أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - نهاية الحرب العالمية الثانية: بين سيف ستالين ونار ترومان – من منشوريا إلى هيروشيما















المزيد.....

نهاية الحرب العالمية الثانية: بين سيف ستالين ونار ترومان – من منشوريا إلى هيروشيما


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

6 أغسطس 2025


أغسطس 1945: الشهر الذي غيّر وجه العالم

يشهد شهر آب/أغسطس العديد من المحطات المفصلية في الحرب العالمية الثانية التي مرّ على نهايتها ثمانون عامًا. ففي 2 أغسطس 1945، اختُتم مؤتمر بوتسدام الذي جمع قادة الحلفاء المنتصرين – ستالين، ترومان، وتشرشل – ورسم ملامح النظام العالمي الجديد. وخلاله، أبلغ ترومان ستالين بسرّ تطوير سلاح أمريكي جديد. وبعد أربعة أيام، أُلقيت أول قنبلة ذرية على هيروشيما، ثم ناغاساكي بعد ثلاثة أيام، وهو اليوم نفسه الذي بدأ فيه الهجوم السوفياتي الموعود على القوات اليابانية في منشوريا وكوريا، تنفيذًا لتعهد ستالين في مؤتمر يالطا. حول هذه الأحداث الحاسمة، كُتبت عشرات التحليلات في الصحافة الروسية، نوجز أبرز ما ورد فيها.

عملية منشوريا: الحرب السوفياتية الخاطفة

في 9 أغسطس 1945، إنطلقت العملية المنشورية الكبرى، وهي هجوم إستراتيجي شنّه الجيش الأحمر على قوات جيش كوانتونغ الياباني في منشوريا وشمال كوريا، وكان هدفه تحطيم القوة الضاربة لليابان في البر الآسيوي وتحرير المناطق المحتلة. شارك أكثر من 1.5 مليون جندي سوفياتي، وأكثر من 5 آلاف دبابة و26 ألف مدفع و3 آلاف طائرة، إضافة إلى دعم من أسطول المحيط الهادئ.

أسفرت العملية عن إنهيار كامل لجيش كوانتونغ، وإمتدت السيطرة السوفياتية إلى كامل منشوريا وشمال كوريا خلال أقل من أسبوعين. ووقعت معارك متزامنة لتحرير كوريا، وجزر الكوريل، وجنوب سخالين. هذه العملية كانت تطبيقًا مباشراً لما نص عليه إتفاق يالطا، الذي إلتزم فيه ستالين بدخول الحرب ضد اليابان بعد ثلاثة أشهر من إستسلام ألمانيا.

القنبلة الذرية: عرض قوة أم ضرورة عسكرية؟

في 6 أغسطس 1945، أسقطت الطائرة الأمريكية "إينولا غاي" أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما. وبعد ثلاثة أيام، قصفت الولايات المتحدة مدينة ناغاساكي بقنبلة ثانية. بلغ عدد الضحايا أكثر من 200 ألف شخص، معظمهم من المدنيين. العديد من الباحثين الروس والغربيين، بمن فيهم كونستانتين زاليسكي، إعتبروا هذه الهجمات غير مبررة عسكريًا، خاصة أن اليابان كانت قد بدأت إتصالات غير رسمية حول الإستسلام.

القرار الأمريكي كان – وفق التحليل الروسي – بمثابة إستعراض نووي أمام الإتحاد السوفياتي أكثر مما هو لأجل كسر إرادة اليابان، وذلك في سياق بدء الحرب الباردة. ترومان نفسه لم يُطلع ستالين صراحة على نية إستخدام القنبلة، بل أشار إليها بشكل غامض أثناء مؤتمر بوتسدام.

تزامن الهجوم السوفياتي مع ناغاساكي: صدفة أم سباق مع الزمن؟

وقع الهجوم السوفياتي على منشوريا في نفس اليوم الذي قُصفت فيه ناغاساكي، 9 أغسطس 1945. وعلى الرغم من عدم وجود دليل على تنسيق بين الطرفين، إلا أن المؤرخين الروس يشيرون إلى أن الكرملين تعمد التسريع في دخول الحرب خشية أن تسبق القنبلة الذرية السوفيات إلى تقاسم المكاسب في آسيا. توقيع ستالين على أمر بدء العمليات تم في 7 أغسطس، بعد يوم واحد فقط من قصف هيروشيما.

الجيش السوفياتي كان على أهبة الإستعداد منذ أسابيع، وكان يهدف ليس فقط لتحرير منشوريا وكوريا، بل لضمان مستقبل الشيوعيين في الصين، عبر دعم جيش التحرير الشعبي بقيادة ماو تسي تونغ، والذي إستلم لاحقًا أسلحة جيش كوانتونغ المنهزم.

ناغاساكي و"كوكورا": القدر والغيوم

المدينة اليابانية ناغاساكي لم تكن الهدف الأصلي للقنبلة الثانية، بل كانت كوكورا، التي كانت تحوي مصانع عسكرية كبرى. لكن الغيوم الكثيفة فوق كوكورا يوم 9 أغسطس حالت دون تحديد الهدف، فتحولت الطائرة الأمريكية نحو ناغاساكي. هذه الصدفة أنقذت مدينة وأبادت أخرى.

إنعكاسات الهجوم السوفياتي

نتيجة عملية منشوريا، إنهار النظام الياباني في الصين وكوريا. إختفى كيان مانتشوكو الموالي لليابان، وعادت منشوريا إلى السيطرة الصينية. كما تأسست في كوريا الشمالية إدارة موالية للسوفيات على إمتداد خط العرض 38. وسرعان ما أصبحت منشوريا قاعدة خلفية للحزب الشيوعي الصيني، مما ساعده على هزيمة الكومينتانغ المدعوم من الولايات المتحدة.

الثورة الفيتنامية وحركات التحرر

أدت الهزيمة اليابانية إلى إندلاع ثورة أغسطس في فيتنام، حيث أعلن هو شي منه الإستقلال في 2 سبتمبر 1945، في اليوم نفسه الذي وُقّع فيه إستسلام اليابان رسميًا على متن البارجة الأمريكية "ميزوري". كذلك أعلنت إندونيسيا إستقلالها في 17 أغسطس بقيادة أحمد سوكارنو، وتزايد الزخم نحو نهاية الإستعمار في آسيا.

بين الذاكرة والتحذير

المؤرخون الروس يرون أن القصف الذري لهيروشيما وناغاساكي كان جريمة حرب مكتملة الأركان، إذ إستهدف مدنيين عن عمد، دون ضرورة عسكرية. وهو – في نظرهم – يفتح بابًا للتساؤل: لو لم تحدث تلك الضربات، هل كان العالم سيدخل عصر الردع النووي؟ وهل كانت الحرب الباردة ستأخذ نفس الشكل؟ الجواب يبقى مفتوحًا، لكن الدرس الباقي أن من يستخدم السلاح النووي مرة قد يفتنه تكرار التجربة.

******
هوامش

1) عملية منشوريا، أو الهجوم السوفياتي على منشوريا في أغسطس 1945، كانت هجومًا واسعًا شنّه الجيش الأحمر ضد قوات الجيش الياباني في شمال شرق الصين. أسفرت العملية عن إنهيار جيش كوانتونغ، وسرّعت إستسلام اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية.

2) جيش كوانتونغ كان القوة العسكرية اليابانية الرئيسية في شمال شرق الصين (مانشوكو)، وهو جيش إحتلال قوي شكّل تهديدًا كبيرًا للإتحاد السوفياتي في الشرق الأقصى خلال الحرب العالمية الثانية. إنهزم تمامًا خلال عملية منشوريا في أغسطس 1945.
------
3) كوكورا هو موقع عسكري وصناعي في اليابان كان يحتوي على مستودعات وأهداف عسكرية هامة، وكانت من بين المدن المرشحة لقصف القنبلة النووية في أغسطس 1945، لكنه لم يُقصف بسبب سوء الأحوال الجوية.
------
4) قوات الكومينتانغ هي الجناح العسكري لحزب الكومينتانغ الصيني بقيادة تشيانغ كاي شيك، وكانت تمثل الحكومة الوطنية الصينية خلال الحرب الأهلية ضد الشيوعيين. تلقت دعماً من الولايات المتحدة، لكنها هُزمت أمام الشيوعيين الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية عام 1949، فهرب تشيانغ كاي شيك إلى تايوان.
------
5) إنطلقت العملية المنشورية في 9 أغسطس 1945 تنفيذاً لإتفاق يالطا، وبهدف سحق جيش كوانتونغ الياباني الموجود في الصين وكوريا.
نص إتفاق يالطا (فبراير 1945) على أن يدخل الإتحاد السوفياتي الحرب ضد اليابان بعد ثلاثة أشهر من إستسلام ألمانيا، مقابل إستعادة أراضيه المحتلة منذ حرب 1904 مثل جنوب سخالين وجزر الكوريل. كما تضمّن الإتفاق ترتيبات لما بعد الحرب في أوروبا وآسيا.
--------
6) أختير يوم 6 أغسطس 1945 لإلقاء أول قنبلة ذرية على هيروشيما لأنه كان أول يوم مناسب من حيث الأحوال الجوية بعد إنتهاء الإستعدادات العسكرية. كما أرادت الولايات المتحدة توجيه ضربة صادمة قبل دخول الروس الحرب ضد اليابان الذي كان مقررا بعد ثلاثة أيام.

------



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 669 --عقيدة السيسي-: مصر تعود إلى الفراعنة لتقو ...
- إرث بوتسدام: روسيا ما زالت تجني ثمار مؤتمر عمره 80 عاماً، كي ...
- ألكسندر دوغين - -فلسطين تُفجّر إنقسام الغرب... ولكن العدو ال ...
- ألكسندر دوغين - إذا لم ينقرض الروس بأنفسهم، فهناك من يساعدهم ...
- طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشا ...
- ألكسندر دوغين - ترامب بين فشل الإصلاح وإمكانات الهدم - قراءة ...
- طوفان الأقصى 666 - إسرائيل بين نهاية فلسطين وبداية الهيكل ال ...
- ألكسندر دوغين - بوتين يميط اللثام عن حقائق الجيوبوليتيكا (بر ...
- طوفان الأقصى 665 - كيف تحكم الصهيونية المسيحية سياسة واشنطن؟
- ألكسندر دوغين - -روسيا كدولة-حضارة: نقد الإنحدار الغربي ومسا ...
- ألكسندر دوغين – -الجنرال هرمجدون- الجديد: روسيا تُخيف الغرب ...
- طوفان الأقصى 664 - فلسطين تفجّر الغرب: صراع العواصم الغربية ...
- طوفان الأقصى 663 - إنكشاف التحيّز المنهجي لصالح إسرائيل داخل ...
- طوفان الأقصى 662 - من إيلات إلى جيبوتي: كيف غيّر الحوثيون وا ...
- طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها ...
- طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ...
- طوفان الأقصى 659 - داخل مستشفى في غزة: جراح بريطاني يروي ما ...
- طوفان الأقصى 658 - إسرائيل وتحويل الإفتراءات المعادية لليهود ...
- طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإ ...
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح


المزيد.....




- ترامب يعلن تبرعه براتبه لتمويل تجديدات البيت الأبيض: -ربما أ ...
- ترامب يقول إن لقاء ويتكوف مع بوتين كان -مثمرًا للغاية-
- مجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني ي ...
- هل يتجنّب الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين؟ إحصاء يظهر أرقاماً ...
- في اتّصال مع القادة الأوروبيين.. ترامب يكشف عن خطة للقاء بوت ...
- سموتريتش لا يهمه سكان غزة ويريد خنقها وتدمير حماس لتحقيق الن ...
- تحذيرات من سباق تسلح نووي عالمي جديد
- ماكرون يدعو إلى مزيد من -الحزم- مع الجزائر
- تايمز: الجيش البريطاني كلف شركة بالتجسس في غزة
- اتهامات متبادلة وتحذير من -وضع خطير- بسبب سلاح -حزب الله-


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - نهاية الحرب العالمية الثانية: بين سيف ستالين ونار ترومان – من منشوريا إلى هيروشيما