أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - روسيا والغرب… معركة تتجاوز حدود أوكرانيا














المزيد.....

روسيا والغرب… معركة تتجاوز حدود أوكرانيا


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

12 أغسطس 2025

منذ أكثر من قرن، والعالم العربي يعرف جيدًا وجه الغرب الحقيقي: إحتلال، تقسيم، نهب للموارد، وفرض أنظمة تابعة تحمي مصالحه لا مصالح شعوبه. اليوم، تتكرر القصة، لكن هذه المرة على أرض أوكرانيا… وفي مواجهة خصم لم يركع أمام الأوامر الأمريكية، بل لم يخضع لأي عدوان منذ جيوش كارل الثاني عشر ملك السويد، مرورًا بفيالق نابليون، وصولًا إلى جحافل هتلر. إنها روسيا التي واجهت كل إمبراطوريات الغزو وخرجت من المعارك أكثر صلابة.

الحرب هناك ليست شأنًا أوروبيًا بحتًا. إنها صراع على شكل النظام العالمي القادم. الغرب، بقيادة واشنطن، يريد إستمرار هيمنته المطلقة على المال والتكنولوجيا والطاقة، بينما تسعى موسكو – مدعومة بصعود الصين – إلى إنهاء هذا الإحتكار، وفتح الطريق أمام عالم متعدد الأقطاب، لا يُملى على شعوبه ماذا تشتري وممن تشتري، ولا كيف تدير مواردها.

إدوارد بيروف، المحلل السياسي الروسي، الكاتب والصحفي، والمراقب في المركز التحليلي لوكالة تاس، في مقال نشره على موقع Discred.ru، يصف الأمر بوضوح: "إما أن يتراجع الغرب وتُعاد صياغة قواعد الأمن الدولي، أو تنهار روسيا ويُفرض على العالم غير الغربي إستعمار رقمي جديد".

العقوبات التي طالما إستخدمها الغرب كسلاح إقتصادي لم تنجح هذه المرة. روسيا، بمواردها الضخمة وأسواقها المفتوحة شرقًا، صمدت، بينما واصلت الصين والهند شراء النفط والسلاح الروسيين متحديةً أوامر واشنطن.

لكن بيروف يحذر: الوقت ليس مفتوحًا بلا نهاية. الإنتظار قد يمنح الغرب فرصة لإعادة ترتيب صفوفه. لذلك يدعو إلى خطوات غير تقليدية، لا تكتفي بالدفاع، بل تنقل المعركة إلى قلب معسكر الخصوم. وتشمل هذه الخطوات:

• إستهداف مراكز القرار السياسي والعسكري الأوكراني بضربات دقيقة تشل قدرة كييف على إدارة الحرب.

• مهاجمة البنية التحتية اللوجستية للغرب داخل أوكرانيا، بما في ذلك خطوط الإمداد ومخازن السلاح.

• توسيع التحالفات الدولية مع قوى آسيوية وإفريقية وأمريكية لاتينية لتشكيل جبهة اقتصادية وسياسية موحدة ضد العقوبات الغربية.

• إستخدام أدوات الضغط غير العسكرية مثل تقليص صادرات الطاقة أو إعادة توجيهها إلى أسواق بديلة، لإضعاف إقتصاديات أوروبا التي تعتمد على الغاز والنفط الروسيين.

• كسر قواعد اللعبة الدبلوماسية التقليدية عبر مبادرات مفاجئة تخلط حسابات الغرب وتضعه أمام أمر واقع جديد.

بالنسبة للعرب، هذا الصراع يكشف حقيقة ثابتة: الغرب لا يقبل بوجود قوة مستقلة، سواء كانت في موسكو أو بكين أو حتى في أي عاصمة عربية. ومن يظن أن المواجهة الروسية–الغربية لا تعنيه، فليتذكر كيف فُرضت علينا الحروب والعقوبات والخرائط المرسومة في مكاتب لندن وواشنطن.

إنها ليست فقط حرب روسيا، بل معركة كل شعب يرفض أن يعيش في عالم تتحكم فيه شركات التكنولوجيا الغربية والبنوك الدولية، وتُدار موارده من وراء البحار. وكما يقول بيروف: النظام الجديد قادم… لكن شروق الشمس لا يكفي، علينا أن ننتزع النهار بأيدينا.

فلنتذكر جميعًا: كل رصاصة تُطلق اليوم في أوكرانيا هي جزء من معركة أوسع على حرية القرار العالمي. إذا إنتصر الغرب، سيزداد عنجهية، وسيمتد بطشه إلى كل أرض حرة. وإذا إنتصرت القوى الرافضة لهيمنته، سينفتح الطريق أمام عالم لا تُحكمه إمبراطورية واحدة. إنها لحظة الإختيار: إمّا أن نقف مع من يكسر القيود… أو نعيش بقية أعمارنا مكبلين بها.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 675 - الكمين الأميركي: من الإستراتيجية الإقليمي ...
- قمة ألاسكا: بين ذكريات التاريخ ومقايضات الحاضر
- طوفان الأقصى 674 - إسرائيل وحرب المستقبل – نقطة التوتر بين ا ...
- ثلاث -بجعات سوداء- في أفق الحرب: ما الذي قد تغيّره الأشهر ال ...
- طوفان الأقصى 673 - إيران 2025: عام الصمود والإنتصار… من شوار ...
- زيارة ويتكوف إلى موسكو: بين الأهداف الثابتة والسيناريوهات ال ...
- طوفان الأقصى 672 – إسرائيل تخوض حربًا لا يمكنها الإنتصار فيه ...
- ألكسندر دوغين - المحافظون الجدد يقودون ترامب إلى الهاوية (بر ...
- طوفان الأقصى 671 - بين ذاكرة المحرقة وتواطؤ الدولة الألمانية ...
- طوفان الأقصى 670 - الهولوكوست لا يبرر الإبادة - قراءة روسية ...
- نهاية الحرب العالمية الثانية: بين سيف ستالين ونار ترومان – م ...
- طوفان الأقصى 669 --عقيدة السيسي-: مصر تعود إلى الفراعنة لتقو ...
- إرث بوتسدام: روسيا ما زالت تجني ثمار مؤتمر عمره 80 عاماً، كي ...
- ألكسندر دوغين - -فلسطين تُفجّر إنقسام الغرب... ولكن العدو ال ...
- ألكسندر دوغين - إذا لم ينقرض الروس بأنفسهم، فهناك من يساعدهم ...
- طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشا ...
- ألكسندر دوغين - ترامب بين فشل الإصلاح وإمكانات الهدم - قراءة ...
- طوفان الأقصى 666 - إسرائيل بين نهاية فلسطين وبداية الهيكل ال ...
- ألكسندر دوغين - بوتين يميط اللثام عن حقائق الجيوبوليتيكا (بر ...
- طوفان الأقصى 665 - كيف تحكم الصهيونية المسيحية سياسة واشنطن؟


المزيد.....




- زيلينسكي يوجه رسالة لقادة أوروبا قبيل الاجتماع المرتقب بين ت ...
- خريطة للدول التي اعترفت بدولة فلسطينية وتلك التي تعتزم القيا ...
- تقارير عن تحويل إسرائيل ملايين الدولارات من -أموال السلطة- ل ...
- صندوق الثروة السيادية النرويجي يصعد الانسحاب من الشركات الإس ...
- السودان: عودة القرود إلى أشجار جامعة الخرطوم
- مقال ببلومبيرغ: إسرائيل تتجه نحو عزلة دولية لا تستطيع تحمّله ...
- شاهد.. احتجاجات غاضبة بالمغرب على اغتيال صحفيي الجزيرة بغزة ...
- هل تدفع تغيرات المناخ تركيا إلى مرحلة الانهيار المائي؟
- وزير بحكومة جنوب أفريقيا يقترح مراجعة سياسات -التمكين الإيجا ...
- مجوعون منهكون.. أطباء بغزة يعيشون على محاليل لإنقاذ المصابين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - روسيا والغرب… معركة تتجاوز حدود أوكرانيا