|
|
طوفان الأقصى 753 - قبرص في لعبة الأمم
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 00:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي
29 أكتوبر 2025
في المساء، حين تلتقي ظلال الجبال السورية بضوء بحر قبرص، يبدو شرق المتوسط كمرآة مزدوجة: نصفها يغلي بالحرب، ونصفها الآخر يغلي بالمال. هنا تختلط الأسطورة القديمة لأفروديت، التي وُلدت من زبد البحر، بخطوط الأنابيب الممدودة تحت المياه، وتتحوّل آلهة الحب إلى رمزٍ لمشروع الهيمنة الجديد. في هذا البحر الذي كان مهدًا للأساطير، تنبثق اليوم أساطير أخرى أكثر واقعية، تصنعها المصالح وشبكات الغاز والخرائط العسكرية.
في مقالٍ لافت نشره الباحث حافظ الايوبي مدير ومؤسس صفحة التراث الفلسطيني عبر موقع The Cradle بعنوان «قبرص.. حيفا جديدة لبحر نتنياهو» (23 أكتوبر 2025)، يصف الكاتب الجزيرة بوصفها “الوجه البحري للسياسة الإسرائيلية الجديدة”، ويقول إن تل أبيب «نقلت مركز ثقلها من البرّ إلى البحر، من الصحراء إلى المتوسط»، مضيفًا أن قبرص تحوّلت إلى “غرفة عمليات خلفية” لمشروعات الطاقة الإسرائيلية. هذه العبارة تختصر المسار الذي تتبعه إسرائيل منذ سنوات: البحث عن مجال أوسع، وعن عمق إستراتيجي خارج حدودها الصغيرة، في فضاءٍ تتقاطع فيه خطوط الغاز والممرات البحرية، من ليفياثان إلى لارنكا، ومن عسقلان إلى نيقوسيا.
أما المؤرخ والكاتب الروسي فاليري بورت، في مقاله المنشور في مؤسسة الثقافة الإستراتيجية اليوم التالي، فيرسم المشهد من زاوية أخرى. فهو يرى أن الإسرائيليين «يشعرون على جزيرة أفروديت كما لو كانوا في بيتهم»، وأن إستيطانهم الإقتصادي هناك لم يعد مجرد نشاط تجاري بل “إمتداد جغرافي لوعي أمني جديد”. يشير بورت إلى أن آلاف الإسرائيليين إشتروا عقارات في لارنكا ونيقوسيا وليماسول، وأن بعضهم «حوّل الضواحي الساحلية إلى أحياء مغلقة تشبه الغيتوهات». ومن بين السطور يطلّ القلق القبرصي، إذ تحذّر المعارضة في نيقوسيا من أن البلاد قد تستيقظ يومًا لتجد «أنها لم تعد تملك أرضها».
تتلاقى هاتان الرؤيتان — الأيوبي من الجنوب وبورت من الشمال — عند نقطة واحدة: أن إسرائيل، بعد حرب غزة 2023 وما تلاها من إضطراب إقليمي، تسعى إلى تثبيت حضور دائم في شرق المتوسط، لا كدولةٍ محاصرة بل كقوة بحرية تمتلك فضاءها الخاص. فالمعركة التي بدأت في شوارع غزة إنتقلت إلى البحر، حيث تُعاد صياغة النفوذ بوسائل أكثر نعومة: إستثمارات، تعاون أمني، قواعد صغيرة، و«شراكات في الطاقة» تُخفي في جوفها بنيةً إستخبارية دقيقة.
يقول الأيوبي إن “نتنياهو وجد في المتوسط ملاذه الأخير”، إذ إن كل خطوة بحرية إسرائيلية «تحمي الداخل من الخارج، وتحوّل الحدود البحرية إلى جدار عازل جديد». ويستشهد بمشروع «التحالف الثلاثي» الذي يجمع إسرائيل واليونان وقبرص، بوصفه إطارًا لتقاسم الغاز وتبادل المعلومات العسكرية، في مواجهة محور تركيا – قطر – حركة حماس. أما بورت فيتحدث بلغة أكثر قلقًا، فيكتب أن أنقرة «تنظر بعين الريبة إلى كل تعاون بين تل أبيب ونيقوسيا»، لأن تركيا لطالما إعتبرت الجزيرة جزءًا من مجالها الحيوي منذ غزوها للشمال عام 1974، وهي ترى الآن أن «المشروع اليوناني–الإسرائيلي» يهدف إلى تقليص الحضور التركي عبر “الإستملاك المنهجي للأراضي”.
بهذا المعنى، تتحول قبرص إلى نقطة إلتقاء بين أسطورتين سياسيتين: الأسطورة الإسرائيلية عن "التحول إلى قوة بحرية"، والأسطورة التركية عن "الحق التاريخي في الجزيرة". لكن بين الأسطورتين، تتحرك القوى الكبرى في صمت: واشنطن التي تجد في نيقوسيا حليفًا أطلسيًا مثاليًا بعد إنحسار نفوذها في أنقرة، وموسكو التي تحتفظ بوجود إقتصادي وروحي في الجزيرة منذ عقود، وطهران التي تراقب المشهد بوصفه إمتدادًا لحدود الصراع السوري–الإسرائيلي.
في هذا السياق، يبدو ما يجري في قبرص إنعكاسًا ناعمًا لما جرى ويجري في سوريا. فالموقعان — دمشق ونيقوسيا — يشكّلان رأسَي المثلث الإستراتيجي الذي يحدّد موازين القوى في شرق المتوسط. في الأولى تصارع روسيا والولايات المتحدة على المرافئ والسماء، وفي الثانية تتواجه إسرائيل وتركيا على خطوط الأنابيب والسواحل. الفارق أن الحرب السورية كانت صاخبة، بينما الصراع القبرصي يُدار بصمتٍ بارد عبر العقود والعقارات والمشاريع المشتركة.
يكتب الأيوبي أن «التحوّل من الجبهة البرية إلى الجبهة البحرية هو أبرز ملامح السياسة الإسرائيلية بعد غزة»، موضحًا أن إسرائيل لم تعد تكتفي بوجودها العسكري في البحر الأحمر أو المتوسط الشرقي، بل تسعى إلى «تحويل الممرات المائية إلى أدوات نفوذ إقتصادي وأمني في آنٍ واحد». ويضيف: «قبرص ليست مجرد شريك، بل غلاف حماية لوجستي للكيان، يُتيح له أن يتحرك من دون أن يواجه مباشرة ضغوط الجبهة اللبنانية أو السورية».
أما بورت فيحذر من أن هذه السياسة قد “تفتح جبهة غير متوقعة مع تركيا”، مستشهدًا بتصريحات الأميرال المتقاعد جيهات يايجي الذي إتهم إسرائيل بأنها «تمارس ما يشبه السَلَمية السياسية»، أي التوسع التدريجي بخطوات صغيرة لا تُستفزّ منها أنقرة في البداية، لكنها تُنتج في النهاية طوقًا إستراتيجيًا حولها. هذا المفهوم يعيد إلى الأذهان، كما يقول الكاتب، تجربة إسرائيل في الضفة الغربية حيث بدأ الإستيطان بالبيوت الصغيرة وإنتهى إلى واقعٍ لا يمكن التراجع عنه.
إن المقارنة بين سوريا وقبرص تكشف كيف يشتغل العقل الإستراتيجي الإسرائيلي على مبدأ "الهامش الآمن": فكما إحتاجت تل أبيب في الجنوب السوري إلى منطقة عازلة تمنع احتكاكها المباشر مع حزب الله أو القوات الإيرانية، هي تسعى اليوم إلى بناء هامش بحري عبر قبرص يُتيح لها المرونة في مواجهة أي تصعيد. ومن هنا نفهم لماذا تحولت الجزيرة إلى مسرح تدريبات مشتركة بين الجيش الإسرائيلي والحرس القبرصي، ولماذا تُتهم القواعد الإسرائيلية هناك بأنها شاركت في عمليات إستطلاع ودعم لوجستي خلال قصف غزة.
في هذا التمدد البحري الجديد، يظهر العامل الأميركي بوضوح من خلف الستار. فواشنطن، بعد فتور علاقتها مع أنقرة، وجدت في نيقوسيا قاعدة يمكن عبرها مراقبة شرق المتوسط، خصوصًا مع تقاطع مصالحها مع إسرائيل في أمن الطاقة وطرق التوريد إلى أوروبا. وهكذا تُعاد هندسة البحر نفسه: فالمياه التي كانت تفصل القارات صارت اليوم تجمع التحالفات، وكل ميناء يتحوّل إلى رأس جسر إستخباراتي أو مركز عبور للطاقة.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن وراء كل هذه التحولات قلقًا تركيًا متجذرًا. فأنقرة التي رأت في غزوها لشمال قبرص عام 1974 “عملية إنقاذ للأتراك القبارصة”، تجد نفسها اليوم محاطة بشبكة متزايدة من التحالفات البحرية المعادية. ويشير بورت إلى أن “الخطر الحقيقي لا يأتي من المدافع بل من الخرائط العقارية”، في إشارة إلى شراء الإسرائيليين نحو 25 ألف فدان في مناطق تركية–قبرصية. ويضيف: «قد تستيقظ أنقرة لتجد أن حلفاءها في نيقوسيا باتوا شركاء لخصومها في تل أبيب».
في المقابل، يبدو أن جزءًا من النخبة التركية بدأ يميل إلى مقاربة أكثر براغماتية. فإنتخاب توفان إرخورمان في شمال قبرص مثّل، كما يرى بورت، “طعنةً ناعمة في المشروع التركي القديم ذي الدولتين”، إذ إن الرجل يدعو إلى إعادة توحيد الجزيرة والإنفتاح على أوروبا، ما يعني عمليًا تآكل النفوذ التركي المباشر. هنا يتقاطع القلق السياسي مع التحولات الإقتصادية، فيتحوّل الشمال الذي كان قاعدة عسكرية إلى سوق عقارات مفتوحة أمام المال الإسرائيلي واليوناني والروسي.
في العمق، تبدو الجزيرة اليوم صورة مكبّرة لما يحدث في سوريا من جهة أخرى من المتوسط. ففي الحالتين، تتنازع القوى على "الهامش": في سوريا على هامش الجغرافيا البرية، وفي قبرص على هامش البحر. وفي الحالتين، تتدخل إسرائيل لتعيد تشكيل التوازن، مدعومة من الغرب، في مواجهة محورٍ متعدّد الأضلاع تقوده روسيا وإيران وتراقبه تركيا بعين الشك والاضطراب. هذا التشابه البنيوي يجعل من شرق المتوسط مختبرًا لمعادلات العالم الجديد، حيث تتلاقى الحروب الساخنة والباردة في نقطةٍ واحدة: من يملك السيطرة على خطوط الطاقة والممرات البحرية يملك مفاتيح السياسة الدولية.
وهكذا يصبح المشهد كما يصفه الأيوبي “مسرحًا متقاطع الطبقات”، حيث تتحرك الجيوش في الأعماق، وتتحرك الشركات على السطح، وتلتقي مصالح الأنظمة الإستبدادية والديمقراطية معًا في ظل منطق واحد: من يسيطر على البحر يسيطر على القرار. وتبقى تركيا، رغم ضجيجها، الحلقة الأضعف في هذا التوازن الجديد، لأنها لا تستطيع كسر تحالف إسرائيل مع الغرب، ولا تستطيع في الوقت نفسه التنازل عن موقعها التاريخي كقوة متوسّطية.
إن قبرص اليوم ليست جزيرة سياحية ولا مجرد ملف دبلوماسي، بل مرآة لما يمكن أن يكون عليه مستقبل الشرق الأوسط كله: تقسيمات صامتة، نفوذ يُشترى بالعقارات لا بالدبابات، وتحالفات تتغير وفق حركة النفط والغاز أكثر مما تتغير وفق العقيدة أو التاريخ. أما دمشق، التي تراقب البحر من بعيد، فتعرف أن الموج ذاته الذي يضرب شواطئها هو الموج الذي يلمس سواحل نيقوسيا، وأن من يتحكم في هذا البحر سيتحكم حتمًا في البرّ الذي خلفه.
في نهاية المطاف، يمكن القول إن “قبرص الجديدة” التي يتحدث عنها الأيوبي ليست سوى وجه آخر لـ“سوريا الجديدة” التي تتشكل قسرًا منذ عقد. فالمشروع واحد وإن إختلفت الأدوات: تمدد إسرائيلي بحري، وقلق تركي بري، وتوازن روسي–أميركي فوق الموج. هذا هو المشهد الحقيقي للمتوسط في ربيع 2025: بحرٌ يعيد رسم الخرائط كما لو كان يرسم أسطورته الأخيرة.
*****
المراجع
1. حافظ الأيوبي، قبرص.. حيفا جديدة لبحر نتنياهو، موقع The Cradle، 23 أكتوبر 2025.
2. فاليري بورت، «حرّ على جزيرة أفروديت»، موقع مؤسسة الثقافة الإستراتيجية، 24 أكتوبر 2025.
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طوفان الأقصى 752 - صحيفة ديلي ميل: من -فندق حماس- إلى نفي ال
...
-
ألكسندر دوغين - اليابان “لنا”؟ موسكو أمام فرصة لإعادة ضبط ال
...
-
طوفان الأقصى 751 - ميكو بيليد: ابن الجنرال الذي تمرّد على أس
...
-
ألكسندر دوغين - الغرب المنقسم على ذاته: بين الليبرالية العال
...
-
طوفان الأقصى 750 - روسيا وسوريا: ما هو الجديد؟
-
ألكسندر دوغين – لروسيا أهداف جديدة في العملية العسكرية الخاص
...
-
طوفان الأقصى 749 - بيني موريس والقضية الفلسطينية: من «المؤرخ
...
-
طوفان الأقصى 748 - الإعلام العربي في حرب الإبادة على غزة: حي
...
-
تشي غيفارا: الأسطورة التي لا تموت
-
طوفان الأقصى 747 - القوة الناعمة الإسرائيلية: من كيان دولة ف
...
-
ألكسندر دوغين - روسيا كانت معلّقة بخيط فوق الهاوية - بمناسبة
...
-
طوفان الأقصى 746 - زيارة الشرع إلى موسكو: بين الواقعية الروس
...
-
بعد سبعين عاماً... كواليس -الميدان الهنغاري- - كيف صُنعت إنت
...
-
طوفان الأقصى 745 - بين ميونيخ 1938 وغزة 2025 - من إسترضاء هت
...
-
ألكسندر دوغين يحذّر من الحرب الكبرى التي لا مفرّ منها - البش
...
-
طوفان الأقصى 744 - «هل هو السلام في الشرق الأوسط أم السراب؟»
...
-
ألكسندر دوغين: -بريغوجين: حقائق مجهولة عن حياة مؤسس فاغنر -
...
-
طوفان الأقصى 743 - إتفاق غزة: «زفاف بلا عروسين» أم بداية لهد
...
-
ألكسندر دوغين – ترامب: تفضلوا وحاربوا، أما أمريكا فلن تحارب.
...
-
طوفان الأقصى 742 - إتفاق غزة: الورقة الأخيرة في لعبة ترامب و
...
المزيد.....
-
رئيس شركة -إنفيديا- يوضح سبب التبرع لبناء -قاعة رقص ترامب- ف
...
-
البرازيل: مقتل 20 شخصا بينهم شرطيان وتوقيف 81 في أوسع عملية
...
-
-إذا اتحدنا كنا أقوياء-.. الرئيس الإيراني يدعو إلى إنشاء عمل
...
-
مراهقة بريطانية حامل في جورجيا تواجه السجن عامين بتهمة تهري
...
-
إسرائيل تتهم حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وتشن غارات ف
...
-
إدانات عربية لـ-انتهاكات- قوات الدعم السريع في الفاشر
-
صحيفة روسية: صواريخ كوريا الشمالية الفرط صوتية تثير مخاوف أم
...
-
خبير عسكري: تل أبيب تمهد لمرحلة -ما بين الحرب والهدنة- في غز
...
-
محللون: نتنياهو يختبر الموقف الأميركي بشن غارات على غزة
-
طموح أردوغان والصدام مع إسرائيل
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
المزيد.....
|