أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص -3















المزيد.....

خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص -3


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 13:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تتحوّل “خطة ترامب” إلى «مينسك-3»؟

دراما الصراع بين واشنطن وكييف وبروكسل… وزيلينسكي الذي يهرب إلى الأمام

ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

24 نوفمبر 2025

في لحظة سياسية تكاد تكون الأكثر إحراجاً في تاريخ الحكم بكييف، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه محاصَراً بين فضيحة فساد إنفجرت في وجهه وبين ضغوط أميركية تكاد تُسقط آخر أوراق المناورة لديه. ومع ذلك، يقول الكاتب ديمتري شيفتشينكو في مقال بعنوان: نشره بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 في موقع مؤسسة الثقافة الإستراتيجية، إن زيلينسكي ما زال “يحاول أن يخرج منتصراً من بين أنياب الأزمتين معاً”، مستفيداً منهما في محاولة “إعادة توازن نظام حكمه”.
وعليه، يصبح السؤال الذي يطرحه شيفتشينكو جوهرياً: هل تحولت خطة ترامب المقترحة إلى إتفاق سلام مفخّخ جديد… «مينسك-3»؟


أولاً: هروب للأمام… وتحصينٌ ليَرماك

في خضم العاصفة، لم يجد زيلينسكي وسيلة أفضل من إعادة تلميع صورة رئيس مكتبه أندريه يرماك — الرجل الأكثر إثارة للجدل في محيطه — بتعيينه رئيساً للوفد الأوكراني في المفاوضات المرتقبة مع الولايات المتحدة وسويسرا والأوروبيين. خطوة أثارت عاصفة سخرية في موسكو.
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف علّق بسخرية لاذعة قائلاً: «إختيار ممتاز… لا يتفوّق عليه إلا مينديتش نفسه» — في إشارة إلى رجل الأعمال المتهم بفضيحة الفساد.
ويشرح شيفتشينكو أن زيلينسكي “يسعى لمنع أي محاولة داخلية لعزل يرماك”، رغم أن الرأي العام يرى فيه “قمة جبل الجليد” الذي يغطي فساداً أعمق بكثير.

ثانياً: إستعراض مكافحة الفساد… ولكن بلا نتائج

يحاول زيلينسكي ـ كما يقول الكاتب ـ “إظهار نفسه كزعيم يخوض حرباً ضد الفساد”، معلناً عن تدقيق شامل لشركات الصناعات الدفاعية والطاقة. لكنه يؤكد فوراً: «حتى لو ظهرت مخالفات، فستقود إلى صغار الموظفين… وليس إلى أعضاء الحكومة أو مكتب الرئيس».
هكذا تتحول “مكافحة الفساد” إلى مجرد عرض سياسي… بينما تهتز كييف تحت إتهام ضخم سرّبته واشنطن مفاده أن زيلينسكي “متورط في إختفاء 48 مليار دولار”.

ثالثاً: البرلمان في مواجهة الرئيس… ورفض توقيع أي إتفاق بإسمه

داخل كييف، بدأت أصوات من حزب “خادم الشعب” الحاكم نفسه تعلن أن أي تسوية يجب أن تمر عبر البرلمان وليس عبر زيلينسكي. تصريح النائب ناغورنياك كان صارخاً: «إذا أرادت الولايات المتحدة إتفاقًا يعترف به العالم… فعليها التوجه للبرلمان، لا للرئيس».
لكن المفارقة أن نفس البرلمان — وفق النائب نفسه — “غير مستعد لمنح روسيا أي تنازلات”.
بمعنى آخر: زيلينسكي عاجز عن التوقيع… والبرلمان يرفض التوقيع… وواشنطن تريد إتفاقًا سريعاً.

رابعاً: المعارضة تشمّ رائحة الدم… وبوروشينكو يدخل المشهد

في معسكر المعارضة، وجد الرئيس السابق بيترو بوروشينكو الفرصة ذهبية ليطرح نفسه “الرئيس البديل”.
النائب المعارض ألكسندر غونتشاينكو — المدرج على لوائح الإرهاب في روسيا — قال بحدة: «السلطة في كييف كان أمامها خيار: إمّا دخول الدبابات إلى موسكو… أو سرقة الأموال.
زيلينسكي إختار أن يصبح أصدقاؤه أغنياء».
بهذه اللغة الدرامية، يصوّر شيفتشينكو معارضة تترصد اللحظة للإنقضاض على القصر الرئاسي.

خامساً: الغرب يشجّع على قبول خطة واشنطن… خوفاً من إنهيار كييف

في حين تتصاعد الخلافات داخل أوكرانيا، بدأ الغرب يزيح الغطاء عن زيلينسكي بشكل تدريجي. المؤرخ البريطاني نيل فيرغسون لخص الموقف بقوله: «الخطة الأميركية أساس معقول… فأوكرانيا لم تكن يوماً قادرة على هزيمة روسيا».
ويضيف محذراً: «تمديد الحرب عاماً آخر لا يخدم مصلحة الشعب الأوكراني… المخاطر أصبحت هائلة».
هذه اللهجة تعكس ما يراه الكاتب “تحولاً تدريجياً في المزاج الغربي نحو الدفع باتجاه وقف الحرب ولو على مضض”.

سادساً: قلق أميركي من إنهيار الجبهة… وتهديد بوقف الدعم

يكتب شيفتشينكو أن زيلينسكي يعرف جيداً أن رفضه لخطة ترامب “قد يؤدي إلى وقف المساعدات الأميركية والأوروبية”، وهو ما سيقود إلى “تدهور عسكري خطير”، خاصة بعد سقوط بوكرُوفسك وكوبينسك وتقدم القوات الروسية باتجاه دنيبر.
وهنا يورد الكاتب تحليلاً خطيراً: «الغرب يريد تجميد الجبهة لإعطاء أوكرانيا فرصة إلتقاط الأنفاس… ولمنح أوروبا الوقت الكافي لتجهيز آلة الحرب للمواجهة المباشرة مع روسيا».
وهذا يعيد إلى الذاكرة – كما يشير – تجربة إتفاقات مينسك التي وقّعت فقط لـ“شراء الوقت” وتسليح الجيش الأوكراني.

سابعاً: «مينسك مجدداً»… إتفاق يُوقّع ليُدفَن

يتوقع شيفتشينكو أن أي إتفاق جديد “لن يكون سوى وثيقة فارغة”، تماماً كما حدث مع إتفاقات مينسك 2014 و2015، ومع إتفاق يانوكوفيتش قبل الإنقلاب.
ويضيف جملة لافتة: «القوميون المتطرفون لن يعترفوا بأي تسوية… مهما كانت».
فالزعيم اليميني المتطرف يفغيني كاراس صرّح علناً: «سنواصل الحرب حتى 20 سنة… وسنجبر كل الأوكرانيين على القتال ضد روسيا».
هكذا يتحول السلام إلى مستحيل داخلي… قبل أن يكون مستحيلاً مع موسكو.

ثامناً: أوروبا غاضبة من واشنطن… وترامب غير مهتم بلقاء زيلينسكي

تكشف المقالة أن الأوروبيين يعتبرون الخطة الأميركية: «إنتصاراً إستراتيجياً لروسيا».
ويرون أن واشنطن “تستغل ضعف زيلينسكي بسبب فضيحة الفساد لفرض إتفاق على مقاسها”. لذلك يسعى الأوروبيون — وفق شيفتشينكو — إلى زيارة البيت الأبيض لإقناع ترامب بتعديل الخطة قبل 27 نوفمبر.
لكن ترامب — حسب ما ورد — “لا يحتاج للقاء زيلينسكي… وربما يراه مضراً”.

تاسعاً: واشنطن تشنّ ضربة مضادة… وتسرّب فضيحة الـ48 مليار

تشير المقالة إلى أن الولايات المتحدة رفعت منسوب الضغط حين سرّبت أن زيلينسكي “متورط في إختلاس 48 مليار دولار”، وأن مسؤولين أوروبيين كباراً — بينهم كايا كالاس — “شاركوا في العملية”.
إنها رسالة سياسية واضحة: إما توقيع إتفاق… وإما فضيحة لا نهاية لها.

خاتمة: موسكو تراقب… وتنتظر “الجثة التي ستمر فوق النهر”

يختم شيفتشينكو مقاله بإشارة ذات طابع شرقي ساخر: «موسكو تستطيع إتباع الحكمة الشرقية… والإنتظار حتى يمرّ جثمان عدوها أمامها.
أما هوية هذا الجثمان… فلم تعد مهمة».
هكذا يرسم المشهد الأخير لصراع لا تحسمه البنادق وحدها، بل أزمات فساد، صراع نفوذ، وتبدل موازين القوى داخل كل العواصم من كييف إلى بروكسل وصولاً إلى واشنطن.

هل يصبح الإتفاق المرتقب «مينسك-3»؟

إذا صدّقنا المؤشرات التي رسمها شيفتشينكو، فالأرجح أن ما يُحضّر ليس سلاماً… بل هدنة مؤقتة، أو “كمين سياسي” يشبه إلى حد بعيد ما حدث عام 2015.
فالأزمة اليوم أعمق، والمعسكر الأوكراني أكثر إنقساماً، والغرب أقل إستعدادًا للمخاطرة… فيما روسيا تتقدم ميدانياً وتراقب من بعيد.

*****



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 779 - فلسطين: الذاكرة التي لا تنام - حين يصبح ا ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 2
- طوفان الأقصى 778 – العراق بعد الإنتخابات – صراع النفوذ وتواز ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 1
- ألكسندر دوغين - تصاعد الخطاب المعادي لإسرائيل في الولايات ال ...
- ألكسندر دوغين - ماغا MAGA والصليب في زمن “السلام الكاذب”
- طوفان الأقصى 776 - واشنطن – تل أبيب: ترامب يطلب العفو عن نتن ...
- طوفان الأقصى 775 - غزة بين الخطة الأمريكية والإعتراضات الإقل ...
- ألكسندر دوغين - لماذا تحتاج روسيا إلى إنترنت سيادي؟
- طوفان الأقصى 774 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - 3-3
- طوفان الأقصى 773 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - الجزء 2-3
- طوفان الأقصى 772 - مراجعة لكتاب -الغد كان بالأمس: الحياة وال ...
- طوفان الأقصى 771 - تغيّر بوصلة الغضب في الشرق الأوسط: قراءة ...
- طوفان الأقصى 770 - السلام في الشرق الأوسط وممر النقل العابر ...
- طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قرا ...
- طوفان الأقصى 768 - إيران وتوقيت العودة إلى التخصيب: إستراتيج ...
- طوفان الأقصى 767 - حرب متعددة الأبعاد: كيف يستخدم نتنياهو ال ...
- طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن ح ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 7 والأخير - لماذ ...
- طوفان الأقصى 765 - النفط والماء... كيف تحاول تركيا ترسيخ أقد ...


المزيد.....




- -قاتلة- لمن يأكلها.. مصري يتناول السمكة المنتفخة في اليابان ...
- -ما زلت أعتقد أنه فاشي-.. هكذا وصف زهران ممداني الرئيس ترامب ...
- السعودية.. عبدالرحمن بن مساعد يسخر من مزاعم -كسر الإسوارة- و ...
- الجيش السوداني يرفض اقتراح اللجنة الرباعية لوقف إطلاق النار ...
- خبراء روس يقيمون خطة ترامب للسلام بين موسكو وكييف
- شهداء بغزة والاحتلال ينفذ عملية نسف داخل الخط الأصفر
- ماكرون يصل الغابون لتعزيز الشراكة الثنائية
- دراسة تحلل عشرات آلاف المقالات لمؤسسات صحفية غربية خلال حرب ...
- نيويورك تايمز: لماذا كل هذا الصراع بين الجمهوريين حول النازي ...
- تعديلات على خطة ترامب للسلام بأوكرانيا وقصف روسي على خاركيف ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص -3