أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 727 - من غزو العراق إلى غزة: كيف يعود -كلب بوش الصغير- ليرعى الفلسطينيين














المزيد.....

طوفان الأقصى 727 - من غزو العراق إلى غزة: كيف يعود -كلب بوش الصغير- ليرعى الفلسطينيين


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

3 أكتوبر 2025

"إننا لم نكن يومًا أقرب إلى سلام حقيقي"، هكذا أعلن دونالد ترامب من على منبر البيت الأبيض بعد لقائه مع بنيامين نتنياهو، وكأن الشرق الأوسط على وشك أن يتحول فجأة إلى جنة سلام تحت رعايته. لكن خلف العبارات الطنانة، تقف خطة مثيرة للجدل قد تفتح أبوابًا جديدة للصراع أكثر مما تفتح نوافذ للأمل، كما توضح الصحفية الروسية أناستاسيا كوليكوفا في مقالها المنشور بصحيفة فزغلياد الألكترونية في30 سبتمبر 2025.

خطة ترامب: هدنة أم إنذار إستسلام؟

الخطة التي كشف عنها ترامب تتألف من 20 بندًا، تدعو إلى إنسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، إطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، وعفو عام لعناصر حماس إذا ألقوا السلاح أو غادروا غزة. أما إدارة القطاع، فلن تكون بيد الفلسطينيين أنفسهم، بل لجنة "تكنوقراطية غير سياسية" تحت إشراف مجلس دولي جديد أطلق عليه "مجلس السلام".

المفارقة أن هذا المجلس لن يرأسه سوى ترامب نفسه، وإلى جانبه توني بلير، المبعوث السابق للرباعية الدولية، والرجل الذي لا يزال إسمه مرتبطًا بحرب العراق وملف "أسلحة الدمار الشامل" المزعومة.

الخطة تتحدث عن قوات إستقرار دولية لتأمين الحدود، وإنشاء منطقة إقتصادية خاصة، لكن كل ذلك دون أي ضمانات ملزمة لإسرائيل. وهنا تكمن أولى ثغراتها الجوهرية: ماذا لو قررت تل أبيب التملص من إلتزاماتها؟

ترحيب رسمي وشكوك شعبية

نتنياهو أبدى حماسًا للخطة، معتبرًا أنها تحقق "الأهداف العسكرية لإسرائيل". أما وزراء خارجية تركيا والسعودية والأردن والإمارات ومصر وقطر وباكستان وإندونيسيا فقد أرسلوا بيانًا مشتركًا مرحبًا بالجهود الأمريكية. وحتى الكرملين أعلن دعمه لترامب في "محاولة إنهاء الحرب".

لكن خلف هذا المشهد الرسمي، يختبئ توجس واضح. حماس تدرس الخطة ولم تقل كلمتها بعد. الصحافة الغربية مثل ذا غارديان وصفت الوثيقة بأنها مجرد مسودة ضبابية لا تحمل تفاصيل عملية، فيما رأت بلومبرغ أنها أقرب إلى "إنذار نهائي" لحماس بالإستسلام، مع وعد لإسرائيل بدعم أمريكي مطلق إذا واصلت الحرب.

يوسف منير، الباحث الفلسطيني المقيم في واشنطن، ذهب أبعد من ذلك واعتبر أن "الخطة ليست سوى غطاء سياسي أمريكي لمواصلة الإبادة في غزة".

توني بلير: "كلب بوش الصغير" يعود من جديد

من بين كل الأسماء المطروحة، يظل توني بلير العنوان الأكثر إستفزازًا. الرجل الذي وصفه البريطانيون بـ"كلب بوش الصغير" بسبب إصطفافه الأعمى خلف البيت الأبيض في غزو العراق، يعود اليوم ليُكلّف بمهمة "بناء السلام" في غزة!

التقرير البريطاني الشهير "تشيلكوت" كان قد حمّل بلير مسؤولية تضليل الرأي العام وتضخيم خطر أسلحة الدمار الشامل عام 2003. واليوم، يراه محللون مجرد أداة لإعادة تدوير النفوذ البريطاني في المنطقة، ومراقبًا لمصالح الخليج تحت غطاء "المجلس الدولي للسلام".

سياسة ترامب: إنقاذ شعبية أم صناعة سلام؟

العديد من المحللين يرون أن الهدف الحقيقي للخطة ليس فلسطين ولا غزة، بل البيت الأبيض نفسه. ترامب الذي يواجه تراجعًا في شعبيته بسبب إستمرار الحرب، يريد أن يظهر بمظهر "صانع السلام" قبل إنتخابات الكونغرس. الخطة، كما وصفها الباحث الروسي مالك دوداكوف، "ليست خيالية مثل مشاريع ريفييرا ترامب، لكنها لا تزال بعيدة عن الواقعية".

خاتمة: سلام على الورق، حرب في الواقع

قد يراها البعض بداية جديدة، وقد يصفها آخرون بأنها مجرد "قناع سياسي" يجمّل وجه الإحتلال. لكن المؤكد أن إشراك شخصية مثيرة للجدل مثل بلير، وغموض الإلتزامات الإسرائيلية، يضعان علامات إستفهام أكبر من أي إجابات.

إنها خطة تبدو وكأنها كتبت لتُعلن في مؤتمر صحفي، لا لتُطبق على أرض تتنفس الدم والحصار. وبينما يتحدث ترامب عن "السلام الحقيقي"، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام مفارقة مريرة: أن يُسلَّم مصيرهم لرجل لم يغسل يديه بعد من دماء العراق، "كلب بوش الصغير" الذي يعود اليوم ليرعى غزة تحت راية السلام الأمريكي.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 726 - خطة ترامب للسلام في غزة – بين تجديد الصرا ...
- طوفان الأقصى 725 - ترامب بين النرجسية والخطر النووي - جدل حو ...
- طوفان الأقصى 724 - إسرائيل على حافة العزلة الدولية: نحو نموذ ...
- طوفان الأقصى 723 - آفي شلايم: المؤرخ الذي تخلّى عن الصهيونية ...
- طوفان الأقصى 722 - إيران–العراق: الحرب العبثية
- طوفان الأقصى 721 - نتنياهو يحرق آخر أوراق إسرائيل
- طوفان الأقصى 720 - إسرائيل بين إسبرطة وقرطاج: من حصن إلى مقب ...
- طوفان الأقصى 719 - الإعتراف الغربي بفلسطين: وردة في اليد وخن ...
- طوفان الأقصى 718 - إعلان المؤتمر اليهودي الأول لمناهضة الصهي ...
- طوفان الأقصى 717- الميثاق السعودي–الباكستاني وتحوّلات ميزان ...
- طوفان الأقصى 716 - إسرائيل وقطر: من أمن العقاب أساء الأدب
- طوفان الأقصى 715 - الفاشية التكنولوجية الإسرائيلية في القرن ...
- طوفان الأقصى 714 - إسرائيل في قفص الإتهام: كيف يُعاقب العالم ...
- هل يقصف ترامب فنزويلا؟.. حرب المخدرات كغطاء لنهب الثروات!
- طوفان الأقصى 713 - الصراع على السردية: قراءة نقدية في كتاب غ ...
- ألكسندر دوغين - الثورات الملوّنة وتطويق الهند: لعبة جيوسياسي ...
- طوفان الأقصى 712 - سقوط المسيح المزعوم: كيف يحرق نتنياهو إسر ...
- الصراع الأوكراني وإنهيار الإستراتيجيات القديمة
- طوفان الأقصى 711 - الأزمة القطرية الثانية: النار تشتعل من جد ...
- طوفان الأقصى 710 - من صبرا وشاتيلا إلى غزة: ذكرى الضحايا الم ...


المزيد.....




- ماذا قال بوتين عن نجل مسؤول بـCIA مات في أوكرانيا خلال القتا ...
- أول تعليق لأمريكا بعد اعتراض إسرائيل لـ-أسطول الصمود-
- إسرائيل تواجه إدانات دولية عقب اعتراضها -أسطول الصمود العالم ...
- بعد الاشتباه بارتباطه بـ-أسطول الظل- الروسي.. قبطان ناقلة ال ...
- ما خيارات إيران المتاحة للرد على العقوبات الأممية؟
- الاحتلال يقتل أبا وأبناءه الأربعة ويواصل استهداف المجوّعين ب ...
- فرنسا تعتقل 100 مناصر لغزة وألمانيا تحاكم أشخاصا بتهمة العما ...
- قيادي بحماس: ردنا على خطة ترامب لن يتأخر ولا نقبل التهديدات ...
- الحرب على غزة مباشر.. غارات عنيفة على القطاع وحماس تعد برد ق ...
- بعد العنف: -جيل زد- يشدد على السلمية وأخنوش يفتح باب الحوار ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 727 - من غزو العراق إلى غزة: كيف يعود -كلب بوش الصغير- ليرعى الفلسطينيين