين يعلو الشعب على الرايات!














المزيد.....

فلسطين.. حين يعلو الشعب على الرايات!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 16:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


بين صمود الأجيال وضياع التمثيل، يبقى الشعب الفلسطيني أصدق من كل الشعارات وأقوى من كل الفصائل.

الفصائل ترفع الشعارات، والشعب وحده من يدفع الثمن. لا يوجد في التاريخ الحديث شعب قدّم من التضحيات والبطولات ما قدّمه الشعب الفلسطيني، ولا يوجد مثال أصدق على الصمود والعناد الإيجابي في وجه القهر والخذلان كما هو الحال في فلسطين. هذا الشعب العظيم صاحب التضحيات، الذي توزّعت أجياله بين المنافي والمخيمات والشتات، ظل رغم الجراح محتفظاً بصلابة لا تلين، وبوصلة لا تنحرف عن حقّه التاريخي في الحرية والكرامة.

لكن المأساة الكبرى لا تكمن في الاحتلال وحده، بل في الفجوة المتسعة بين الشعب الفلسطيني الحقيقي، الذي يعيش النضال في تفاصيل حياته اليومية، وبين من يدّعون تمثيله على الساحة السياسية. فبينما يمضي الفلسطيني العادي في بناء حياته وتربية أبنائه والعمل في كل أرض فتحت له باباً، نجد كثيراً من منابر التمثيل غارقة في صراعاتها الداخلية ومصالحها الفئوية، وشعاراتها التي فقدت معناها.

لقد تحوّلت التنظيمات والفصائل، التي وُلدت ذات يوم من رحم المعاناة، إلى كيانات تتنازع على شرعية لا يمنحها إلا الشعب، وعلى رمزية لا يقرّها إلا التاريخ. وبصدق مؤلم، يمكن القول إن معظم هذه التنظيمات لا تختلف كثيراً عن بعضها " نعال ذا أخو نعال ذا"؛ فلا فرق حقيقي بين من يرفع شعار الوطن ومن يتخذه غطاءً لمصالحه.

إن المراقب المنصف يرى أن معظم الكفاءات الفلسطينية، الفكرية والعلمية والمهنية، خارج هذه الأطر المغلقة، لأنها ضاقت بأفقها المحدود، وبخطابها الذي لم يعد يعبّر عن نبض الشارع الفلسطيني ولا عن حلمه المشروع بالتحرّر وبناء الدولة.

في زمن تُستهلك فيه الشعارات أسرع مما تُقال، تبدو القضية الفلسطينية أحوج ما تكون إلى من يُعيد وصلها بجذورها الأصيلة: بالشعب لا بالتنظيم، بالوعي لا بالبندقية العمياء، وبالإنسان الفلسطيني الذي يصنع الحياة رغم الحصار، لا بمن يحتكر اسمه في بيانات لا تُغني ولا تُسمن من جوع.

إن فلسطين، بما هي فكرة ومظلومية وتاريخ ممتد، تستحق قيادة بحجم تضحياتها ورؤية تليق بشعبها الذي أثبت في كل محنة أنه أكبر من كل الفصائل، وأصدق من كل الشعارات.

وهكذا يبقى الشعب الفلسطيني وحده يواجه الريح العاتية، يزرع الأمل في أرض أنهكها النزف، ويشيّد الكرامة على أنقاض الخذلان. تُطفأ الأنوار من حوله، وتظل في عينيه شعلة لا تنطفئ، تُذكّر العالم بأن من لا يملك إلا صوته وذاكرته لا يزال يقاوم.

يمشي الفلسطيني حافي القدمين على شوك الطريق، يحمل مفاتيح بيته المهدّم، وينادي وطنه من تحت الركام، بينما يختلف من يدّعون تمثيله على فتات سلطة لا تُطعم جائعاً ولا تحرّر أسيراً.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسر عرفات... القائد الذي خانته البنادق التي صنعها!
- حينَ يبكِي التُّرابُ: مرثِيّةُ وطنٍ أَثقلتهُ الحُرُوبُ وتخلّ ...
- في غزة... هزيمةٌ مُذلّةٌ للمجتمع الدولي وحقوق الإنسان!
- غزة… وسام الحياة في زمن الخذلان!
- حين يُصبحُ الوطنُ قبراً
- كلّما عاهدوا عهداً... نبذه فريقٌ منهم!
- غزّة والفاشر.. وجهان لمأساةٍ واحدة!
- الخائن يُستَخدم ثم يُرمى: تأملات في زمن الانكسار الفلسطيني!
- غزة.. مرآة الكرامة في زمن التصفيق!
- غزّة... من قصف البيوت إلى قصف الحقيقة!
- المحررون خلف الأبواب المغلقة: خذلانٌ عربيّ يلاحق الأسرى بعد ...
- الشجاعة في غزة.. حين يصبح الخوف رفيقاً لا يفارق!
- الذين خانُوا غزّة... سقطُوا من ذاكرة الوطن!
- عبّود بطاح: الوجه الحيّ للمقاومة بعد حنظلة!
- لم تنتهِ الحكاية بعد.. غداً تطير العصافير يا غزة!
- غزّة... آخِرُ ما تبقّى من شرفِ الأُمّةِ!
- غزّة... حين تسقط الأقنعة!
- غزة تصرخ… وصمت الأخوة يقتلها!
- غزة… الجرح الذي يفضح إنسانيتنا!
- غزة لم تنكسر!


المزيد.....




- افتتاح منتزه -بيست لاند- الترفيهي في السعودية
- ميشيل يوه تلفت الأنظار بإطلالة -مستقبلية- في سنغافورة
- رغم تدمير معظم مستشفيات غزة.. إسرائيل تخطط لترحيل مرضى فلسطي ...
- الإمارات تعلن نتائج تحقيقات بقضية محاولة -تمرير عتاد عسكري- ...
- نائب رئيس -المؤتمر-: التاريخ يبرر -مخاوف التطرف- في السودان ...
- إحباط محاولة اغتيال مسؤول روسي رفيع في مقبرة.. أجهزة الأمن ا ...
- اقتحم السجادة الحمراء.. معجب يندفع فجأة نحو أريانا غراندي وس ...
- كيت بلانشيت تدعم الموضة المستدامة بإطلالة -ريش نباتي- في ميو ...
- سامي حمدي الصحفي البريطاني الذي احتجزته دائرة الهجرة بأمريكا ...
- ليس عملاً سهلاً… لماذا قد يرغب أي شخص في أن يصبح المدير العا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - فلسطين.. حين يعلو الشعب على الرايات!