أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانستان إلى مخزن بشري للعمليات الإسرائيلية داخل إيران؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانستان إلى مخزن بشري للعمليات الإسرائيلية داخل إيران؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

10 يوليو 2025


المقدمة: "عملاء بلا وطن، وساحة بلا رحمة"
في الشهر المنصرم من عام 2025، برزت قضية غير مسبوقة على الساحة الأمنية في الشرق الأوسط، حيث كشفت إيران عن تورط أفغان وهنود، جُنّدوا لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، في تنفيذ أعمال تخريبية في قلب العاصمة طهران. هذا التطور الخطير لم يكن مجرد حدث أمني عابر، بل فتح الباب لجدل واسع حول البُعد الإستخباراتي للهجرة غير الشرعية، والعلاقات الغامضة بين الموساد وبعض القوى الإقليمية مثل «طالبان»، وإنتهى بقرارات دراماتيكية هزّت مصير ملايين اللاجئين الأفغان.
---
أولاً: الكشف الصادم — عملاء الموساد من كابول إلى طهران
في تقرير نشرته منصة Military Review الإخبارية الروسية المتخصصة في قضايا الحرب والأمن بتاريخ 18 يونيو 2025، نقل عن مدير مركز التحليل التابع للجمعية الروسية لعلماء السياسة، أندريه سيرينكو، قوله إن «معظم عملاء الموساد المتورطين في تنظيم عمليات تخريبية بطهران خلال الفترة من 13 إلى 15 يونيو، كانوا من أصول أفغانية وهندية».

ووفقاً للتقرير ذاته، ألقت السلطات الإيرانية القبض على مجموعة من اللاجئين الأفغان (خمسة أفراد)، جميعهم من عرقية البشتون في قندهار. وقال سيرينكو: "لقد لفتوا الإنتباه إليهم بسبب شعرهم الطويل... وتبين أنهم جُنّدوا من قبل الموساد للقيام بأعمال إرهابية في العاصمة."

هذا التطور أثار، بحسب سيرينكو، شكوكًا مشروعة لدى أجهزة الأمن الإيرانية بشأن موقف «طالبان» من نشاطات عملاء الموساد في المنطقة، خاصة مع تصاعد أعداد المهاجرين القادمين من أفغانستان بعد إستيلاء الحركة على الحكم في كابول.
---
ثانياً: الهجرة كأداة إختراق إستخباراتي؟
لا يُمكن تجاهل الخلفية الديموغرافية لهذه القضية. فقد كانت إيران، ومنذ عام 2021، أحد أكبر المستقبلين للاجئين الأفغان، حيث تجاوز عددهم 4.5 مليونًا في عام 2024، معظمهم دخلوا إيران بشكل غير قانوني، هرباً من البطالة والإضطهاد السياسي والإجتماعي تحت حكم طالبان. وكان البرلمان الإيراني قد صوّت أواخر عام 2024 على تعديل قانوني يهدف إلى ترحيل نحو مليوني مهاجر أفغاني غير شرعي، وأطلقت طهران بالفعل مشروع بناء جدار حدودي بطول 900 كيلومتر لحماية أراضيها من تدفقات الهجرة المستمرة.

إلا أن أحداث يونيو 2025 أعادت تشكيل المشهد برمّته. ووفق توقعات المنصة الإخبارية: "إذا صمدت إيران أمام هذه التحديات، فإن البلاد ستدخل في موجة طرد جماعي للأجانب، مما سيتسبب حتمًا في أزمة إنسانية في أفغانستان."
---
ثالثاً: الحرب تسرّع القرار — ترحيل جماعي بعد "الحرب الإيرانية–الإسرائيلية"

في 7 يوليو 2025، نشرت المنصة نفسها تقريرًا آخر يوثّق المرحلة الثانية من الحدث: بدء إيران فعليًا في تنفيذ عمليات ترحيل واسعة النطاق للأفغان، وذلك عقب نهاية ما سمّته وسائل الإعلام بـ"الحرب الثانية بين إيران وإسرائيل"، والتي إستمرت 12 يومًا، وخلّفت تداعيات سياسية وأمنية عميقة.

وأكدت "الجزيرة" القطرية أن السلطات الإيرانية بدأت منذ منتصف يونيو بإعتقال عدد من الأفغان في مدن مختلفة، منهم طالب جامعي في مدينة ري، عُثر على جهازه الإلكتروني ملفات تخص تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والعبوات الناسفة. وإعترف آخرون بأنهم "نقلوا إحداثيات منشآت حكومية إلى جهات أجنبية".

وإبتداءً من 6 يوليو، بدأت قوى الأمن الإيرانية والشرطة الخاصة بالهجرة تنفيذ حملات تطهير ضد الأفغان غير الحاملين لتصاريح إقامة. وذكرت "الجزيرة" ، نقلاً عن حكومة طالبان، أن "عدد المرحلين من إيران خلال 24 ساعة فقط بلغ 38 ألف شخص".

وهنا يعلّق مسؤول في وزارة شؤون اللاجئين الأفغانية (رفض الكشف عن هويته): "لم نتوقع أن تتعامل طهران مع اللاجئين بهذه الطريقة... جميع مقترحاتنا لحل الأزمة فشلت... وإتهامنا بأننا جواسيس للموساد أمر سخيف."
---
رابعاً: قراءة في البُعد السياسي والأمني — اللاجئ كتهديد هيكلي

تطرح هذه القضية عدة أسئلة مركزية:
1. هل تحوّلت الهجرة غير الشرعية إلى منفذ لعمليات إستخباراتية؟
إستخدام مواطنين من أفغانستان والهند، أي من خارج البيئة الاجتماعية الإيرانية، يوحي بأن الموساد يسعى لتجنيد عناصر يمكن إخفاؤها داخل جمهور المهاجرين دون لفت الأنظار.
2. هل تستثمر إسرائيل في الهشاشة الجيوسياسية لطالبان؟
التشكيك الإيراني في تواطؤ غير مباشر من طالبان يعكس أزمة ثقة أمنية عميقة. وربما ترى طهران أن غياب الرقابة في أفغانستان الجديدة يشكّل بيئة خصبة لتجنيد العملاء.
3. هل يُمثل اللاجئون قنبلة موقوتة أم ضحايا صراع دولي؟
رغم الخطورة الأمنية، فإن مئات آلاف اللاجئين الأفغان يعيشون أوضاعًا بائسة، وقد يكونون ضحايا توظيف سياسي وإستخباراتي من جهات متعددة.
---
خاتمة: "الجدار لا يمنع الجاسوس، لكنه يحجب المأساة"
تكشف هذه الأحداث أن الجغرافيا السياسية الحديثة باتت تتجاوز أدوات الحرب التقليدية، لتُدخل المهاجرين في معادلة الصراع كأدوات إختراق، أو ضحايا لعنف غير مرئي. لقد إستخدم الموساد — إن صحّت التقارير — غطاء اللجوء كوسيلة للدخول إلى العمق الإيراني، لتتحول قضية اللجوء إلى ساحة صراع أمني، أكثر منها أزمة إنسانية.
ويبدو أن طهران قررت الرد بطريقتها الخاصة: الترحيل الجماعي كإستراتيجية أمن قومي، حتى وإن أدى ذلك إلى كارثة إنسانية في كابول. وبين إتهامات بالتجسس، وجدران تبنى، ومآسي تُرحَّل... تظل الحقيقة ضحية في حرب بلا خنادق، عنوانها: "الموساد في عباءة اللاجئ."
---
الهوامش:
1) فاوينّويه أوبوزرينيه أي Military Review هي منصة إخبارية وتحليلية روسية متخصصة في الشؤون العسكرية والسياسية والاستراتيجية. مصادرها قريبة من الأوساط الأمنية والعسكرية: وتضم كتابًا ذوي خلفيات أمنية أو أكاديمية، ويستشهد بتسريبات أو تقارير من داخل مؤسسات روسية.
يستخدمها المحللون الغربيون أحيانًا لرصد توجهات التفكير الإستراتيجي داخل روسيا.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب
- طوفان الأقصى 639 - نتنياهو كيكيمورا - حين تتحوّل السياسة إلى ...
- ألكسندر دوغين - روسيا بحاجة ماسة اليوم إلى وضوح فلسفي
- طوفان الأقصى 638 – إيران تضرب العمق الإسرائيلي – عصر الحرب ا ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر ما يحدث - -ترامب بدأ يتراجع-
- طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشر ...
- تجريم فلسطين أكشن Palestine Action إنقلاب على الديمقراطية في ...
- طوفان الأقصى 636 – الحرب ضد إيران كضربة للمبادرة الصينية -ال ...
- ألكسندر دوغين - شي جين بينغ يتجاهل بريكس
- طوفان الأقصى 635 - دونالد ترامب: «رئيس وزراء إسرائيل» غير ال ...
- زفاف بيزوس في البندقية: عندما يتحول الثراء الفاحش إلى سلطة إ ...
- طوفان الأقصى 634 - الملاحظات الست التي غفلت عنها وسائل الإعل ...
- روسيا لن تترك إيران وحدها
- طوفان الأقصى 633 - كلفة الحرب الإسرائيلية على إيران: دراسة ت ...


المزيد.....




- بعد مرور عام.. كيف تحولت محاولة اغتيال ترامب إلى لحظة حاسمة ...
- 11 قتيلًا في هجوم دموي لقوات الدعم السريع بشمال كردفان
- دمشق توقع اتفاقاً مع موانئ دبي لتطوير ميناء طرطوس
- فرنسا: فرار سجين من سجن كورباس بضواحي ليون داخل حقيبة نزيل م ...
- الاحتلال يصادر آلاف الدونمات من الفلسطينيين في الخليل
- إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكّر مزاج جمهور وسائل الإعلا ...
- للتخفيف من قيظ الصيف..فيلة تتراشق بالماء في حديقة حيوانات بإ ...
- حان الوقت لتغييرها.. أسوأ 10 كلمات مرور في العالم
- الإمارات: شرطة دبي تعتقل 3 بلجيكيين مطلوبين للإنتربول بتهمة ...
- روسيا تعلن السيطرة على قرية جديدة في غرب دونيتسك وسط استمرار ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانستان إلى مخزن بشري للعمليات الإسرائيلية داخل إيران؟