أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الجحيم-














المزيد.....

ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الجحيم-


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

18 يوليو 2025

الأحداث الجارية في الأرض المقدسة، ليس فقط في الوقت الراهن بل منذ منتصف القرن العشرين، لها أهمية إستثنائية. إن إنشاء الدولة القومية اليهودية "إسرائيل" على أرض فلسطين، التي كانت تحت الإنتداب البريطاني بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية، لم يكن مجرد عمل سياسي عادي. بخلاف إنشاء أو تفكك تشيكوسلوفاكيا أو إنهيار الإتحاد السوفياتي، وهي أحداث عظيمة بلا شك، فإن ما يحدث في الأرض المقدسة يتجاوز ذلك بمراحل، كما أشار مدير معهد "تساريغراد" والفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين: "بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث — اليهودية والإسلام والمسيحية — فإن المسألة لا تتعلق بمجرد أراضٍ أو حدود كيان سياسي. بل إن هذه الأرض بمثابة مرآة لتاريخ الكون. في المجتمعات التقليدية التابعة لهذه الأديان، كان يُعتقد أن من خلال أورشليم (القدس) والأرض المقدسة تمرّ عموديًا العلاقة بين السماء والأرض والعالم السفلي. أي أنها بوابة الفردوس كما أنها بوابة الجحيم."

إن فكرة إعطاء فلسطين لليهود، التي ظهرت منذ حوالي مئة عام، وتكرّست بشكل خاص بعد فظائع هتلر في الحرب العالمية الثانية، بدت للوهلة الأولى فكرة معقولة. فكثير من الشعوب تملك دولًا قومية، بينما اليهود لا دولة لهم. لم يكن الأمر مجرد مسألة أراضٍ، بل كان مشروعًا لإقامة دولة قومية يهودية مستقلة — وهو ما وافق عليه العديد من الأطراف، بما فيهم ستالين في النهاية. وهكذا أُنشئت دولة "إسرائيل".

لكن ما تم تجاهله في خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين كان هو الأهم من منظور ديني. وهو يتعلق بتحقيق النبوءات ذات المعنى المطلق في العقيدة اليهودية، عن عودة اليهود إلى الأرض الموعودة بعد ألفي عام من الشتات والتيه.

وقد تحقق هذا بالفعل. الأرض المقدسة أُعطيت عمليًا لدين واحد — هو اليهودية. والطريقة التي تصرف بها اليهود على هذه الأرض معروفة جيدًا. في البداية، كان الجميع يتعاطف معهم بإعتبارهم ضحايا. ولكنهم بدأوا يكشفون عن وجه آخر لهم — وجه يتزايد وضوحه مع مرور الوقت.
"انظروا إلى مثال حديث. في الولايات المتحدة، تتصاعد الآن فضيحة ضخمة تتعلق بقضية جيفري إبستين، إلى جانب قصف إيران، وتصعيد التوتر مع روسيا، وإغتيال كينيدي — وفي كل هذه القضايا نجد عاملاً مشتركًا: إسرائيل. فجأة، بدا كما لو أن إسرائيل هي من يحكم أمريكا، وإسرائيل هذه ليست كما عرفناها سابقًا، بل إسرائيل قاسية، لا إنسانية، ومخيفة."

هذه ال إسرائيل ، اليوم، تقوم بعملية تطهير عرقي في غزة، وتعتدي على دولة ذات سيادة كإيران لمنعها من إمتلاك السلاح النووي، رغم أنها هي نفسها تملكه. وتأتي للحكم في سوريا بجلادٍ وإرهابي مثل "الشرع" (يقصد هنا شخصية رمزية أو بديلة)، ثم تبدأ بقصف دمشق العريقة رغم علمها بطبيعته الإجرامية.
"هنا يُطرح سؤال خطير: لمن أوكلت البشرية مسؤولية هذه الأرض — هذه المرآة الكونية؟ يبدو أن القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح الأبواب لا إلى الجنة، بل إلى الجحيم. ما يجري اليوم في الشرق الأوسط هو، دون شك، مشهد كابوسي ينذر بالخطر."

لكن الأهم، كما يضيف دوغين: "لماذا نحن — أتباع الإيمان المسيحي التوحيدي — سلّمنا هذه الأرض المقدسة التي تهمنا نحن والمسلّمين أيضًا، لليهود ليحكموها بالكامل؟ لقد كانت قرارات الأمم المتحدة لعام 1947 تنص على أن تبقى القدس مدينة دولية تحت إشراف دولي. لكن الصهاينة لم يلتفتوا إلى ذلك إطلاقًا، وتصرفوا بطريقة غير متوقعة تمامًا."

إن سلوك شعب كان حتى الأمس القريب يُعدّ ضحية ويُنظر إليه بشفقة، قد كشف الآن عن وجه مختلف تمامًا. فقد ظهرت أنيابٌ وحشية لقوة لا إنسانية، معادية للإنسانية، قاسية، تدير شعوبًا أخرى بالخداع والدهاء، وتُبيد من يعارضها، وتُفجّر مقدسات الآخرين، وتُحيك المؤامرات، وتُصفّي القيادات السياسية والعسكرية للدول الأخرى جسديًا. إنها تفعل ما يحلو لها. "وهذا، طبعًا، يدفعنا للتفكير مليًّا. في أي زمن نعيش؟ إن القراءة الدينية لما يجري في الأماكن المقدسة للديانات التوحيدية الثلاث لا يمكن إختزالها في النفط أو الغاز أو صناديق التحوّط hedge funds أو أسعار النفط أو قيمة البيتكوين أو المناورات السياسية. نحن أمام شيء أعمق بكثير، شيء جوهري وأساسي."
-----



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 651 - العدوان الإسرائيلي على سوريا - الدروز، ال ...
- ألكسندر دوغين - -لقد حان الوقت لماغا MAGA أن تقود، لا أن تتب ...
- طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوما ...
- طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفز ...
- ألكسندر دوغين يكشف الجانب الخفي للسياسة الأمريكية – -ترامب أ ...
- طوفان الأقصى 648 - -أذربيجان بين مطرقة إيران وسندان روسيا: م ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر تصريح ترامب حول روسيا -والآن أُعلنُ ...
- طوفان الأقصى - 647 -حزب الله عند مفترق طرق: نهاية مرحلة أم إ ...
- رؤية ألكسندر بوتيلوف: إنهيار الثقة بالمؤسسات الدولية و-تفكك ...
- طوفان الأقصى 646 – -مافيا الذرة – 5 خطايا كبرى تفضح إنهيار ث ...
- «المومياء الخلافية»: حين تتحوّل الذاكرة التاريخية إلى ساحة ص ...
- طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية ...
- ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين
- طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة ...
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...


المزيد.....




- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...
- إصابة عدة أشخاص بدرجات متفاوتة بعدما صدمت -سيارة مجهولة- حشد ...
- فضيحة العناق خلال حفل كولدبلاي.. شاهد كيف سخرت مواقع التواصل ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة معظمهم من منتظري ا ...
- بدء انتشار القوات الأمنية.. الشرع: نتبرأ من جميع المجازر وال ...
- تطمينات أمريكية وإسرائيلية قبل بدء العمليات.. هكذا خدعت واشن ...
- وسط خلافات داخل الحكومة.. استطلاعات الرأي تظهر تأييد الإسرائ ...
- استطلاع: لهذا يرفض غالبية الألمان حظر حزب -البديل-!
- رسالة واتساب تساهم في إفشال انتقال نيكو وليامس إلى برشلونة
- مروحيات إسرائيلية تهبط بخان يونس وتجلي جنودا مصابين


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الجحيم-