أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن حصانة لا تزول














المزيد.....

طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن حصانة لا تزول


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

11 نوفمبر 2025

في مقاله المنشور في صحيفة «زافترا» الالكترونية الروسية تحت عنوان «نتنياهو يزرع الفوضى في بحثٍ عن مبررات لحصانته»، في 4 نوفمبر 2025 يقدّم الصحفي والكاتب الروسي إيليا تيتوف قراءة لاذعة ومغايرة لطبيعة الدور الذي يلعبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المنطقة. فتيتوف يرى أن الرجل لا يقاتل من أجل «أمن إسرائيل»، بل من أجل أمنه الشخصي، وأن الحرب لم تعد بالنسبة له أداة دفاعٍ عن الدولة، بل وسيلة لحماية الذات من السقوط السياسي والقانوني. «أحد دوافع هجوم أكتوبر 2023،» يكتب تيتوف، «كان الوضع الداخلي الهش، الذي لم يرَ نتنياهو مخرجًا منه سوى في إقامة حالة عسكرية دائمة، تُعيد إليه صورة الزعيم القومي الذي يقف فوق النقد والقانون.»
هكذا يضع الكاتب أصبعه على جوهر الظاهرة: زعيمٌ يسعى إلى إعادة إنتاج شرعيته بالدم والنار، ويؤمن أن الحرب وحدها كفيلة بإسكات خصومه وملاحقيه في ملفات الفساد التي تطارده منذ سنوات.

حرب صغيرة لا تكفي... فلتُفتح الجبهات!

لكن ما يراه تيتوف أكثر خطورة هو أن الحرب التي أشعلها نتنياهو في غزة لا ترقى، في نظره، إلى المستوى المطلوب لتبرير زعامةٍ مطلقة.
يقول الكاتب بسخريةٍ لاذعة: «العملية ضد معقلٍ يموت جوعًا بحجم نصف مدينة فورونيج لا يمكن أن تُسمّى حربًا كبرى، ولا أن تبرّر بقاء زعيمٍ فوق القانون.»

ولذلك، يضيف تيتوف، أخذ نتنياهو في توسيع رقعة التهديدات: يهاجم لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن، ويلمح إلى قطر، ويتجنّب مصر فقط حرصًا على مصالح الغاز المشتركة في البحر.
إنه – كما يصفه الكاتب – بحثٌ محموم عن عدوٍّ أكبر، لا لحماية إسرائيل، بل لتغليف سلطته بهالة «المنقذ».

بعد «الهدنة»... قصفٌ جديد وصمتٌ دولي

يذكّر تيتوف بأن الجيش الإسرائيلي واصل قصف غزة بعد الهدنة المعلنة بوساطة أمريكية، مشيرًا إلى أن «أكبر ضربة» جاءت في 29 أكتوبر 2023 وأسفرت عن مقتل نحو مئة شخص، «لكنها لم تجد طريقها إلى وسائل الإعلام العالمية».
بهذه المفارقة، يقول الكاتب، إستطاع نتنياهو أن يعلن «نهاية الحرب» على الورق، ويحوّل الإنتباه من الساحة الخارجية إلى تصفية الحسابات الداخلية.

القدس تشتعل: الأرثوذكس والليبراليون في خندق واحد

ينتقل تيتوف بعد ذلك إلى المشهد الداخلي الإسرائيلي، مستعرضًا إحتجاجات 30 أكتوبر في القدس، التي بدأت على خلفية قرار المحكمة العليا إلزام طلاب المدارس الدينية بالخدمة العسكرية.
يقول: «بدا للوهلة الأولى أن المتظاهرين من الأرثوذكس وحدهم، لكن بين صفوفهم ظهرت ألوان المدنيين وشباب تل أبيب – خليط من خصوم نتنياهو من أقصى اليمين إلى اليسار.»
بهذا المشهد، يؤكد الكاتب أن نتنياهو أصبح نقطة التقاءٍ نادرة بين فئات لا يجمعها شيء سوى كراهيته. فحتى الذين طالما اعتبرهم حلفاءً طبيعيين – المتدينين المحافظين – خرجوا ضده، بينما بقي أنصاره في بيوتهم، غير مستعدين للدفاع عنه.
وعندما إنتهى التجمع بعد حادث مأساوي – سقوط أحد المحتجين من رافعة ومصرعه – لم تخمد الموجة، بل إزدادت.

سبع سبتات للهروب من القضاء

الوجه الآخر للأزمة، كما يروي تيتوف، هو القضايا الثلاث التي تلاحق نتنياهو بتهم الفساد.
الرجل، على حد وصف الكاتب، «يعيش في أسبوعٍ فيه سبع سبتات»، إذ لا يحضر جلسة تحقيق إلا ليؤجل التالية بذريعة جديدة: إلتهاب حلق، زفاف إبن، أو إضطراب في المعدة.
لكن خلف هذه الأعذار الصغيرة يقبع هدفان كبيران: الحصانة والإنتخابات.
«إنه يجرّ الوقت لصالحه،» يكتب تيتوف، «حتى يتمكن من تمديد الحصانة التي تحميه، والوصول إلى الإنتخابات المقبلة في خريف العام القادم، حين يتحول كل نقد له إلى مؤامرة على منقذ الأمة.»
وإلى جانبه، يذكّر الكاتب، سيقف «صديقه المخلص» دونالد ترامب، ليُكرّر من واشنطن الخطاب ذاته عن «الزعيم الذي حمى إسرائيل من الفناء».

الفوضى المقصودة: عندما تصبح الحرب درعًا شخصيًا

في خاتمة مقاله، يحذّر إيليا تيتوف من أن إستمرار هذه السياسة سيؤدي إلى نشر فوضى متعمّدة في الشرق الأوسط، فكل أزمةٍ جديدة تمنح نتنياهو سببًا إضافيًا للبقاء، وكل تصعيدٍ خارجيّ يؤجل موعد محاسبته في الداخل.
«إستمرار حكم نتنياهو،» يكتب، «يعني زيادة متعمّدة في منسوب الفوضى بالمنطقة، بحثًا عن مبررات لحصانته الشخصية.»
إنه، كما يرى الكاتب، زعيم يعيش على حافة الكارثة، يصنعها بيده ليبدو منقذًا منها.
فما دام الخطر قائمًا، تبقى «القيادة» ضرورة. وما دام الدم يُراق، تبقى الأسئلة مؤجلة.

خاتمة: عندما تُزرع الفوضى بإسم الإنقاذ

ما يطرحه تيتوف ليس مجرّد إتهام سياسي، بل تشريح لآلية كاملة في الحكم:
كيف يمكن لزعيمٍ أن يحوّل الأزمات إلى هواءٍ يتنفسه، والخوف إلى وقودٍ لسلطته.
نتنياهو، في هذا التصوير الروسي القاتم، لا يكتفي بإدارة الصراع، بل يخلقه، ليبرّر لنفسه البقاء فوق القانون.

وهكذا، تُختزل الفوضى في جملةٍ واحدة كتبها إيليا تيتوف تصلح أن تكون عنوانًا للمرحلة كلها: «إن أخطر أنواع الفوضى هي تلك التي تُزرع عمدًا بإسم الإنقاذ.»



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 7 والأخير - لماذ ...
- طوفان الأقصى 765 - النفط والماء... كيف تحاول تركيا ترسيخ أقد ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 6 - الشرعية السي ...
- طوفان الأقصى 764 - واشنطن و«سوريا الجديدة»: بين إعادة التدوي ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 5 - ألكسندر سامس ...
- طوفان الأقصى 763 - غزة وأوشفيتز: وجهان لعملة تاريخية واحدة
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 4 - عشرة أيام هز ...
- طوفان الأقصى 762 - من الأسطورة إلى الإبادة: قراءة في كتاب «م ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 3 - مؤرخ روسي يق ...
- طوفان الأقصى 761 - إغتيال القذافي: جريمة العصر
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى - الجزء 2 - أكتوبر غيّ ...
- طوفان الأقصى 760 - إسرائيل تحت «القبّعة» الأميركية
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى 1 - أكتوبر العظيم
- طوفان الأقصى 759 - هل يستطيع العراق أن يحلّ محلّ سوريا في من ...
- ألكسندر دوغين - كيف تخطط روسيا لصدم الغرب؟
- طوفان الأقصى 758 - غزة: هذه الأرض النازفة – مراجعة لرواية جو ...
- ألكسندر دوغين: «توماهوك، المقامرة النووية، ووداع ترامب لأمري ...
- طوفان الأقصى 757 - لماذا يخاف ترامب من نتنياهو؟
- ألكسندر دوغين: الصراع الأوكراني أشعله دعاة العولمة؛ وروسيا، ...
- طوفان الأقصى 756 - غزة اليوم هي غيتو وارسو بالأمس


المزيد.....




- السودان- مفوض أممي: الفاشر تشهد فظائع مروعة والأطفال يموتون ...
- الكنيست يقر القراءة الأولى لمشروع قانون يُجيز إغلاق وسائل ال ...
- إسبانيا: تعرّض ضابطيْ شرطة لضربٍ وحشي أدّى لكسرٍ في الأسنان ...
- تقرير أممي: 70 ألف شخص نزحوا يوميا العقد الماضي بسبب الكوارث ...
- أمنستي تدعو نيجيريا لتبرئة 9 نشطاء أعدمتهم قبل 30 عاما
- سوريا توقع إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدو ...
- أول تصريح لترامب عن أحمد الشرع بعد لقاء البيت الأبيض
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -نعمل مع تل أبيب على التفاهم مع دمشق-.. ترامب: نريد سوريا نا ...
- لقاء تاريخي بواشنطن .. ترامب يستقبل الشرع وسط تحولات سياسية ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن حصانة لا تزول