أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين: الصراع الأوكراني أشعله دعاة العولمة؛ وروسيا، كحضارة، تُشكّل عائقًا أمامهم















المزيد.....

ألكسندر دوغين: الصراع الأوكراني أشعله دعاة العولمة؛ وروسيا، كحضارة، تُشكّل عائقًا أمامهم


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
مقابلة مع رفاييل كورّيا
نشرت 27 أكتوبر 2025

ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي


31 أكتوبر 2025

يرى الفيلسوف وعالم السياسة الروسي ألكسندر دوغين أن الغرب يشنّ الحروب كلّما شعر بتقدّم الأقطاب ذات السيادة، لكنّ هذه المقاومة — في نظره — ليست إلا إحتضار العالم الأحادي القطبية.
في هذه الحلقة من برنامج «محادثة مع كورّيا»*، يناقش دوغين مع الرئيس الإكوادوري الأسبق رفاييل كورّيا* أسباب إستخدام أوكرانيا كأداة في لعبة العولميين، وإمكانية التوصل إلى إتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وما إذا كان ذلك سيعتمد على عودة دونالد ترامب إلى السلطة. كما يتناول الحديث مفهوم النظرية السياسية الرابعة ومدى صلاحيتها لتكون نموذجًا حضاريًا في أمريكا اللاتينية.

في هذه الحلقة الجديدة من «محادثة مع كورّيا»، يستضيف الرئيس الإكوادوري الأسبق المفكّر الروسي المعروف برؤيته الأوراسية وبـ«النظرية السياسية الرابعة». يؤكد دوغين أن على العالم أن ينكر على الغرب الحق في فرض نموذج سياسي عالمي موحّد، ويرى أن الشعب اللاتيني، مثل الروسي، يجب أن يبحث عن نموذجه السياسي الخاص به، المتجذّر في ثقافته وتاريخه.

ويشارك دوغين كورّيا ملاحظاته حول الصراع الروسي-الأوكراني، الذي يصفه بأنه «مواجهة بين روسيا والغرب الجماعي»، مشيرًا إلى أن الدول الغربية هي التي إستفزّت النزاع نتيجة خلافاتها الأيديولوجية مع موسكو. ويقول: «لم يقبل الغرب روسيا ضمن حضارته، لأنه رأى فيها إختلافًا جوهريًا عن الحضارة الغربية».

ويضيف أن توسّع حلف الناتو وضمّ بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة إلى «النظام الغربي المعادي لروسيا» كان السبب المباشر في تفجير الصراع، الذي يعتبر أنه «من المستحيل إيقافه ببساطة»، طالما أن في أوراسيا — حيث يعيش أناس بثقافة وتقاليد روسية — يوجد بلدٌ «يعادي روسيا بصورة جذرية».


حول إحتمال السلام

وعند مناقشة فكرة إنهاء الحرب على أساس تعهّد كييف بعدم الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي أو الناتو، يؤكد دوغين أن «روسيا لا يمكنها الوثوق بأوكرانيا ولا بالغرب»، لأنهما أخلّا سابقًا بوعودهما وإنتهكا الإتفاقات.
ويقول: «ما دامت هناك إمكانية لأن تتحول أوكرانيا إلى ما هي عليه اليوم — أي كيانًا معاديًا لروسيا ومتطرفًا قوميًّا — فستبقى الشكوك قائمة».

ويشرح أن روسيا تحتاج إلى ضمان أن أوكرانيا لن تكون تهديدًا مستقبليًا، «إلى أن يأتي رئيس موالٍ لروسيا أو على الأقلّ رئيس محايد» يمكن إقامة علاقات طبيعية معه. ويضيف: «لهذا أعتقد، وللأسف، أنه لا يمكن الثقة بأوكرانيا».


العالم المتعدد الأقطاب

يذكّر كورّيا بأن الفيلسوف الأمريكي فرانسيس فوكوياما، بعد سقوط جدار برلين، أعلن ما سمّاه «نهاية التاريخ»، قائلًا إن العالم يتجه نحو «دولة عالمية متجانسة». هذا المفهوم، كما يشرح كورّيا، إستند إلى أفكار الفيلسوف الفرنسي الروسي الأصل ألكسندر كوجيف، وكان يشير أساسًا إلى نظام الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية الإستهلاكية.

ويعلّق دوغين بأن كوجيف إستند في أطروحته إلى هيغل، لكنه يلفت إلى أن هيغل كان يقصد بـ«نهاية التاريخ» الدولة، بينما جعلها كوجيف وفوكوياما تعني تأسيس مجتمع مدني عالمي، وهذا — بحسب دوغين — هو جوهر المشكلة.
«هيغل كان يفهم تمامًا أن المجتمع المدني مرحلة مؤقتة، وأن التاريخ الحقيقي يتقدّم نحو قيام كيانات عظمى (دول-حضارات)، لكلٍّ منها فكرة ورؤية كونية، تتنافس فيما بينها حول أيٍّ من هذه الرؤى أكثر عمقًا وشمولًا».

ويقول المفكر الروسي إن ما نراه اليوم في العالم المتعدد الأقطاب — مثل صعود دول البريكس — يثبت أن «دول-الحضارات» ستكون الأقطاب الحقيقية في هذا العالم الجديد. فهذه «الجهات الفاعلة الجديدة في العلاقات الدولية» لم تعد مجرد دول-أمم كما في الماضي، بل أصبحت «حضارات ناشئة». وهي الدليل، في رأيه، على أن تنبؤ فوكوياما بفشل التنوع الحضاري وقيام دولة عالمية موحّدة قد سقط تمامًا.


رفض عالمية الغرب

وفي هذا السياق، يدعو دوغين إلى «إنكار حق الغرب — وخصوصًا الغرب الليبرالي — في إحتكار العالمية».
ففي عالم متعدد الأقطاب، يجب أن تتقاسم الحضارات حقّها في إمتلاك قيمها الخاصة والسير في طرقها الحضارية الخاصة. ويؤكد أنه لم تعد هناك قيم كونية حقيقية، وأن ما يُقدَّم اليوم باسم «القيم العالمية» ليس سوى نموذج إستعماري جديد لتمدّد الثقافة الغربية.


دعوة إلى نهضة نظرية لاتينية

ومن وجهة نظر دوغين، فإن الحضارة اللاتينية، مثل نظيراتها الروسية والصينية والهندية، يجب أن تعمل على إبتكار نظريتها السياسية الخاصة المنبثقة من ثقافتها وتاريخها وروحها.
هذه النظرية — كما يقول — لن تتطابق مع الروسية أو الصينية أو الإسلامية، بل ستكون ثمرة الخيال السياسي الحر لشعوب أمريكا اللاتينية، لتصبح نموذجًا خاصًا في الرؤية إلى العالم.

ويختتم المفكر الروسي حديثه بالقول إن هذه النهضة الحضارية المستقلة هي الطريق نحو عالمٍ أكثر عدلًا وتنوّعًا، حيث تمتلك كل حضارة حقّها في الوجود والفكر والإختلاف.

******
هوامش

1) برنامج «محادثة مع كورّيا» هو سلسلة حوارات فكرية وسياسية يقدمها الرئيس الإكوادوري الأسبق رفاييل كورّيا، يستضيف فيها مفكرين وزعماء عالميين لمناقشة قضايا النظام الدولي المعاصر. يُبث عبر منصة RT en Español باللغتين الإسبانية والإنجليزية.

2) رفاييل كورّيا هو اقتصادي وسياسي إكوادوري شغل منصب رئيس الإكوادور بين عامي 2007 و2017، ويُعدّ من أبرز قادة التيار اليساري في أمريكا اللاتينية، معروف بسياساته الاجتماعية المناهضة للنيوليبرالية وتقاربه مع محور دول الجنوب.

3) ألكسندر كوجيف (1902–1968) فيلسوف فرنسي من أصل روسي، عُرف بتفسيره العميق لفلسفة هيغل وخاصة مفهوم «نهاية التاريخ»، وكان له تأثير كبير على الفكرين الوجودي والهيغلي المعاصر وكذلك على منظّري الدولة الحديثة مثل فوكوياما.

4) فرانسيس فوكوياما هو فيلسوف وعالم سياسة أمريكي من أصل ياباني، اشتهر بكتابه «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» (1992) الذي أعلن فيه انتصار الديمقراطية الليبرالية بوصفها الشكل النهائي للحكم بعد الحرب الباردة.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 756 - غزة اليوم هي غيتو وارسو بالأمس
- طوفان الأقصى 755 - غزة كما تراها روسيا: عن المعايير المزدوجة ...
- ألكسندر دوغين - السيادة والحرب
- طوفان الأقصى 754 - الإنسانية الإنتقائية: مقارنة بين حرب كوسو ...
- ألكسندر دوغين - السيادة الفلسفية أساس إستقلال الدولة
- طوفان الأقصى 753 - قبرص في لعبة الأمم
- طوفان الأقصى 752 - صحيفة ديلي ميل: من -فندق حماس- إلى نفي ال ...
- ألكسندر دوغين - اليابان “لنا”؟ موسكو أمام فرصة لإعادة ضبط ال ...
- طوفان الأقصى 751 - ميكو بيليد: ابن الجنرال الذي تمرّد على أس ...
- ألكسندر دوغين - الغرب المنقسم على ذاته: بين الليبرالية العال ...
- طوفان الأقصى 750 - روسيا وسوريا: ما هو الجديد؟
- ألكسندر دوغين – لروسيا أهداف جديدة في العملية العسكرية الخاص ...
- طوفان الأقصى 749 - بيني موريس والقضية الفلسطينية: من «المؤرخ ...
- طوفان الأقصى 748 - الإعلام العربي في حرب الإبادة على غزة: حي ...
- تشي غيفارا: الأسطورة التي لا تموت
- طوفان الأقصى 747 - القوة الناعمة الإسرائيلية: من كيان دولة ف ...
- ألكسندر دوغين - روسيا كانت معلّقة بخيط فوق الهاوية - بمناسبة ...
- طوفان الأقصى 746 - زيارة الشرع إلى موسكو: بين الواقعية الروس ...
- بعد سبعين عاماً... كواليس -الميدان الهنغاري- - كيف صُنعت إنت ...
- طوفان الأقصى 745 - بين ميونيخ 1938 وغزة 2025 - من إسترضاء هت ...


المزيد.....




- شاهد.. شرطة واشنطن تعتقل عدة أشخاص -مارسوا سلوكا مشينًا- وتف ...
- فيتنام: تحذير من تجاوز هطول الأمطار 700 مليمترًا.. وفيضانات ...
- سوريا: وزير الداخلية يرحب بدمج -الضباط المنشقين- بالوزارة له ...
- ما الذي يجعل -الرعب النسائي الدموي- مختلف عن روايات الرعب ال ...
- خفض المساعدات الغذائية الأمريكية يدفع بنوك الطعام للاستعداد ...
- كيف ردت ناسا.. كيم كاردشيان لا تصدق هبوط الإنسان على القمر
- أطباء بلا حدود: آلاف السودانيين في دائرة الخطر بعد سقوط الفا ...
- هآرتس: تسريب فيديو سدي تيمان أداة اليمين ضد -الدولة العميقة- ...
- إدارة الطاقة لا الوقت.. 9 عادات يومية تساعدك على القيادة بنج ...
- المتحف المصري الكبير.. أكبر مجموعة أثرية للحضارة القديمة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين: الصراع الأوكراني أشعله دعاة العولمة؛ وروسيا، كحضارة، تُشكّل عائقًا أمامهم