أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 775 - غزة بين الخطة الأمريكية والإعتراضات الإقليمية: ماذا تكشف معركة “الشرعية الدولية”؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 775 - غزة بين الخطة الأمريكية والإعتراضات الإقليمية: ماذا تكشف معركة “الشرعية الدولية”؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

20 نوفمبر 2025

شهدت الساحة الدولية في 17 نوفمبر منعطفًا سياسيًا مفصليًا عندما تبنّى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بأغلبية 13 صوتًا وإمتناع روسيا والصين، قرارًا يدعم ما بات يُعرف بـ«خطة ترامب لإدارة الوضع في قطاع غزة». قرار يحمل في ظاهره وعدًا بفتح باب «التسوية»، لكنه في جوهره يعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط، ويكشف حجم التناقضات بين أطراف الصراع وحلفائهم الدوليين.
وبحسب تحليل الباحث الروسي دميتري مينين*، فإن القرار «لم يرضِ أحدًا تقريبًا: المؤيدون للدولة الفلسطينية يروه هشًا وغامضًا، وإسرائيل غاضبة من مجرد ذكر فكرة الدولة، بينما وحده ترامب يبدو مسرورًا بما يعتبره إنجازًا شخصيًا سيدخل التاريخ».

خطة تتقدّم… وأطراف تتراجع

يشير قرار مجلس الأمن إلى منح تفويض لإدخال قوات إستقرار دولية إلى قطاع غزة، ويوليها مهام «الدمج، ونزع السلاح، وإدارة القطاع»— وهي خطوة لم يسبق لها مثيل بهذا الحجم في التاريخ الحديث للقضية الفلسطينية. كما يتضمن إقرار «نظام لوقف إطلاق النار مؤلف من 20 بندًا» وإنشاء «مجلس سلام» تشرف عليه واشنطن.
بحسب تحليل الباحث الروسي دميتري مينين، فإن ما تقدّمه واشنطن هو «صيغة تسوية ذات سقف منخفض للدولة الفلسطينية، نموذج إنتقالي أكثر منه مشروعًا حقيقيًا للإستقلال»، وهو ما يفسّر برأيه إمتعاض القوى العربية والفلسطينية التي رأت في الخطة محاولة لإعادة ضبط الأزمة تحت سقف أمريكي – إسرائيلي.
أما إسرائيل، التي لطالما رفضت الخطة الأمريكية أصلًا، فقد رأت في القرار الدولي تهديدًا سياسيًا مباشرًا. ويُذكّر مينين بأن تل أبيب كانت «تقوض حتى البنود التي تم الإتفاق عليها مسبقًا مع واشنطن»، معتبرة أن «أي كيان فلسطيني مستقل—حتى في أدنى صوره—هو مساس بمفهوم الدولة اليهودية».


تململ الأطراف… وترامب يحتفل وحده

من اللافت، بحسب تحليل دميتري مينين، أن «الوحيد الذي بدا سعيدًا بالقرار هو ترامب نفسه». الرئيس الأمريكي إحتفى بالتصويت بوصفه «إنتصارًا للسلام»، معلنًا أن مجلس الأمن «أقرّ واعترف بمجلس السلام الذي أقوده»، في ما إعتبره مينين «إعادة تموضع إستعراضية تعكس نمط الزعامة الشخصية الذي يحكم سياسة ترامب الخارجية».
غير أن هذا «الإنتصار» لم يكن كافيًا لضبط الواقع على الأرض. فإسرائيل واصلت عملياتها العسكرية في غزة «بعد إستعادة عدد من الرهائن»، فيما رفضت حماس نزع سلاحها. أما الدول العربية، فإستمرت في الإبتعاد عن مسلسل التطبيع، بإستثناء حالة «غامضة» مثل إنضمام كازاخستان لإتفاقات أبراهام تحت إغراء «وعود أمريكية بمليارات الدولارات»، كما يتهكّم مينين.

عقدة قوّات الإستقرار الدولية: شرف أم فخ؟

من أهم ما يكشفه نصّ مينين هو الصورة المقلقة عن مستقبل القوات الدولية المزمع دخولها غزة. فالمحاولات السابقة لتشكيل قوة مشتركة إنهارت واحدة تلو الأخرى: تركيا رفضتها إسرائيل، إندونيسيا تراجعت، ولم يبقَ – بحسبه – سوى أذربيجان وربما كازاخستان التي قد تسعى إلى «فرصة لرفع مكانتها الدولية».
لكن مينين يحذر من أن هذه المشاركة «قد تكون فخًا إستراتيجيًا»، إذ إن دخول غزة يعني التعرض لتهديدين في الوقت نفسه:
•تهديد الجيش الإسرائيلي الذي «لا يخفي نيته مواصلة ملاحقة من يصنفهم إرهابيين حتى في ظل وجود قوات دولية».
•تهديد المقاومة الفلسطينية التي ستعتبر أي قوة دولية «جزءًا من أدوات الإحتلال» إذا طُلب منها نزع سلاحها.
ويضيف مينين أن «العواصم التي سترسل قواتها ستجد نفسها في مواجهة مزدوجة: مع العالم الإسلامي من جهة، ومع اللوبيات المالية اليهودية من جهة أخرى». وفي كل الأحوال، فإن الدول المتطوعة «تتوقع أن تموَّل العملية من ميزانية الأمم المتحدة، وهو ما سيخلق صراعات مالية وسياسية بلا شك».

أمريكا بين التفويض الدولي ومأزق القيادة الميدانية

تزداد الضغوط على واشنطن في ضوء فشل الآخرين في تولي المهمة. فبحسب تحليل الباحث الروسي دميتري مينين، فإن «أكثر السيناريوهات تداولًا في الكواليس هو أن الولايات المتحدة قد تضطر—رغم إنكارها المتكرر—إلى قيادة العملية ميدانيًا أو إنشاء قاعدة عسكرية في غزة».
لكن إدارة ترامب تنفي بشدة، لأنها تريد الحفاظ على صورة «الوسيط العالمي» لا «الطرف المتورط». ومع ذلك، يقول مينين: «لن تستطيع واشنطن تنفيذ خطتها دون تدخل مباشر، وإلا ستنهار بالكامل». وهنا يكمن قلب الإشكال: قرار دولي بدون إرادة تنفيذية هو وصفة لفشل جديد يُضاف إلى سجل طويل من المبادرات غير المكتملة في الشرق الأوسط.

بين رام الله وغزة: إنقسام الموقف الفلسطيني

ردود الفعل الفلسطينية كشفت عمق الشرخ الداخلي:
•حماس رفضت القرار، معتبرة أنه «يضع القطاع تحت إدارة دولية تخدم الإحتلال»، وأن «نزع سلاح المقاومة يلغي حياد القوات الدولية ويجعلها طرفًا في الصراع».
•بينما السلطة الفلسطينية رحّبت به، معتبرة أنه خطوة نحو «إنهاء الحصار وإعادة إعمار غزة».
ويشير مينين إلى أن «موقف السلطة لعب دورًا في إمتناع روسيا عن إستخدام الفيتو»، إذ إن موسكو «إستمعت إلى رام الله» وأخذت بالإعتبار أهمية إبقاء نافذة سياسية مفتوحة في ظل الجمود.
•إسرائيل: ما بين صدمة القرار وإنفجار التناقضات الداخلية
ردود الفعل الإسرائيلية جاءت حادة، كما يتوقع مينين:
مندوب إسرائيل داني دانون أكد أن «المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولية نزع سلاح حماس، وإسرائيل ستتأكد من أن ذلك سيحدث».
أما نتنياهو فقد كرر تعهده «بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية مطلقًا».
ووزراء اليمين المتطرف مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير هدّدوا بالإنسحاب من الحكومة.
أما بن غفير فذهب أبعد من ذلك في دعوة صريحة إلى «القتل المستهدف لقيادات السلطة الفلسطينية» إذا تعاونت مع الخطة.
بحسب تحليل الباحث الروسي دميتري مينين، فإن هذه التصريحات تكشف «مدى التأزم الداخلي في إسرائيل، حيث تتصارع حكومة نتنياهو بين واجهتها السياسية أمام واشنطن وجذورها اليمينية التي ترفض أي حل ولو كان إداريًا».

لماذا إمتنعت روسيا والصين؟

قرار موسكو وبكين الحيادي ليس تفصيلًا صغيرًا. يوضح مينين أن روسيا طرحت في الأصل «مشروعًا بديلًا يقوم على قرارات الأمم المتحدة ومبدأ الدولتين، مع دور أكبر للأمم المتحدة في إدارة القطاع»، لكن تمريره كان مستحيلًا بسبب «الفيتو الغربي المتوقع».
كما حصلت واشنطن على دعم غير مسبوق من ثماني دول عربية وإسلامية، بينها قطر والسعودية ومصر والإمارات والأردن وتركيا وباكستان وإندونيسيا. هذا المشهد – غير المألوف – دفع روسيا والصين، بحسب مينين، إلى الإمتناع حفاظًا على التوافق الدولي وعدم تعطيل ما قد يخفّف المعاناة الإنسانية في القطاع.

حلقة جديدة في دائرة الجمود

في خاتمة تحليله، يؤكد دميتري مينين أن التجارب السابقة تشير إلى أن «الحلول الجزئية» في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي «لا تؤدي إلا إلى تهدئة مؤقتة يعقبها إنفجار جديد». والسبب، كما يراه، هو أن «العالم يتعامل مع أعراض الأزمة لا مع جذورها، ويتجنب مواجهة الملفات الحقيقية: الإحتلال، والإستيطان، وتقرير المصير».
وبينما ينتظر العالم تنفيذ قرار مجلس الأمن، يبدو السؤال الجوهري كما يطرحه مينين:
من سيدفع ثمن هذه الخطة؟ ومن سيجرؤ على تنفيذها وسط هذا الحقل من الألغام السياسية؟
ما بين الانقسام الفلسطيني، والرفض الإسرائيلي، والتردد الدولي، وتناقض المصالح العربية، يتبدّى أن «خطة ترامب لغزة» ليست سوى فصل جديد في صراع أكبر لم تُكتب نهايته بعد. وفي ظل غياب رؤية شاملة عادلة، سيبقى الفلسطينيون وحدهم يدفعون فاتورة كل جولة جديدة من «التسويات المؤقتة» التي لا تُنهي الإحتلال ولا تُقيم الدولة.

*****

المرجع:
دميتري مينين
مؤسسة الثقافة الإستراتيجية
18 نوفمبر 2025
« قرار مجلس الأمن بشأن خطة ترامب حول غزة خيب آمال الكثيرين، وخاصةً إسرائيل.»



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - لماذا تحتاج روسيا إلى إنترنت سيادي؟
- طوفان الأقصى 774 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - 3-3
- طوفان الأقصى 773 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - الجزء 2-3
- طوفان الأقصى 772 - مراجعة لكتاب -الغد كان بالأمس: الحياة وال ...
- طوفان الأقصى 771 - تغيّر بوصلة الغضب في الشرق الأوسط: قراءة ...
- طوفان الأقصى 770 - السلام في الشرق الأوسط وممر النقل العابر ...
- طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قرا ...
- طوفان الأقصى 768 - إيران وتوقيت العودة إلى التخصيب: إستراتيج ...
- طوفان الأقصى 767 - حرب متعددة الأبعاد: كيف يستخدم نتنياهو ال ...
- طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن ح ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 7 والأخير - لماذ ...
- طوفان الأقصى 765 - النفط والماء... كيف تحاول تركيا ترسيخ أقد ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 6 - الشرعية السي ...
- طوفان الأقصى 764 - واشنطن و«سوريا الجديدة»: بين إعادة التدوي ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 5 - ألكسندر سامس ...
- طوفان الأقصى 763 - غزة وأوشفيتز: وجهان لعملة تاريخية واحدة
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 4 - عشرة أيام هز ...
- طوفان الأقصى 762 - من الأسطورة إلى الإبادة: قراءة في كتاب «م ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 3 - مؤرخ روسي يق ...
- طوفان الأقصى 761 - إغتيال القذافي: جريمة العصر


المزيد.....




- وابل طائرات مسيرة روسية يضرب غرب أوكرانيا ويسفر عن مقتل 25 ع ...
- -لا تمنحوه أكثر مما يستحق-... وزير خارجية الجزائر يدخل على خ ...
- بعد طلب سعودي.. ترامب يعلن بدء العمل لإنهاء الحرب في السودان ...
- صور تكشف استخدام إسرائيل لقنابل عنقودية محظورة دوليًا في حرب ...
- روبوت راقص يستقبل بوتين ويعلن خطة لبناء 38 وحدة طاقة نووية ج ...
- -أصعب شيء هو العيش في انتظار الموت- ـ محنة عائلة فلسطينية في ...
- وفد دبلوماسي فرنسي إلى الجزائر
- أوكرانيا - روسيا : هل ينجح اردوغان حيث فشل ترامب ؟
- قضية ابستين : هل ينجو ترامب من الفضيحة ؟
- سيارة -بي واي دي- الكهربائية الجديدة.. تصميم مبتكر يقلب مواز ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 775 - غزة بين الخطة الأمريكية والإعتراضات الإقليمية: ماذا تكشف معركة “الشرعية الدولية”؟