أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعبة جديدة في غزة















المزيد.....

طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعبة جديدة في غزة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

27 أغسطس 2025

مقدمة: حرب بلا نهاية وصدى عالمي متصاعد

يكتب المستشرق الروسي كيريل سيميونوف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط وأنشطة الحركات الإسلامية والمنظمات الإرهابية في 12 آب/أغسطس الحالي على موقع وكالة Regnum للأنباء، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة لم يأتِ كنتيجة عسكرية بحتة، بل كذروة لمسار سياسي مأزوم وتوازنات داخلية مرتبكة.
القرار فجّر موجة غير مسبوقة من الإدانات الدولية، حتى من شركاء تاريخيين لإسرائيل، وفتح الباب أمام مشهد جيوسياسي يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط.

وكما يعلّق أحد الدبلوماسيين الروس: «أفعال القيادة الإسرائيلية تمثل إنتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي، وتُظهر ازدراءً سافرًا ليس فقط لقرارات مجلس الأمن، بل أيضًا لمطالب المجتمع الدولي» (دميتري بوليانسكي، نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة).

أوروبا تكسر المحرّمات: من الهمس الدبلوماسي إلى المقاطعة العلنية

لعلّ أبرز ما يميز المشهد الجديد هو الموقف الأوروبي:

•ألمانيا، التي طالما تجنبت الضغط المباشر على إسرائيل لأسباب تاريخية، فرضت حظرًا على تصدير الأسلحة إلى تل أبيب، في خطوة وُصفت بأنها "تحطيمٌ للتابوه السياسي".

•وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو صرّح لصحيفة لا ستامبا: «ما يجري في غزة ليس عملية عسكرية بأضرار جانبية، بل إنكار صريح للقانون وللقيم الأساسية لحضارتنا».

هذه اللغة العلنية من برلين وروما، ومعها مواقف مشابهة من عواصم أوروبية أخرى، جعلت إسرائيل أقرب إلى عزلة دولية متسارعة.

داخل إسرائيل: الشارع يشتعل والأسرى في قلب الأزمة

بينما يسوّق نتنياهو خطته بإعتبارها السبيل لـ«تحرير خمسين أسيرًا» ما زالوا لدى حركة حماس، يرى أهالي الأسرى العكس تمامًا.
«منتدى العائلات» أصدر بيانًا قاطعًا: «توسيع العمليات العسكرية سيقضي على الأسرى ويؤدي إلى سقوط المزيد من الجنود».

الآلاف نزلوا إلى شوارع تل أبيب والقدس وحيفا، في أكبر موجة إحتجاجات منذ أشهر، حيث امتزج الغضب الشعبي بخوف عميق من أن تكون أرواح الأسرى ثمناً لمساومات نتنياهو مع اليمين المتطرف.

نتنياهو رهينة التحالف اليميني: "إما غزة أو السجن"

قرار التوسع العسكري لم يكن فقط خيارًا إستراتيجيًا، بل أيضًا خيار حياة أو موت سياسي لنتنياهو.

•الوزير المتطرف إيتمار بن غفير يطالب بـ«غزة كاملة، تهجير الفلسطينيين واستيطانها».

•وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يرفض حتى خطة الإحتلال العسكري وحده، معتبراً أنها "نصف حل".
«إسرائيل لن تتراجع عن الأراضي التي إحتلتها حتى مقابل إطلاق سراح الأسرى» (سموتريتش، مايو/أيار 2025).
بهذا المعنى، وجد نتنياهو نفسه أمام معادلة:
إما مجاراة حلفائه المتطرفين أو إنهيار الحكومة وفتح باب السجن أمامه على خلفية قضايا الفساد.

خطة الخمسة أشهر والخمسة مبادئ: إخراج الفلسطينيين من المعادلة

العملية الجديدة بُنيت على خطة من خمسة مراحل تشمل:
1. تهجير مليون من سكان مدينة غزة نحو مناطق مكتظة أصلًا كـ«المواسي».

2. السيطرة العسكرية على آخر معاقل حماس.

3. فرض «إدارة مدنية بديلة» لا تضم حماس ولا السلطة الفلسطينية.

أما «المبادئ الخمسة» التي أعلنها نتنياهو فتشمل:

•نزع سلاح حماس.

•إطلاق سراح الأسرى.

•بقاء السيطرة الأمنية بيد إسرائيل.

•إستبعاد السلطة الفلسطينية من أي إدارة مستقبلية.

•البحث عن "قوى عربية بديلة" لتسيير شؤون القطاع.

لكن الأردن ومصر رفضتا الدخول «على ظهر الدبابات الإسرائيلية»، فيما إعتبرت السعودية أي تسوية من دون دولة فلسطينية «غير مقبولة».

المقاومة أقوى بعد 22 شهرًا من الحرب

على خلاف رواية إسرائيل الرسمية، يوضح الخبير الفلسطيني محمد: أبو عرقوب: «بعد 22 شهرًا من حرب وحشية غير مسبوقة، إرتفع عدد مقاتلي حماس إلى 40 ألفًا بدلًا من 25 ألفًا في البداية».

الفصائل تعمل عبر مجموعات صغيرة متحركة، تهاجم بالكمائن وتوثّق عملياتها بالصوت والصورة، ما يجعل الجيش الإسرائيلي في مأزق مستمر.

حتى القادة العسكريون الإسرائيليون يحذّرون:

•إيال زمير، رئيس الأركان: «الإحتلال قد يتحول إلى فخ قاتل».

•يوم-طوف سامية، قائد المنطقة الجنوبية سابقًا: «الحكومة تعمل ضد مفهوم الأمن القومي».

كارثة إنسانية: التهجير كأداة حرب

الأمم المتحدة قدّرت في نهاية 2024 أن 80% من سكان غزة (1.9 مليون إنسان) نزحوا داخليًا.
عدد القتلى الفلسطينيين يقترب من 70 ألفًا، بينهم مئات قضوا جوعًا.
«كل مرة يُطلب من السكان الإنتقال إلى ما يسمى مناطق آمنة، تُقصف خيامهم ويُحاصرون بالمجاعة… الهدف هو دفعهم إلى ما يُسمى الهجرة الطوعية».

أمام هذا الواقع، يردّد الغزيون: «نفضل أن نموت في بيوتنا على أن نموت في الخيام».

الفشل الاستراتيجي: من القضاء على حماس إلى تكريسها رمزًا

الخلاصة التي يقدمها سيميونوف واضحة:

•الإحتلال لن يقضي على حماس كأيديولوجيا، بل سيمنحها مزيدًا من الشرعية كرمز مقاومة.

•إستمرار الكارثة الإنسانية يفتح الباب أمام صعود راديكالية جديدة في المستقبل.

•إسرائيل تُدفع نحو عزلة دولية خانقة، مع توجه دول غربية للإعتراف بدولة فلسطين.

كما حذّر الرئيس السابق للشاباك عامي أيالون: «يمكن هزيمة حماس كتنظيم عسكري، لكن كفكرة ستزداد قوة. السبيل الوحيد للإنتصار هو أن نمنح الفلسطينيين مستقبلًا أفضل».

خاتمة: غزة بين الإحتلال والإبادة

في النهاية، يظهر أن لعبة نتنياهو الجديدة في غزة ليست سوى مقامرة خطيرة:

•على الأرض، هي تهجير وتجويع وقتل.

•سياسيًا، هي محاولة للهروب من أزماته الداخلية عبر الإرتماء في أحضان اليمين المتطرف.

•إستراتيجيًا، هي وصفة لتحويل إسرائيل من "قوة إقليمية" إلى "دولة منبوذة"، بينما تتحول حماس من هدف للتصفية إلى رمز خالد للمقاومة الفلسطينية.
«ما تبقى بعد الاحتلال هو الجوع والقتل الجماعي… أسوأ من الإحتلال، لا شيء سوى الإبادة».



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 689 - لماذا تبدو الحرب الثانية بين إسرائيل وإير ...
- من يزعج الدب في عرينه؟
- طوفان الأقصى 688 - التحولات في صورة إسرائيل عالميًا - في ضوء ...
- ألكسندر دوغين - نجاح ألاسكا… لكن ماذا بعد؟ (برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل
- طوفان الأقصى 686 - قمة ألاسكا والشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل الن ...
- طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله
- مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي - المقاربة الروسية لأزمة أ ...
- طوفان الأقصى 684 - إنقاذ نتنياهو بين وهم -ما بعد الحداثة- وا ...
- قمة ألاسكا وتحوّلات الخطاب الروسي: قراءة في ثلاثة مقالات لأل ...
- طوفان الأقصى 683 - بين خيار الإبادة وخيار الإحتلال – قراءة ف ...
- طوفان الأقصى 682 - لاهوت الإبادة في الفكر الصهيوني: قراءة تح ...
- الإنهيار المعنوي للجيش الأوكراني: من الخنادق الفارغة إلى الإ ...
- طوفان الأقصى 681 - تفكك الإجماع اليهودي العالمي حول إسرائيل
- «العقيدة الترامبية الجديدة» - بين الإنعزال والضربات السريعة ...
- طوفان الأقصى 680 - مشروع «إسرائيل الكبرى»: مخاطره الجيوسياسي ...
- «تحدّي ألاسكا»: قراءة تحليلية في أطروحة ألكسندر ياكوفينكو حو ...
- طوفان الأقصى 679 - من النيل إلى الفرات - الحلم الذي لم يمت: ...
- ألكسندر دوغين - أنكوراج** - توازن دقيق على حافة الهاوية (برن ...


المزيد.....




- -توبيخ في القصر -..توماس باراك يثير استياء الصحفيين في لبنان ...
- بريطانيا تقرر محاكمة 67 من المحتجين على الإبادة الإسرائيلية ...
- حكومة غزة تفند رواية الاحتلال بشأن مجزرة الصحفيين
- شاهد.. أسباب تألق مدغشقر وتأهلها لنهائي الشان
- جنرال إسرائيلي متقاعد: نتنياهو يعرف إستراتيجية واحدة هي الهر ...
- 10 مشتتات في الغرفة تسرق راحتك.. تجنبها لنوم أفضل
- ما أسباب المخاوف من اندلاع حرب جديدة في تيغراي؟
- غياب الرئيس الليبيري عن يوم العلم الوطني يقلق الأوساط السياس ...
- الغابون تسعى إلى الخروج من أزمة الكهرباء؟
- الحرب على غزة مباشر.. أكثر من 50 شهيدا بالقطاع وعشرات الجرحى ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعبة جديدة في غزة