أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - هل يقصف ترامب فنزويلا؟.. حرب المخدرات كغطاء لنهب الثروات!















المزيد.....

هل يقصف ترامب فنزويلا؟.. حرب المخدرات كغطاء لنهب الثروات!


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

19 سبتمبر 2025

في تصعيد خطير ينذر بإندلاع حرب إقليمية في حوض الكاريبي، يطرح الكاتب الروسي فلاديمير ماسلوف سؤالاً مثيراً للجدل: "ترامب سيقصف فنزويلا؟". في مقاله الذي يحمل نفس العنوان ونشر في17 أيلول/سبتمبر الجاري على منصة aftershock news، يرسم ماسلوف صورة قاتمة لسياسة الولايات المتحدة تجاه فنزويلا، معتبراً أن ما يُروج له كـ"حرب على المخدرات" ليس سوى مرحلة ساخنة من حرب هجينة تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الشرعية ونهب ثروات البلاد الطبيعية الهائلة. هذا المقال، الذي يعتمد على حقائق وتصريحات رسمية، يأتي في وقت يشهد فيه العالم توتراً متزايداً، مع إنتشار أنباء عن تدمير الجيش الأمريكي لقوارب فنزويلية في المياه الدولية، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص دون إثبات جريمتهم. هل نحن أمام بداية غزو أمريكي جديد، أم مجرد حملة دعائية إنتخابية؟ دعونا نغوص في التفاصيل من خلال تحليل مفصل، مستنداً إلى نص ماسلوف الأصلي وإقتباسات، مع دعم من تقارير دولية حديثة.

التصعيد العسكري: من تدمير القوارب إلى القصف الجوي؟
يبدأ ماسلوف مقاله بوصف الحادثة الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يقول: "أمس أعلن ترامب أن قواته العسكرية دمرت في المياه الدولية القارب الثالث الذي يحمل إرهابيي المخدرات من فنزويلا، زاعماً أنهم كانوا ينقلون مخدرات إلى الولايات المتحدة. وفقاً للبيانات المكشوفة، أسفرت الضربات عن مقتل حوالي 15 شخصاً، لم تثبت إدانتهم". هذا الإقتباس، يكشف عن إنتهاك صارخ للقانون الدولي، حيث يصف ماسلوف هذه العمليات بأنها "أعمال إغراق قوارب تحمل حمولة غير معروفة وقتل أبرياء، وهي تنتهك بشكل فاضح القانون الدولي والقوانين الأمريكية، وتمثل مثالاً آخر على الإرهاب الدولتي".

في الواقع، أكدت تقارير إعلامية حديثة هذه الأحداث. على سبيل المثال، أعلن ترامب في 15 سبتمبر 2025 عن تدمير قارب فنزويلي ثانٍ، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وصفهم بـ"إرهابيي المخدرات المؤكدين" في المياه الدولية.
كما أفادت شبكة CNN بأن الضربة وقعت أثناء نقل هؤلاء "الإرهابيين" لمخدرات قاتلة إلى الولايات المتحدة.
يشير ماسلوف إلى أن هذه العمليات جزء من حرب هجينة بدأت في 2017، بهدف "إزالة الحكومة الشرعية → إستبدالها بتابعين → الإستيلاء على الموارد الطبيعية الهائلة (النفط، الغاز، المعادن الإستراتيجية وغيرها من المعادن النادرة)". ويضيف: "بالضبط كما شن الغرب عدواناً على روسيا".

هل هذه مجرد مبالغة؟ لا، فتقارير حديثة تؤكد أن فنزويلا تمتلك أكبر إحتياطيات نفط مثبتة في العالم، تصل إلى أكثر من 300 مليار برميل، متجاوزة السعودية. كما أن لديها إحتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي (5.7 تريليون متر مكعب)، بالإضافة إلى معادن مثل الحديد، البوكسيت، النيكل، الكوبالت، الذهب، الماس، اليورانيوم، والكولتان. وفي إقتباس من ماسلوف، يستشهد بنائب رئيس "روسندر" أ. أ. جيرماكانوف: "فنزويلا تمتلك أكبر إحتياطيات نفط مثبتة في العالم (حوالي 48 مليار طن، أو أكثر من 300 مليار برميل (> 17.5% من الإحتياطيات العالمية))، متجاوزة السعودية. إحتياطيات الغاز الطبيعي كبيرة (5.7 تريليون متر مكعب)... في فنزويلا توجد رواسب صناعية، بما في ذلك كبيرة وفائقة الكبر، من المعادن الصلبة – خامات الحديد، البوكسيت، معادن التانتالوم والنيوبيوم، النيكل، الكوبالت، الذهب، الماس، اليورانيوم، الفحم، المواد الخام للأسمنت وغيرها من مواد البناء، أنواع مختلفة من المواد الخام الكيميائية والصناعية... حالياً، الاحتياطيات المحسوبة للكولومبيت معادن التانتالوم والنيوبيوم (الكولتان) وبالتالي إنتاج النيوبيوم والتانتال في فنزويلا غير موجودة، لكن الدراسات الأولية لـ INGEOMIN تظهر تركيزاً كبيراً لهذه المعادن".

الإتهامات بالمخدرات: كذبة أمريكية أم حقيقة؟
يوجه ماسلوف إنتقادًا لاذعاً لتصريحات ترامب، الذي إتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو شخصياً بإنتاج وتجارة المخدرات. في إقتباس مباشر: "في وسائل الإعلام وفي خطابه أمام الكونغرس، أعلن ترامب دون دليل أن رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يشارك شخصياً في إنتاج المخدرات، يتاجر بها ويرسلها إلى الولايات المتحدة. سابقاً كانوا يهزون أنابيب الإختبار في جلسات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (فضيحة كولن باول وكيماوي العراق)، والآن يقولون فقط ويتهمون دون دليل بـ إرهاب المخدرات ، مع إرتكاب إعدامات خارج القضاء. من الملاحظ أن ترامب في دعايته يتناقض مع نفسه ويكذب".

ويقتبس ماسلوف من خطاب ترامب أمام الكونغرس في 15 سبتمبر: "أحدد الدول التالية كدول رئيسية لعبور المخدرات أو رئيسية في إنتاج المخدرات الممنوعة: أفغانستان، جزر الباهاما، بليز، بوليفيا، بورما، الصين، كولومبيا، كوستاريكا، جمهورية الدومينيكان، الإكوادور، السلفادور، غواتيمالا، هايتي، هندوراس، الهند، جامايكا، لاوس، المكسيك، نيكاراغوا، باكستان، بنما، بيرو وفنزويلا. وفقاً للمادة 706(2)(A) من قانون مكافحة المخدرات (FRAA)، أعلن أفغانستان، بوليفيا، بورما، كولومبيا وفنزويلا دولاً لم تلتزم خلال الـ12 شهراً السابقة بإلتزاماتها بموجب الإتفاقيات الدولية لمكافحة المخدرات. دور الصين كأكبر مصدر عالمي للمواد الأولية التي تمكن الإنتاج غير القانوني للفنتانيل موثق جيداً. لفترة طويلة جداً ساهمت الصين في الإنتاج غير القانوني للفنتانيل في المكسيك ودول أخرى، تدعم تصدير المواد الأولية والشركات الصينية تبيع هذه المواد الأولية بحرية لعصابات الجريمة المعروفة. في فنزويلا، النظام الإجرامي للمتهم بتجارة المخدرات نيكولاس مادورو يقود واحدة من أكبر شبكات تجارة الكوكايين في العالم، الولايات المتحدة ستستمر في السعي لمحاسبة مادورو وأعضاء نظامه الآخرين".

لكن ماسلوف يدحض هذه الإتهامات بحقائق معروفة: "وفقاً لأحدث البيانات، في 2023 توفي في الولايات المتحدة من جرعة زائدة من الفنتانيل حوالي 70 ألف شخص، من الكوكايين - 30 ألفاً. المنتج الرئيسي للفنتانيل هو المكسيك، المواد الأولية له والمعدات - الصين. إذا كان يتم إنتاج الفنتانيل في فنزويلا، فهي كميات تافهة، حتى ترامب لا يذكرها كمصدر. وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، في فنزويلا لا يزرعون الكوكا ولا ينتجون الكوكايين؛ أعلنت المنظمة أن البلاد معتمدة كـ أرض خالية من زراعة النباتات المحتوية على المخدرات وإنتاج المخدرات . الحقول بالكوكا والكوكايين هي كولومبيا، بيرو وبوليفيا. تقريباً كل الفنتانيل والكوكايين الأجنبي يدخل الولايات المتحدة من المكسيك. فنزويلا لا تشارك في تهريب المخدرات، أو بالأحرى - دورها ضئيل".

وتدعم تقارير الأمم المتحدة لعام 2025 هذا الرأي، حيث تشير إلى أن دور فنزويلا في تجارة المخدرات هامشي، خلافاً لإدعاءات الولايات المتحدة التي تصفها بـ"دولة مخدرات رئيسية". كما أن تقرير الأمم المتحدة للمخدرات يؤكد إرتفاع العنف المرتبط بالمخدرات في بعض المناطق، لكن فنزويلا ليست مركزاً رئيسياً.

رد فعل مادورو والمخاطر المستقبلية

يختتم ماسلوف بتحذير من كارثة محتملة: "ترامب وإدارته يكذبون، فنزويلا غير متورطة في إنتاج وانتشار المخدرات. بنقل الأسطول والطيران إلى حدود فنزويلا، الأمريكيون إما يعدون لعدوان، أو يدفعون نحو إنقلاب أو يأملون في إثارة حرب أهلية وفوضى. في أقرب وقت قد تبدأ الضربات على مختبرات المخدرات ، المنشآت العسكرية والمدنية. إذا لم تؤدِ القصف إلى النتائج المرغوبة لدى واشنطن، فسيعلن ترامب إنتصارًا سريعاً ولامعاً على إرهابيي المخدرات ، كما فعل مع إيران".

ورداً على ذلك، أكد الرئيس مادورو في تصريح أمس: "اليوم نواجه تهديد حرب في حوض الكاريبي ضد فنزويلا، مع محاولة الولايات المتحدة الإستيلاء على ثرواتنا الطبيعية وتثبيت حكومة دمية". وفي سياق مشابه، إتهم مادورو الولايات المتحدة بدفع خطة حرب للسيطرة على إحتياطيات النفط والغاز والذهب.

في الختام، يقدم فلاديمير ماسلوف في مقاله تحليلاً يفضح الدوافع الحقيقية وراء التصعيد الأمريكي: ليس مكافحة المخدرات، بل الطمع في الثروات. مع إنتشار أنباء عن نشر قوات أمريكية في المنطقة، يبقى السؤال: هل سيكون القصف التالي على شواطئ كاراكاس؟ العالم ينتظر، والتاريخ يذكرنا بأن مثل هذه "الحروب الوقائية" غالباً ما تنتهي بكوارث إنسانية.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 713 - الصراع على السردية: قراءة نقدية في كتاب غ ...
- ألكسندر دوغين - الثورات الملوّنة وتطويق الهند: لعبة جيوسياسي ...
- طوفان الأقصى 712 - سقوط المسيح المزعوم: كيف يحرق نتنياهو إسر ...
- الصراع الأوكراني وإنهيار الإستراتيجيات القديمة
- طوفان الأقصى 711 - الأزمة القطرية الثانية: النار تشتعل من جد ...
- طوفان الأقصى 710 - من صبرا وشاتيلا إلى غزة: ذكرى الضحايا الم ...
- كيف صنعت الCIA إنقلاب تشيلي الدموي وصعود بينوشيه؟
- طوفان الأقصى 709 - من قتل تشارلي كيرك؟ إغتيال أيقونة اليمين ...
- 11 سبتمبر — بين الرواية الرسمية والتشكيك السياسي
- طوفان الأقصى 708 - تداعيات الضربة الإسرائيلية على قطر بين ال ...
- طوفان الأقصى 707 - الدرس القطري: -المتغطي بالأمريكان عريان-
- موسكو بين الحصار والصمود: الإقتصاد الروسي يتحدى تنبؤات الإنه ...
- طوفان الأقصى 706 - إسرائيل ترفع سقف المواجهة: من تعيين زيني ...
- طوفان الأقصى 705 - بين -الجنون الإسرائيلي- و-التواطؤ الأمريك ...
- طوفان الأقصى 704 - إسرائيل المنقسمة: من فشل «بوتقة الإنصهار» ...
- موسكو تغيّر قواعد اللعبة: من ضرب مقر الحكومة في كييف إلى إست ...
- طوفان الأقصى 703 - بين خطاب -إنهاء الحرب- وإستطلاعات -التطهي ...
- طوفان الأقصى 702 - ترامب ونتنياهو… بين أوهام السياسة ودمار غ ...
- توجيه دوغين: عصر الدول الحضارات – روسيا والصين والهند كأقطاب ...
- طوفان الأقصى 701 - فريدريك ميرتس، بين بوتين ونتنياهو: السياس ...


المزيد.....




- لماذا لا تقيم قطر علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل؟ الأنصار ...
- الشيخ موفق طريف في بلا قيود: للأسف لا توجد نوايا حسنة حتى ا ...
- اُتهمت بسرقة التبرعات.. مؤثرة فلسطينية تواجه انتقادات بعد مغ ...
- إسبانيا وإسرائيل..تحالفات تتصدع ومصالح تتشابك بسبب حرب غزة
- -ما وراء الخبر- يتناول رفض مجلس الأمن تمديد رفع العقوبات عن ...
- مالي تلجأ إلى محكمة العدل الدولية والجزائر ترد
- مباحثات -مثمرة- بين ترامب والرئيس الصيني
- كيف تحل الخلافات بين الأطفال على طريقة -ميمامورو- اليابانية؟ ...
- ماذا بعد رفض تمديد رفع العقوبات عن إيران؟ محللون يجيبون
- نازحو غزة على شاطئ الموت.. بين البحر وقسوة الحرب


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - هل يقصف ترامب فنزويلا؟.. حرب المخدرات كغطاء لنهب الثروات!