أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 743 - إتفاق غزة: «زفاف بلا عروسين» أم بداية لهدنة حقيقية؟














المزيد.....

طوفان الأقصى 743 - إتفاق غزة: «زفاف بلا عروسين» أم بداية لهدنة حقيقية؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

19 أكتوبر 2025

مقدمة

إستنادًا إلى مقالتين للبروفيسورة الروسية يلينا بانينا، مديرة مركز الدراسات الإستراتيجية في موسكو، نُشرتا في 9 و15 تشرين الأول/أكتوبر 2025 على صفحتها في «تيليغرام»، تتناول هذه الدراسة خلفيات ما سُمّي بـ«إتفاق غزة» الذي جرى الترويج له بإعتباره خطوة نحو السلام، بينما تراه بانينا الورقة الأخيرة في لعبة ترامب ونتنياهو لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي على حساب القضية الفلسطينية.

سلام على الورق

في نظر بانينا، ما يُسمّى «إتفاق غزة» ليس سوى مسرحية سياسية مزدوجة الأوجه.
من جهة، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إستعادة شعبيته عبر التلويح بإنجاز دبلوماسي في الشرق الأوسط؛ ومن جهة أخرى، يوظّف بنيامين نتنياهو هذا «الإتفاق الهش» لإلتقاط أنفاسه بعد عامين من الحرب والحصار على غزة، من دون أن يتنازل فعليًا عن أي من أهدافه الإستراتيجية.

تقول بانينا في إحدى مقالتيها إن «الحديث عن سلام دائم بين إسرائيل وحماس هو تضليل متعمّد»، موضحةً أن الطرفين يعلمان جيدًا أن الهدنة ليست سوى إستراحة تكتيكية قصيرة في صراعٍ مفتوح. فإسرائيل لم تغيّر عقيدتها القائمة على «تصفية حماس ككيان سياسي وميداني»، بينما تُدرك الحركة أن تل أبيب لا يمكن أن تقبل بوجودها كشريك في أي معادلة سياسية مستقبلية.

ترامب… رجل الصفقة حتى في الحرب

تضيف بانينا أن ترامب يلعب بالورقة الفلسطينية كما لو كانت آخر أوراقه الخارجية قبيل إنتخابات 2026 النصفية، محاولًا أن يُثبت أنه وحده القادر على تحقيق ما عجز عنه غيره من الرؤساء، تمامًا كما فعل حين وقّع «إتفاقات أبراهام» عام 2020.
لكن الفارق اليوم، كما تقول الباحثة الروسية، أن «الشرق الأوسط تغيّر، وإسرائيل فقدت ما تبقّى من صورتها كقوة لا تُقهر»، بينما تحوّلت غزة إلى جرح مفتوح في الوعي العالمي لا يمكن تغطيته بخطاب دبلوماسي.

نتنياهو في مأزق الوقت

وترى بانينا أن نتنياهو يدرك هشاشة وضعه الداخلي بعد الإنقسامات الحادة داخل المجتمع الإسرائيلي والإحتجاجات التي هزّت حكومته، لذلك يسعى عبر هذه المناورة إلى «تجميد الصراع من دون حلّه»، وكسب الوقت لإعادة بناء صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي والغرب.
بالنسبة له، أي هدنة مؤقتة يمكن أن تُقدَّم كـ«إنجاز دفاعي» أمام خصومه في الداخل، وكـ«خطوة إنسانية» أمام العواصم الغربية، في الوقت الذي تبقى فيه آلة الإحتلال مستعدة للإنقضاض مجددًا.

الولايات المتحدة: نيران تحت الرماد

على المستوى الدولي، ترى بانينا أن واشنطن تستخدم الملف الغزّي كأداة ضغط مزدوجة:
من جهة، تسعى إلى ضمان إستقرارٍ هش يمنع إندلاع حربٍ إقليمية جديدة تُربك خططها الإنتخابية المقبلة؛
ومن جهة أخرى، تُبقي النار تحت الرماد لتوظيفها متى إحتاجت ورقة ضغط على طهران أو موسكو أو حتى بكين.

وتحذّر الباحثة من أن «الهدنة إذا لم تُترجم إلى تسوية سياسية شاملة، فإنها ستتحوّل إلى مجرّد إستراحة محارب». وتشير إلى أن تل أبيب «لم تُوقف عملياتها الإستخبارية والعسكرية في محيط غزة، بل كثّفت التنسيق مع واشنطن لتأمين غطاءٍ سياسي لأي عودة إلى القتال».

غزة... بين فخّ الهدنة وضغط الإعمار

في المقابل، تعيش حماس تحت ضغطٍ مضاعف: بين إعادة الإعمار ومطالب الأهالي، وبين تحدّي الحفاظ على تماسكها العسكري والسياسي.
أما العواصم العربية، فتراقب الموقف بصمت ثقيل، تخشى من إنزلاق جديد لا تملك السيطرة عليه، خصوصًا مع تزايد الإنكشاف الإقليمي أمام التفاهمات الأميركية – الإسرائيلية.


خلاصة بانينا: الهدنة ليست سلامًا

تصل بانينا إلى خلاصة حاسمة: «هذا ليس إتفاق سلام، بل هدنة في حربٍ مفتوحة على إحتمالاتٍ أكثر خطورة. كل ما تغيّر هو اللغة، أما الأهداف فلم تتبدّل: ترويض غزة، وتلميع إسرائيل، وتلميع ترامب نفسه كصانع سلامٍ مزعوم».

بهذا المعنى، فإن «إتفاق غزة» لا يحمل روح أوسلو ولا طموح مدريد، بل نكهة صفقة القرن القديمة بملابس جديدة.
هو سلامٌ من ورق، مُعلَّق بين الرغبة الأميركية في التهدئة قبل بدء الحملات الإنتخابية، والواقع الإسرائيلي الذي يعيش على منطق الحرب الدائمة.
وبين هذا وذاك، تبقى غزة — كما تختم بانينا — آخر مرآةٍ تكشف عُري النظام الدولي وتناقضاته.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين – ترامب: تفضلوا وحاربوا، أما أمريكا فلن تحارب. ...
- طوفان الأقصى 742 - إتفاق غزة: الورقة الأخيرة في لعبة ترامب و ...
- ألكسندر دوغين - -تخريبٌ أم جهلٌ أم تآمر؟ المسؤولون لم ينجحوا ...
- طوفان الأقصى 741 - «الجروح لا تزال تنزف»: خلفيات خطة ترامب ل ...
- طوفان الأقصى 740 - سلام ترامب الهش: كيف تلاشت صفقة غزة بين ا ...
- طوفان الأقصى 739 - بين هدنة معلّقة ودمٍ مؤجل: قراءة في مقالي ...
- طوفان الأقصى 738 - سوزانا تكاليك متهمة بأنها مكنت إسرائيل من ...
- طوفان الأقصى الأقصى 737 - الهدنة الغامضة في غزة: حين تتحول ا ...
- طوفان الأقصى 736 - السابع من أكتوبر... اليوم الذي أعاد تشكيل ...
- طوفان الأقصى 735 - حين يطلب الجلاد التعاطف: قراءة في خطاب كي ...
- طوفان الأقصى 734 - هل الطريق إلى نوبل يمر عبر تل أبيب أو مقر ...
- طوفان الأقصى 733 - مؤشرات إقتراب الهجوم على إيران
- طوفان الأقصى 732 - اللوبي الإسرائيلي يفقد سحره في واشنطن: رس ...
- طوفان الأقصى 731 - جردة حساب بعد عامين من حرب الإبادة - الأز ...
- حين خُدع غورباتشوف: كيف كانت «وحدة ألمانيا» فخًّا إستراتيجيا ...
- طوفان الأقصى 730 - حين يتكلم الضمير الأمريكي: ساكس وميرشايمر ...
- طوفان الأقصى 729 - خطة ترامب للسلام في غزة - ورؤى روسية متبا ...
- حين بيعت جمهورية بثمن ساندويش فلافل
- طوفان الأقصى 728 - خطة ترامب لغزة: بين الوهم والواقعية... هل ...
- طوفان الأقصى 727 - من غزو العراق إلى غزة: كيف يعود -كلب بوش ...


المزيد.....




- باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
- مكالمة ترامب وبوتين.. طلب روسي محدد لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...
- الخميسات.. المحطة الأولى من جولة مبادرة “2030.. نربحو كاملين ...
- تحذير أمريكي من -انتهاك وشيك- من قبل حماس لوقف إطلاق النار ف ...
- وصول أول مهاجرين زراعيين من موريتانيا إلى إسبانيا
- هيلسنكي أول مدينة تُسجل عاما خاليا من حوادث السير
- إجراءات ومعدات مطلوبة لاستخراج الجثث في مناطق غزة
- عاجل | الخارجية القطرية: باكستان وأفغانستان تتفقان خلال جولة ...
- تظاهرات تجتاح الولايات المتحدة ضد الرئيس ترامب
- الشيباني: اتفاقيات النظام السابق مع روسيا -قيد التقييم-


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 743 - إتفاق غزة: «زفاف بلا عروسين» أم بداية لهدنة حقيقية؟