أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإبادة: لماذا تصمت موسكو؟














المزيد.....

طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإبادة: لماذا تصمت موسكو؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 02:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

25 يوليو 2025

في الوقت الذي تُباد فيه غزة بالصواريخ والقنابل، وتُهدم منازل أهلها على رؤوسهم أمام مرأى العالم، يخيّم الصمت على الموقف الروسي الرسمي. فلا صوت لوزارة الخارجية، ولا موقف للبرلمان، ولا حتى إدانة رمزية من الأحزاب التي طالما رفعت شعارات مناهضة للغرب.

لكن ما يغفله هؤلاء – أو يتجاهلونه عن عمد – أن فلسطين اليوم هي مرآة روسيا غدًا. فما يحدث هناك ليس مجرد مأساة شرق أوسطية، بل حلقة من سلسلة جيوسياسية محكمة تستهدف الشعوب الخارجة عن منظومة الهيمنة الغربية. هذا ما جاء في مقال د. فلاديمير ليبيوخين، الكاتب والمفكر والسياسي الروسي، رئيس معهد الإتحاد الإقتصادي الاوراسي، في 17 يوليو الحالي بعنوان: روسيا تتعرض لإبادة جماعية، كما هو الحال مع فلسطين... لكن الدبلوماسيين والمسؤولين الروس لا يرون ذلك".
-----
من دونباس إلى غزة: خريطة الإبادة تتسع

إن النظر إلى التسلسل الزمني للصراعات يكشف نمطًا متكررًا:

بدأت القصة بمذابح إستهدفت الروس والمتحدثين بالروسية في جمهوريات سوفييتية سابقة.
ثم جاء طرد الروس من بعض الجمهوريات داخل الإتحاد نفسه.
أعقب ذلك مشاهد الرعب في أوديسا، والعدوان المستمر على دونباس.
ثم إنتقلت الكارثة إلى ناغورني كاراباخ (آرتساخ)، وها هي تُستنسخ اليوم في غزة.
أما المرحلة التالية، فهي إيران، تليها ترانسنيستريا، ثم الروس في دول البلطيق، والروثينيون في أوكرانيا، وصولًا إلى روسيا وبيلاروسيا.
هذا ليس خيالًا سياسيًا، بل مشهد حقيقي يتكرر، فيما يكتفي كبار المسؤولين في موسكو بالمراقبة أو التبرير.
-----
صمت النخب... وخضوع مغلّف بالبراغماتية

لقد إختارت النخبة الروسية السياسية والدبلوماسية طريق التكيّف مع الأمر الواقع، ولو كان ثمنه التنازل عن الكرامة والسيادة.
فمن الواضح أن كثيرين في موسكو يفضلون إسترضاء الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والإتحاد الأوروبي وتركيا وأذربيجان، بدلًا من التصدي لمخططات الهيمنة.
إنهم يتصرفون وكأنهم يحنّون إلى عهد التبعية للمركز الغربي، ويتساءلون بدهشة: لماذا توقف الغرب عن إستغلال روسيا كمحطة للوقود؟!
هذا المنطق يُفضي إلى موقف سياسي جبان، ضبابي، متذلل، خالٍ من أي وضوح إستراتيجي أو شجاعة أخلاقية.

مؤتمر بوغوتا: حين يتحرك العالم وتصمت موسكو
في 16 يوليو 2025، إنعقد في العاصمة الكولومبية بوغوتا مؤتمر دولي دعت إليه كولومبيا وجنوب إفريقيا، بمشاركة ثلاثين دولة من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا.
هدف المؤتمر: إتخاذ خطوات قانونية ودبلوماسية وإقتصادية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقد خرج المؤتمر بقرارات غير مسبوقة في الساحة الدولية... لكن روسيا كانت غائبة بالكامل.
لا ممثلين، لا تضامن، لا مبادرة، لا حتى موقف شكلي.
هل هو الخوف من العقوبات؟ أم مجاملة لأصدقاء موسميين؟ أم عجزٌ عن تحمل المسؤولية التاريخية؟
غزة اليوم... روسيا غدًا
إن من لا يرى في ما يحدث في غزة تهديدًا مباشرًا لروسيا، لا يدرك طبيعة النظام الدولي الجديد.
الإبادة لا تُرتكب بالسلاح وحده، بل بالصمت الدولي، والتواطؤ الرسمي، والتخاذل الأخلاقي.
وإذا بقيت موسكو أسيرة أوهام العودة إلى علاقات ما قبل 2014، فإنها لن تكون مستعدة حين يأتي دورها.
-----
خاتمة
ليس المطلوب أن تتورط روسيا في كل صراع عالمي، لكن المطلوب – في الحد الأدنى – أن تستعيد دورها الأخلاقي والسيادي، وأن تتصرف كقطب عالمي مستقل، لا كدولة تدور في فلك رضا الآخرين.
الوقوف مع فلسطين اليوم، ليس فقط موقفًا إنسانيًا، بل قرار إستراتيجي يحمي روسيا من مصير مشابه.
ففي منطق الإبادة الجيوسياسية، من لا يقف ضدها الآن، قد يجد نفسه ضحيتها لاحقًا.
******
هوامش
**فلاديمير ليبيوخين
مفكر روسي وسياسي وكاتب، يشغل منصب رئيس معهد الإتحاد الإقتصادي الأوراسي، وهو مركز أبحاث روسي يعنى بشؤون التكامل الأوراسي والسيادة الجيوسياسية لروسيا.
وُلد في عام 1957. حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة.
كان في السابق نائبًا في مجلس الدوما الروسي (البرلمان).
يشتهر بتحليلاته النقدية للعلاقات بين روسيا والغرب، خاصة في سياق الصراع الجيوسياسي الحديث.
يروّج لمفاهيم السيادة الوطنية والحضارية الروسية، وينتقد الليبرالية الغربية والعولمة.
أحد الأصوات البارزة في الدفاع عن التحول نحو نموذج حضاري روسي مستقل عن الغرب.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح
- طوفان الأقصى 656 - -مطالب شعبنا بالعدالة تتجاوز التدمير-
- ألكسندر دوغين – الديمقراطية الغربية الوحشية
- طوفان الأقصى 655 - الولايات المتحدة غير راضية عن تعامل إسرائ ...
- غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها
- طوفان الأقصى 654 - إيران والإتفاق النووي: صفقة مع المجهول... ...
- فك شفرة ترامب: ما فهمته أوروبا أو ما فاتها
- طوفان الأقصى 653 - -سذاجة أم بطولة؟ ملحمة الحوثيين في البحر ...
- ألكسندر دوغين يتحدث عن المحور الرئيسي الذي لا يجب المساس به ...
- طوفان الأقصى 652 - العالم في أتون النار - الحرب العالمية الث ...
- ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الج ...
- طوفان الأقصى 651 - العدوان الإسرائيلي على سوريا - الدروز، ال ...
- ألكسندر دوغين - -لقد حان الوقت لماغا MAGA أن تقود، لا أن تتب ...
- طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوما ...
- طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفز ...
- ألكسندر دوغين يكشف الجانب الخفي للسياسة الأمريكية – -ترامب أ ...
- طوفان الأقصى 648 - -أذربيجان بين مطرقة إيران وسندان روسيا: م ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر تصريح ترامب حول روسيا -والآن أُعلنُ ...
- طوفان الأقصى - 647 -حزب الله عند مفترق طرق: نهاية مرحلة أم إ ...
- رؤية ألكسندر بوتيلوف: إنهيار الثقة بالمؤسسات الدولية و-تفكك ...


المزيد.....




- النبض المغاربي لماذا احتجزت إسبانيا سفنا محملة بأسلحة قادمة ...
- إغلاق مراكز الاقتراع الرئاسي في كوت ديفوار
- ترامب يرفض لقاء بوتين ما لم يكن -جديا- في التوصل لاتفاق بشأن ...
- ماذا سيحدث إذا سلّمت واشنطن صواريخ -توماهوك- لكييف؟
- شباب -جيل زد- بالمغرب يجددون مطالبهم بالإصلاح وإطلاق سراح ال ...
- سوريا.. قوات إسرائيلية تتوغل بالقنيطرة وتطلق قنابل مضيئة
- روبيو: لا مصلحة لإسرائيل في احتلال قطاع غزة
- مقتل شخصين في غارات إسرائيلية جنوب لبنان
- غزة بوابة التحولات الكبرى.. الشرق الأوسط يعيد رسم خرائطه
- غزة.. قراءة في واقع الإدارة والصراع الداخلي


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإبادة: لماذا تصمت موسكو؟