أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 700 - التأثير الإسرائيلي على الولايات المتحدة - دراسة تحليلية في جدلية النفوذ والهيمنة














المزيد.....

طوفان الأقصى 700 - التأثير الإسرائيلي على الولايات المتحدة - دراسة تحليلية في جدلية النفوذ والهيمنة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

6 سبتمبر 2025

تُعَدّ العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل واحدة من أكثر العلاقات السياسية إثارةً للجدل في التاريخ الحديث. فما يراه البعض تحالفًا إستراتيجيًا قائمًا على المصالح المشتركة، يراه آخرون خضوعًا أمريكيًا طويل الأمد لإملاءات طرف أصغر حجمًا وأضعف قدرات، لكنه إستطاع بناء منظومة نفوذ غير مسبوقة داخل مؤسسات القوة الأمريكية. المقال الأخير للكاتب والباحث السياسي الروسي فلاديمير كاراسيوف (3 أيلول/سبتمبر 2025 على موقع news front) يذهب أبعد من ذلك، حيث يعتبر أن إسرائيل نجحت عبر حزب «الليكود» واللوبي الصهيوني في إختطاف القرار الأمريكي لعقود طويلة، مما جعل تأثيرها على واشنطن هو الأطول والأكثر رسوخًا في تاريخ الولايات المتحدة.

أولاً: جذور النفوذ الإسرائيلي في واشنطن

التحالف منذ 1948: منذ الإعتراف الأمريكي المبكر بقيام دولة إسرائيل، بدأت عملية بناء النفوذ الإسرائيلي داخل المؤسسات الأمريكية، عبر بوابة "القيم المشتركة" و"الديمقراطية في الشرق الأوسط".
•نقطة التحول بعد 1967: بعد حرب حزيران/يونيو، برزت إسرائيل كـ"أصل استراتيجي" للولايات المتحدة في مواجهة الإتحاد السوفياتي وحركات التحرر العربي، فإزدادت المساعدات العسكرية والإقتصادية، وبدأ التغلغل في مؤسسات القرار الأمريكية يتعمق.
اللوبي المنظم: ظهرت منظمات مثل اللجنة الأمريكية–الإسرائيلية للشؤون العامة (AIPAC) كأداة ضغط قوية على الكونغرس، مكرِّسة نفوذًا غير مسبوق لدولة أجنبية في السياسة الداخلية الأمريكية.

ثانياً: الأبعاد الأيديولوجية للنظام المؤثر

وفق كاراسيوف، لم يكن النفوذ الإسرائيلي مجرد "ضغط سياسي"، بل إرتبط ببنية أيديولوجية عميقة:
1. تيار المحافظين الجدد: ظهر مع شخصيات مثل ريتشارد بيرل وبول وولفويتز، الذين إعتبروا أمن إسرائيل جزءًا من "المهمة العالمية" لأمريكا في فرض الهيمنة الليبرالية.
2. التيار المسيحي–الصهيوني: الذي يجد في نبوءات العهد القديم أساسًا لمشروع "إسرائيل الكبرى"، وقد بلغ تأثيره الذروة مع إدارة دونالد ترامب وإرتباطها بالإنجيليين.
3. اللوبي المالي والإعلامي: الذي عزز الدعم السياسي عبر تمويل الحملات الإنتخابية، والتأثير على الرأي العام، وقوننة تجريم إنتقاد إسرائيل بإعتباره "معاداة للسامية".

ثالثاً: "إسرائيل الكبرى" ورؤية الليكود

يعتبر كاراسيوف أن جوهر الإستراتيجية الإسرائيلية يتمثل في مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي لا يقف عند حدود السيطرة على فلسطين التاريخية بل يمتد إلى إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة.
حزب الليكود، الذي يهيمن على السياسة الإسرائيلية منذ نحو نصف قرن، جسّد هذا المشروع في صورة "سلسلة طويلة" من الحروب المستمرة، وتسويق هذه الحروب في واشنطن كجزء من "الحرب على الإرهاب".
المفارقة أن هذه السردية أصبحت مقبولة لدى قطاعات من النخبة الأمريكية، حتى ولو تعارضت مع المصالح القومية الأمريكية ذاتها.

رابعاً: أثر النفوذ على الداخل الأمريكي

•التضييق على الحريات: يشير الكاتب إلى أن النقد الموجَّه لإسرائيل داخل الولايات المتحدة بات يُلاحَق قانونيًا أو يُشوَّه بتهمة "معاداة السامية"، ما يهدد جوهر التعديل الأول في الدستور الأمريكي.
•إزدواجية الهوية: يجري تصوير الهوية الأمريكية وفق "قالب إسرائيلي"، حيث تتحول القيم والمصالح الأمريكية لتتماهى مع المشروع الصهيوني.
•تراجع الإجماع الداخلي: إستطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أن أغلبية الأمريكيين – بمن فيهم يهود الولايات المتحدة – يعارضون الحرب الإسرائيلية في غزة، مما يعكس فجوة بين الرأي العام والسياسات الرسمية الخاضعة للوبي الإسرائيلي.

خامساً: الرأي والرأي المقابل

يرى مؤيدو طرح كاراسيوف أن النفوذ الإسرائيلي تجاوز الحدود التقليدية للعلاقات بين دولتين، ليصل إلى مستوى من التبعية، معتبرين القوانين التي تجرّم مقاطعة إسرائيل أو إنتقادها دليلاً على إختراق خطير للسيادة الأمريكية. كما يحذرون من أن مشروع "إسرائيل الكبرى" يهدد الإستقرار العالمي، بتوريط واشنطن في صراعات لا تنتهي.
في المقابل، يرى أنصار إسرائيل أن العلاقة بين البلدين تمثل تحالفًا إستراتيجيًا يخدم مصالح الطرفين: إسرائيل توفر قاعدة متقدمة في الشرق الأوسط، وأمريكا تضمن بقاء حليفها الأقوى. ويجد هؤلاء مبرر الدعم الأمريكي في القيم الديمقراطية المشتركة والأمن المشترك ضد الإرهاب، مؤكدين أن اللوبي الإسرائيلي لا يختلف عن جماعات ضغط أخرى، وإن كان أكثر تنظيمًا وفاعلية.

سادساً: ماذا عن المستقبل؟

على المدى القريب: سيبقى النفوذ الإسرائيلي قويًا في إدارة ترامب الثانية بدعم من الجمهوريين والإنجيليين.
وعلى المدى المتوسط يتوقع تصاعد المعارضة الشعبية الأمريكية مما قد يدفع نحو تراجع هذا النفوذ، خصوصًا مع تنامي الحركة الطلابية وحركات المقاطعة (BDS).
أما على المدى البعيد فالخطر الأكبر يكمن في إحتمال تقويض الديمقراطية الأمريكية نفسها عبر توظيف "قوانين مكافحة معاداة السامية" لقمع حرية التعبير.

خاتمة

يمكن القول إن النفوذ الإسرائيلي في الولايات المتحدة، كما يصفه كاراسيوف، ليس مجرد ظاهرة عابرة بل منظومة ممتدة منذ ثمانين عامًا، تداخلت فيها الأبعاد الأيديولوجية والدينية والمالية لتخلق علاقة غير متوازنة. فبينما ترى واشنطن نفسها "قائدة للعالم الحر"، تكشف هذه العلاقة عن حدود سيادتها أمام لوبي أجنبي شديد التنظيم. التحدي المطروح اليوم أمام الأمريكيين هو: هل سيبقى قرارهم الوطني مرتهنًا بمشروع "إسرائيل الكبرى"، أم أن التحولات الداخلية ستعيد صياغة العلاقة على أسس أكثر توازنًا؟



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 699 - «إسرائيل: وحش فرانكشتاين؟». من الرمز الأد ...
- طوفان الأقصى 698 - إسرائيل كقاعدة للإمبريالية وليس وطنا آمنا ...
- طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: ق ...
- طوفان الأقصى 696 - إغتيال الكونت برنادوت: الرصاصات التي أسست ...
- لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة
- طوفان الأقصى 695 - حرب الإستنزاف في غزة وتحوّلات المشروع الإ ...
- طوفان الأقصى 694 - غزة تمزّق «الميركافا»: حين تحوّلت أسطورة ...
- وزارة الخارجية الروسية تدين التصريحات -المشينة والصارخة- من ...
- طوفان الأقصى 693 - غزة بين «عجلات جِدعون» ومشاريع التهجير
- طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح ...
- طوفان الأقصى 691 - إسرائيل تفتح «أبواب الجحيم» في غزة
- ألكسندر دوغين - ترامب الذي صنع التعددية رغمًا عنه: حين يسخر ...
- طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعب ...
- طوفان الأقصى 689 - لماذا تبدو الحرب الثانية بين إسرائيل وإير ...
- من يزعج الدب في عرينه؟
- طوفان الأقصى 688 - التحولات في صورة إسرائيل عالميًا - في ضوء ...
- ألكسندر دوغين - نجاح ألاسكا… لكن ماذا بعد؟ (برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل
- طوفان الأقصى 686 - قمة ألاسكا والشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل الن ...


المزيد.....




- رئيس وزراء السنغال يعتذر عن عدم تلبية أول دعوة رسمية لزيارة ...
- فريق إغاثي يصل قرية سودانية منكوبة على ظهر الحمير
- فيديو.. حماس تضع رهينتين في سيارة وتجوب بهما شوارع مدينة غزة ...
- القوات الروسية تسيطر على بلدتين جديدتين في دونيتسك
- لبنان.. انتشار للجيش ولافتات -دعم- قبيل بحث خطة -نزع السلاح- ...
- الضربات التوراتية العشر.. رموز دينية تهيمن على جيش إسرائيل
- كاتس يعلن -فتح باب الجحيم- في غزة وتدمير برج شاهق
- إسرائيل تعلن اغتيال قيادي في -قسم المالية- بحركة حماس
- فيديو.. لحظة قصف برج المشتهى الشاهق في غزة
- بعد هجوم القارب.. أميركا تنشر 10 مقاتلات إف-35 قرب الكاريبي ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 700 - التأثير الإسرائيلي على الولايات المتحدة - دراسة تحليلية في جدلية النفوذ والهيمنة