أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - إذا لم ينقرض الروس بأنفسهم، فهناك من يساعدهم على الزوال… حول المشكلة الديموغرافية في روسيا وسبل حلها















المزيد.....

ألكسندر دوغين - إذا لم ينقرض الروس بأنفسهم، فهناك من يساعدهم على الزوال… حول المشكلة الديموغرافية في روسيا وسبل حلها


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 21:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *

22 يوليو 2025

في الآونة الأخيرة، بات فلاديمير بوتين يناقش بشكل متزايد المشكلة الديمغرافية، غير أنه - على ما يبدو - لا يجد التفهّم اللازم من قبل المسؤولين الذين لا يقدمون سوى حلول ترقيعية. فالنهج السائد حالياً لا يُفضي إلى نتائج فحسب، بل هو - في جوهره - غير قادر على تحقيق أي نتيجة. الوضع كارثي بكل ما تعني الكلمة: حتى لو نُفذت جميع الإجراءات المقترحة من قِبل المسؤولين، فإن الشعب الروسي سيواجه خطر الإنقراض السريع. الرئيس، بلا شك، لا يرغب في هذه النهاية، لكن حتى الآن لا توجد تغييرات حقيقية في معالجة هذه الأزمة.

أنا أقترح ثلاث خطوات واضحة طالما نوقشت داخل مجتمعنا، بما في ذلك في معهد «تساريغراد»، والمجلس الشعبي الروسي العالمي، وجمعية «تساريغراد». ما أطرحه يلخّص عمل آلاف الخبراء من حَمَلة الشهادات العلمية العليا، ممن أمضوا سنوات في دراسة المسألة الديمغرافية.

وإليكم النقاط الثلاث:

أولاً: لا بد من العودة إلى أشكال الحياة التقليدية، لأنها وحدها التي تتيح زيادة في معدلات الإنجاب. أما طريق التحديث المبني على الفردانية، فيقود حتماً إلى الإنهيار، لأنه يتناقض مع إنجاب الأطفال. فكلما أصبح المجتمع أكثر حداثة، كلما قلّت معدلات الولادة فيه. وإذا أردنا وقف إنقراض السكان الروس، علينا أن نُغيّر طبيعة المجتمع نفسه. يجب أن يصبح المجتمع دينياً، تقليدياً، يشجع على الزواج المبكر، ويُحرّم الإجهاض والطلاق، ويجعل من الإنجاب المتعدد قاعدة لا إستثناء. ويجب أن تُكرّس هذه القيم في جميع المستويات، من الأعلى إلى الأدنى. من دون ذلك، ستنتهي روسيا وسينقرض الشعب الروسي.

ثانياً: تفكيك المدن وإعادة توزيع السكان. المدن هي مسالخ حقيقية للأجيال الجديدة. فالجيل الأول من المهاجرين من الريف إلى المدينة ربما ينجب عدداً معتبراً من الأطفال، لكن الجيل الثاني ينجب أقل، والثالث يكاد ينقرض. هذه حقيقة مثبتة في علمَي الديموغرافيا وعلم الإجتماع. وإذا أردنا تفادي إنقراض الروس، فلا بد من الإنتقال من البناء العمودي إلى البناء الأفقي. وقد وُضعت تصورات ممتازة في هذا المجال من قِبل قسطنطين مالوفييف وعدد من خبراء معهد تساريغراد.

ثالثاً: إذا كنا نرغب في الحفاظ على الشعب الروسي تحديداً، وليس إستبداله بشعوب أخرى، فيجب إنهاء العمالة الوافدة تماماً. وكيف نعوض النقص في اليد العاملة؟ من خلال قفزة حادة في مجال الروبوتات، وتنفيذ النقطتين السابقتين: بناء رؤية دينية تقليدية تُفرض كإلزام مطلق، وتفكيك المدن. إذا نجحنا في ذلك، وأوقفنا الهجرة، وبدأنا تصنيع الروبوتات، فسيكون لدينا فرصة لإنقاذ الشعب الروسي.

لكن السؤال الآن: كيف ستتفاعل السلطة مع هذه الإجراءات؟ أظن أنها ستصاب بالرعب، لأنها لا تزال تظن أن بالإمكان بلوغ الهدف بطرق أخرى. لكنها لم تدرك بعد أنه لا وجود لأي طريق آخر. فإما تنفيذ هذه الإجراءات، وإما لن يبقى من الروس أحد بعد بضعة عقود. ومع إمتلاكنا لبلد شاسع وغني، فإننا - إن لم ننقرض بأنفسنا - سيساعدوننا على الزوال. أما إستبدال السكان الروس بالمهاجرين فليس حلاً إطلاقاً، لأنه سيحوّل روسيا إلى كيان لا يُعرف ما هو. وبالتالي، فإن أولئك الذين يدافعون عن الهجرة هم مجرمون بحق الأمة. سواء أرادت السلطة أم لا، فإن هذه الإجراءات ضرورية لإنقاذ الشعب. لا يوجد خيار آخر: إذا أردتَ إنقاذ الأمة، فالتزم بهذا النموذج.

ولكن هل شعبنا نفسه مستعد لهذا؟ أقول منذ البداية: لا. لا هو مستعد لمغادرة المدن، ولا لبناء أسر دينية مستقرة، ولا للعمل الشاق لتعويض نقص العمالة. لقد تربينا في الحقبة السوفياتية على قيم مختلفة: كانت هناك أخلاق عمل، وتضامن، وعدالة. أما منذ الثمانينات والتسعينات، فقد تغير الإتجاه تماماً: الفردانية، السعي لتحقيق الذات، الهجرة من الريف إلى المدينة، التفكير بالنفس فقط، والهرب إلى الغرب. صارت المهمة أن تعيش حياتك بمتعة وراحة. وهذا غير قابل للتوفيق إطلاقاً مع الحل الديمغرافي المطلوب.

"إنتهى الأمر: من اليوم يبدأ تفكيك المدن"

ولهذا فإن من الضروري تغيير الإيديولوجيا جذرياً. لقد بدأنا بالفعل في التحول من التوجه الغربي نحو القيم الوطنية، ومن الليبرالية والعولمة إلى القيم التقليدية المحافظة. وقد بدأنا ببعض الخطوات في هذا الإتجاه. لكن المطلوب الآن هو إتخاذ قرارات أكثر جدية، ونسيان مفهوم "العلمانية". العلمانية، التغريب، والفردانية الطفيلية – يجب القضاء على كل هذا. وحده المجتمع الديني، وحدها القيم الأرثوذكسية التي تُغرس منذ الطفولة – في الحضانة، المدرسة، الجامعة، دورات التأهيل، الأكاديمية – وحدها هذه القيم قادرة على ضمان بقاء الشعب. ويجب تعديل التشريعات بما يتوافق مع ذلك.

أما بشأن تفكيك المدن، فيجب أيضاً إتخاذ قرار عاجل. لقد آن الأوان: من اليوم يبدأ تفكيك المدن. يجب وقف بناء الأبراج العالية، والتحول إلى البناء الأفقي. يجب أن تتوسع المدن أفقياً لا عمودياً. فنحن نملك ما يكفي من الأراضي.

نحتاج إلى بناء مساكن فردية. نحتاج إلى إنشاء مراكز ("هابات") بين التجمعات الريفية تكون قريبة من المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الإجتماعية، بحيث يسهل الوصول إليها من جميع القرى. ويجب إعادة توطين السكان من المدن الكبرى بأكبر قدر ممكن.

بشكل عام، شعبنا رائع وقديس، لكن كي يستفيق يجب أن يُقاد. على السلطة أن تقود الناس إلى الخلاص، والخلاص يعني العودة إلى الأرثوذكسية، إلى خلاص الروح، إلى خلاص الأسرة، ومن خلال هذا إلى خلاص الأمة بأسرها. هذا الطريق يشمل أيضاً تفكيك المدن الكبرى، ووقف تدفق أناس غرباء عنا فكرياً وثقافياً وقيمياً، لا يشغلون فقط وظائفنا، بل يتصرفون عملياً كـ"آلات بشرية". وهذا مهين لهم ولنا في آن واحد. كما أنهم يخلقون توتراً اجتماعياً لأنهم لا يعترفون بقيمنا.

لكن المصيبة أننا نحن أنفسنا لم نعد نؤمن بقيمنا على نحو كامل. بالنسبة لنا، هذه القيم مجرّد أفكار مجردة. ولو كانت لدينا هوية قيمية قوية، لكان كل من يأتي إلينا "يرتدّ من الجدار". لكن لتحقيق ذلك يجب أن يكون مجتمعنا أرثوذكسياً بحق. والسؤال: هل نرغب نحن فعلاً في أن نصبح كذلك؟



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشا ...
- ألكسندر دوغين - ترامب بين فشل الإصلاح وإمكانات الهدم - قراءة ...
- طوفان الأقصى 666 - إسرائيل بين نهاية فلسطين وبداية الهيكل ال ...
- ألكسندر دوغين - بوتين يميط اللثام عن حقائق الجيوبوليتيكا (بر ...
- طوفان الأقصى 665 - كيف تحكم الصهيونية المسيحية سياسة واشنطن؟
- ألكسندر دوغين - -روسيا كدولة-حضارة: نقد الإنحدار الغربي ومسا ...
- ألكسندر دوغين – -الجنرال هرمجدون- الجديد: روسيا تُخيف الغرب ...
- طوفان الأقصى 664 - فلسطين تفجّر الغرب: صراع العواصم الغربية ...
- طوفان الأقصى 663 - إنكشاف التحيّز المنهجي لصالح إسرائيل داخل ...
- طوفان الأقصى 662 - من إيلات إلى جيبوتي: كيف غيّر الحوثيون وا ...
- طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها ...
- طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ...
- طوفان الأقصى 659 - داخل مستشفى في غزة: جراح بريطاني يروي ما ...
- طوفان الأقصى 658 - إسرائيل وتحويل الإفتراءات المعادية لليهود ...
- طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإ ...
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح
- طوفان الأقصى 656 - -مطالب شعبنا بالعدالة تتجاوز التدمير-
- ألكسندر دوغين – الديمقراطية الغربية الوحشية
- طوفان الأقصى 655 - الولايات المتحدة غير راضية عن تعامل إسرائ ...
- غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها


المزيد.....




- حبيبة شون -ديدي- كومز السابقة تطالب بإطلاق سراحه بعد انسحابه ...
- -لا عمل ولا حماية-.. نساء عائدات من إيران يواجهن المجهول في ...
- خمس سنوات على انفجار بيروت.. قصة تحقيق غرق في متاهات السياسة ...
- نساء بلا سند.. أرامل غزة يصارعن شبح التجويع وحدهن
- بالفيديو.. الناطق باسم الدفاع المدني في غزة يُضرب عن الطعام ...
- روسيا تترقب زيارة ويتكوف وزيلينسكي يتحدث عن مرتزقة يقاتلون ل ...
- الدويري: قرار احتلال غزة ليس جديدا لكنه يتم بالتدريج
- ما دلالات زيارة ويتكوف إلى روسيا وأثرها المحتمل على حرب أوكر ...
- أسئلة المجوعين في غزة للعالم والعرب
- عامل مزرعة في جنوب أفريقيا يقول إنه أُجبر على إطعام جثتي امر ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - إذا لم ينقرض الروس بأنفسهم، فهناك من يساعدهم على الزوال… حول المشكلة الديموغرافية في روسيا وسبل حلها