أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله














المزيد.....

طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

22 أغسطس 2025

المقدمة

تمثل مقالة الكاتبة والناشطة السياسية الأسترالية كيتلين جونستون بعنوان «الصهيونية هي ما تفعله» (21 أغسطس 2025) صياغة نقدية مباشرة لمفهوم الصهيونية من زاوية واقعية–عملية، بعيداً عن الادعاءات النظرية التي يحاول أنصار إسرائيل الترويج لها. إذ ترى جونستون أن الصهيونية ليست مجرد "فكرة تقرير المصير لليهود"، وإنما هي مجموع الأفعال التي تمارسها إسرائيل على الأرض: إبادة جماعية، تطهير عرقي، فصل عنصري، وعنف مستمر.

أولاً: تفكيك خطاب أنصار إسرائيل

يبدأ المقال بالرد على الحجة الشائعة التي يكررها أنصار إسرائيل: «الصهيونية تعني فقط تقرير المصير لليهود! إذا كنت ضد الصهيونية فأنت ضد اليهود!».
ترى جونستون أن هذا الزعم باطل، إذ تقول: «الصهيونية تعني بالضبط ما نراه اليوم أمامنا: الإبادة الجماعية، التطهير العرقي، الفصل العنصري، والعنف والإساءة المستمرة. هذا هو معنى الصهيونية. ومعارضة الصهيونية تعني معارضة هذه الأمور».

وبذلك تقلب الكاتبة الطرح الصهيوني رأساً على عقب: فبدلاً من أن تكون معاداة الصهيونية مرادفة لمعاداة اليهودية، تصبح معارضة الصهيونية واجباً أخلاقياً لأنها معارضة للإبادة والتطهير والفصل العنصري.

ثانياً: المقارنة بالنازية والتجربة على أرض الواقع

تستخدم جونستون أسلوب المقارنة التاريخية مع النازية لتأكيد أن التجربة العملية تحسم النقاش النظري: «محاولة القول إن الصهيونية لا تعني الإبادة الجماعية، التطهير العرقي، الفصل العنصري، والعنف والإساءة المستمرة هي تمامًا مثل محاولة القول إن النازية لا تعني كل الأشياء التي حدثت عندما طُبِّقَت التجربة النازية».

وهذا يعني أن النصوص المؤسسة أو الادعاءات النظرية (سواء في الصهيونية أو النازية) لا تعني شيئاً أمام الواقع العملي للتجربة. فإذا كانت النازية قد كشفت حقيقتها عبر أفعالها في الحرب العالمية الثانية، فإن الصهيونية بدورها تكشف حقيقتها اليوم عبر ما يحدث في فلسطين.

ثالثاً: سقوط الأسطورة الليبرالية الغربية

ترى الكاتبة أن إسرائيل كانت قادرة – لو أرادت – على المحافظة على دعم الليبراليين الغربيين عبر تقديم مجرد "عذر" أو تغطية دعائية، إذ تقول:
«كل ما كان على إسرائيل فعله هو إعطاؤهم شيئًا، أي شيء، وسيظلون يعتقدون أن إسرائيل هي أعظم شيء في العالم. كانوا بحاجة إلى عذر — حتى ولو كان عذرًا ضئيلًا جدًا».

لكنها فشلت في ذلك، لأن بنيتها الأيديولوجية لا تسمح بالتخلي عن جوهرها: «كانت الإبادة الجماعية، العنصرية، الفصل العنصري، التطهير العرقي، والتوسعية أهم من أن تتخلى عنها أيديولوجيتها الدافعة».

وبذلك خسرت إسرائيل حتى الليبراليين المعتدلين الغربيين، ولم يعد يقف إلى جانبها سوى:

• اليمين المتطرف الذي يبرر قتل المسلمين.

• الصهاينة المسيحيون الذين ينطلقون من عقيدة لاهوتية تقول: «علينا دعم إسرائيل لأن الله يأمر بذلك».

رابعاً: التطهير العرقي تحت غطاء "الإنسانية"

تتوقف جونستون عند أخطر تحول في الرواية الإعلامية الإسرائيلية: تبرير التطهير العرقي في غزة تحت غطاء "الإنقاذ الإنساني".
وقد إستشهدت بمقالة في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بعنوان «يجب أن تعجل الأزمة الإنسانية في غزة بخطة ترامب للتهجير».
ينقل المقال عن الكاتب جول كاليف قوله: «الآن بعد أن أصبح هناك وعي عام بأزمة إنسانية في غزة، يجب إستغلال ذلك لكسب الدعم لإقتراح ترامب لتهجير سكان غزة».

وتعلق جونستون: «إنهم يخفون عملية تطهير عرقي صارخة تحت ستار الإنسانية وينددون بأي شخص يريد تقديم جهد إغاثة هائل للفلسطينيين في وطنهم التاريخي بأنه وحش غير مبالٍ».

وبذلك تكشف عن آلية دعائية خطيرة: قلب المعايير الإنسانية لتصبح وسيلة لإقتلاع الضحية من أرضها.

خامساً: حدود النقاش مع المؤيدين لإسرائيل من منطلق ديني

ترى جونستون أن من يدعم إسرائيل لأسباب دينية ليس شريكاً صالحاً في النقاش:
«إنهم يقولون إن موقفهم ليس مبنيًا على الحقائق، الأدلة، المنطق، أو الأخلاق، بل على إيمانهم الأعمى بمجموعة من القصص المختلقة».

وتضيف: «محاولة النقاش أو التفكير مع مثل هذا الشخص ستكون مثل محاولة إقناع شخص ما بأنه لا يوجد إله. إنه موقف غير قابل للدحض تمامًا».

وهنا تبرز النتيجة المنهجية: المؤيدون لإسرائيل من منطلق ديني هم خارج النقاش العقلاني، ولا بد من إستبعادهم من الحوار السياسي، لأنهم يبررون الإحتلال والإبادة بدوافع لاهوتية لا علاقة لها بالعدالة أو الأخلاق.

الخاتمة

تقدم مقالة كايتلين جونستون إطاراً نقدياً صارماً لفهم الصهيونية:

• ليست فكرة مجردة بل فعل متجسد في الإبادة والتطهير والفصل العنصري.

• التجربة العملية، لا الشعارات، هي التي تحدد معناها.

• المشروع الصهيوني خسر الغطاء الليبرالي الغربي لأنه إنكشف بوجهه العاري.

• محاولات إسرائيل لتبرير التطهير العرقي عبر لغة "الإنسانية" هي إمتداد لمنطقها الدعائي المتناقض.

• وأخيراً، لا مجال للنقاش مع من يدعمها بدوافع دينية غيبية.

وهكذا، تتحول معاداة الصهيونية – وفقاً للكاتبة والناشطة الأسترالية الشجاعة – من تهمة تُستخدم لتكميم الأفواه إلى موقف أخلاقي–إنساني ضروري في مواجهة واقع الإحتلال والإبادة.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي - المقاربة الروسية لأزمة أ ...
- طوفان الأقصى 684 - إنقاذ نتنياهو بين وهم -ما بعد الحداثة- وا ...
- قمة ألاسكا وتحوّلات الخطاب الروسي: قراءة في ثلاثة مقالات لأل ...
- طوفان الأقصى 683 - بين خيار الإبادة وخيار الإحتلال – قراءة ف ...
- طوفان الأقصى 682 - لاهوت الإبادة في الفكر الصهيوني: قراءة تح ...
- الإنهيار المعنوي للجيش الأوكراني: من الخنادق الفارغة إلى الإ ...
- طوفان الأقصى 681 - تفكك الإجماع اليهودي العالمي حول إسرائيل
- «العقيدة الترامبية الجديدة» - بين الإنعزال والضربات السريعة ...
- طوفان الأقصى 680 - مشروع «إسرائيل الكبرى»: مخاطره الجيوسياسي ...
- «تحدّي ألاسكا»: قراءة تحليلية في أطروحة ألكسندر ياكوفينكو حو ...
- طوفان الأقصى 679 - من النيل إلى الفرات - الحلم الذي لم يمت: ...
- ألكسندر دوغين - أنكوراج** - توازن دقيق على حافة الهاوية (برن ...
- طوفان الأقصى 678 - أكثر من 100 طبيب عملوا في غزة يطالبون الع ...
- طوفان الأقصى 677 - أذربيجان وإسرائيل في قلب لعبة القوقاز الك ...
- -أسرار نووية وأحكام متناقضة: ثلاث قضايا تكشف إزدواجية المعاي ...
- ألكسندر دوغين بين ألاسكا وغورباتشوف: أخطاء الماضي وصراعات ال ...
- طوفان الأقصى 676 - يهود ضد الصهيونية
- روسيا والغرب… معركة تتجاوز حدود أوكرانيا
- طوفان الأقصى 675 - الكمين الأميركي: من الإستراتيجية الإقليمي ...
- قمة ألاسكا: بين ذكريات التاريخ ومقايضات الحاضر


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: حماس ما تزال تحتفظ بـ20 ألف مقاتل وحجم السلا ...
- إدارة ترامب تقيل رئيس وكالة استخبارات الدفاع بعد تقرير حول ا ...
- ألمانيا ترصد تزايدا في محاولات التحايل خلال اختبارات القيادة ...
- هل المعارضة التركية على موعد مع ولادة حزب يخلف -الشعب الجمهو ...
- صحف عالمية: الجوع ينتشر بأنحاء غزة كافة وإسرائيل تمعن في أفع ...
- الأمن السوري يعلن تحرير عدد من المخطوفين بالسويداء
- خريطة جديدة للدوائر الانتخابية في تكساس تلبية لطلب ترامب
- فصائل المقاومة تدعو لتحرك دولي لإنهاء مجاعة غزة
- اختيار مستحضرات المكياج.. نصف الطريق نحو الإطلالة الناجحة
- رحلات لا تتوقف.. هذه أكثر المسارات الجوية ازدحامًا في العالم ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله