أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - 11 سبتمبر — بين الرواية الرسمية والتشكيك السياسي














المزيد.....

11 سبتمبر — بين الرواية الرسمية والتشكيك السياسي


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعداد وتحليل د. زياد الزبيدي

14 سبتمبر 2025

منذ صباح الحادي عشر من سبتمبر 2001، حين إصطدمت الطائرات المدنية ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون في واشنطن، والعالم يعيش في ظل سرديتين متعارضتين: الرواية الرسمية الأميركية التي قدّمت ما جرى بإعتباره «هجومًا إرهابيًا نفذته القاعدة» من جهة، وتيارات التشكيك والنقد التي رأت في الحدث نقطة إنعطاف مدروسة أستُغِلّت لتبرير الحروب وإعادة تشكيل النظام الدولي من جهة أخرى.
لقد أُنتجت آلاف الدراسات والمقالات والتقارير حول هذا الحدث، وتباينت المقاربات بين التفسير الأمني والتأويل السياسي والقراءة الجيوستراتيجية. وبات «11 سبتمبر» أشبه بعدسة تاريخية يرى من خلالها كل باحث مسارات القوة الأميركية وصراعاتها الداخلية والخارجية.

الباب الأول: الرواية الرسمية

تقوم الرواية الرسمية على عناصر ثابتة:
1. أن 19 شخصًا ينتمون إلى تنظيم القاعدة إختطفوا 4 طائرات مدنية.
2. أن إثنتين ضربتا برجي مركز التجارة العالمي، وثالثة إصطدمت بمبنى البنتاغون، فيما سقطت الرابعة في بنسلفانيا.
3. أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن خطط للعملية ردًا على السياسات الأميركية في الشرق الأوسط.
وقد صاغت لجنة التحقيق الأميركية (2004) تقريرًا من آلاف الصفحات ركّز على إخفاقات إستخباراتية وبيروقراطية سهّلت تنفيذ العملية.
الصحفي الأميركي توماس كين، الرئيس المشارك للجنة التحقيق، قال: *«لقد كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر صدمة كشفت عيوب نظام الأمن القومي الأميركي، أكثر مما كانت نجاحًا بارعًا لشبكة سرية».
لكن هذه الرواية لم تُنهِ الجدل، بل فتحت الباب أمام موجات من التشكيك.


الباب الثاني: التيارات النقدية والتشكيك

1. المدرسة التقنية – إنهيار الأبراج

أثار إنهيار برجي مركز التجارة العالمي والبرج السابع (WTC7) تساؤلات هندسية. فقد كتب المهندس الأميركي ريتشارد غيج، مؤسس جمعية "مهندسون ومعماريون من أجل الحقيقة حول 11 سبتمبر"، أن: *«سقوط البرج السابع لم يكن نتيجة حريق مكتبي محدود، بل يُشبه الإنهيار المتعمد في عمليات الهدم بالمتفجرات».

2. المدرسة السياسية – "الحرب على الإرهاب"

يرى العديد من المحللين أن الإدارة الأميركية إستغلت الحدث لتبرير غزو أفغانستان (2001) والعراق (2003). المؤرخ الروسي ألكسندر دوغين كتب: «لقد كان 11 سبتمبر ذريعة إستخدمتها واشنطن لبسط هيمنتها تحت شعار محاربة الإرهاب، لكنها في الحقيقة كانت حربًا على منافسيها الجيوسياسيين».

3. المدرسة الإستخباراتية – "المعرفة المسبقة"

بعض الدراسات الغربية تحدّثت عن تقارير إستخباراتية سابقة للهجوم. الباحث الفرنسي تيري ميسان نشر كتابه الشهير "الخديعة الكبرى" (2002) الذي إعتبر فيه أن: «ما جرى لم يكن كما قيل لنا: الطائرة لم تصدم البنتاغون، بل ثمة سيناريو أكثر تعقيدًا».

الباب الثالث: البعد السياسي والإستراتيجي

1. الداخل الأميركي

إستفاد الرئيس جورج بوش الابن من توحّد الرأي العام حوله، وأُقرّ قانون "باتريوت" (Patriot Act) الذي منح السلطات صلاحيات إستثنائية في المراقبة والإعتقال. الصحفية الأميركية ناعومي كلاين كتبت في هذا السياق: «لقد تحولت الصدمة إلى أداة سياسية، حيث أستُخدمت لإعادة هندسة علاقة المواطن بالدولة».

2. الخارج والحروب

وفّرت أحداث سبتمبر غطاءً لغزو أفغانستان، ولاحقًا العراق، ضمن مشروع "الشرق الأوسط الكبير". الباحث العربي محمد حسنين هيكل وصف الأمر بقوله: «لقد كان الحادي عشر من سبتمبر بمثابة جواز مرور إلى كابول وبغداد، وإلى كل مكان تريد الولايات المتحدة أن تفرض فيه هيمنتها».

3. أمن الطاقة والهيمنة

يذهب بعض المحللين إلى أن التحكم بمصادر الطاقة كان حاضرًا بقوة في إستراتيجية ما بعد سبتمبر. كتب الباحث الروسي إيغور بانارين: «إن الهجوم وفّر للإدارة الأميركية مبررًا لإعادة الإنتشار في آسيا الوسطى الغنية بالغاز والنفط».


الباب الرابع: الأبعاد الجيوسياسية والإنعكاسات العالمية

1. أوروبا والأطلسي

دفعت الهجمات حلف الناتو إلى تفعيل المادة الخامسة لأول مرة في تاريخه، معلنًا أن الهجوم على أميركا هو هجوم على الجميع. الباحث الألماني يورغن إلساسر إعتبر أن: «11 سبتمبر شكّل لحظة إعادة إصطفاف إستراتيجي في أوروبا، حيث خضعت العواصم الكبرى للإيقاع الأميركي».

2. العالم العربي والإسلامي

تمّت شيطنة الحركات الإسلامية، وارتبط الإسلام في الوعي الغربي بالإرهاب. الصحفي البريطاني روبرت فيسك كتب: «لقد كان المسلمون هم الضحايا مرتين: مرة في نيويورك، ومرة في كابول وبغداد».

3. روسيا والصين

تعاملت موسكو وبكين مع الحدث كفرصة لتعزيز قبضتهما الداخلية. المفكر الروسي سيرغي كاراغانوف قال: «لقد سمح 11 سبتمبر لروسيا بتبرير حربها في الشيشان بإعتبارها جزءًا من الحرب العالمية على الإرهاب".

الخاتمة

إن الحادي عشر من سبتمبر لم يكن مجرد «هجوم إرهابي»، بل تحوّل إلى نقطة إنعطاف كبرى في النظام الدولي. فالرواية الرسمية الأميركية قدمت تفسيرًا متماسكًا شكليًا، لكن تيارات التشكيك كشفت ثغرات جدّية في هذه السردية، وأبرزت الأبعاد السياسية الكامنة خلفها.
اليوم، بعد أكثر من عقدين، يبقى 11 سبتمبر مثالًا على كيفية صناعة «الرواية» في السياسة العالمية، وكيف يمكن لحدث واحد أن يعاد إنتاجه كأداة للهيمنة وإعادة تشكيل خرائط العالم.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 708 - تداعيات الضربة الإسرائيلية على قطر بين ال ...
- طوفان الأقصى 707 - الدرس القطري: -المتغطي بالأمريكان عريان-
- موسكو بين الحصار والصمود: الإقتصاد الروسي يتحدى تنبؤات الإنه ...
- طوفان الأقصى 706 - إسرائيل ترفع سقف المواجهة: من تعيين زيني ...
- طوفان الأقصى 705 - بين -الجنون الإسرائيلي- و-التواطؤ الأمريك ...
- طوفان الأقصى 704 - إسرائيل المنقسمة: من فشل «بوتقة الإنصهار» ...
- موسكو تغيّر قواعد اللعبة: من ضرب مقر الحكومة في كييف إلى إست ...
- طوفان الأقصى 703 - بين خطاب -إنهاء الحرب- وإستطلاعات -التطهي ...
- طوفان الأقصى 702 - ترامب ونتنياهو… بين أوهام السياسة ودمار غ ...
- توجيه دوغين: عصر الدول الحضارات – روسيا والصين والهند كأقطاب ...
- طوفان الأقصى 701 - فريدريك ميرتس، بين بوتين ونتنياهو: السياس ...
- طوفان الأقصى 700 - التأثير الإسرائيلي على الولايات المتحدة - ...
- طوفان الأقصى 699 - «إسرائيل: وحش فرانكشتاين؟». من الرمز الأد ...
- طوفان الأقصى 698 - إسرائيل كقاعدة للإمبريالية وليس وطنا آمنا ...
- طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: ق ...
- طوفان الأقصى 696 - إغتيال الكونت برنادوت: الرصاصات التي أسست ...
- لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة
- طوفان الأقصى 695 - حرب الإستنزاف في غزة وتحوّلات المشروع الإ ...
- طوفان الأقصى 694 - غزة تمزّق «الميركافا»: حين تحوّلت أسطورة ...
- وزارة الخارجية الروسية تدين التصريحات -المشينة والصارخة- من ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء القطري: الهجوم الإسرائيلي لن يوقف جهودنا للوساط ...
- خرافات وحقائق حول رائحة الفم الكريهة
- حرب -لا رابح- فيها.. أوروبا تتوحد ضد سياسة ترامب الجمركية
- من مصر إلى ألمانيا..كوكولا وماكدونالدز وأخواتها تُعيد تعريف ...
- أجزاء من -القنبلة الذرية- في طعامك ومطبخك .. قد تكون قاتلة! ...
- إيقاف سباق إسبانيا للدراجات في مدريد نهائيا إثر اشتباكات بين ...
- آلاف الفنزويليين يلبون دعوة مادورو للتدرب على السلاح استعداد ...
- %93 من الطيارين الألمان يأخذون -قيلولة- أثناء الرحلات.. هل م ...
- تحكمك الزائد قد يدمره.. ابنك ليس صدى أحلامك المؤجلة
- فيضانات جنوب السودان تُشرد الآلاف وتحذير أممي من تفاقم الأزم ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - 11 سبتمبر — بين الرواية الرسمية والتشكيك السياسي