أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشرق الأوسط إلى نهاية العالم؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشرق الأوسط إلى نهاية العالم؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

5 يوليو 2025

في زمنٍ تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية، وتتشابك فيه الحروب مع المناخ والطاقة والإقتصاد، تبدو خريطة العالم وكأنها يعاد رسمها من جديد، لا بالحبر، بل بالنار والدخان. من صراع إسرائيل وإيران، إلى خطة "البديل الجغرافي" الأميركي، مرورًا بتصدعات يلوستون الخامدة، وتنامي مخاوف سباق التسلح النووي، نقترب من لحظة مفصلية في التاريخ الحديث. فهل العالم على وشك إعادة التشكيل؟ وما موقع العرب من هذا الزلزال القادم؟ كان ذلك محور إهتمام الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الروسي إيغور ناغاييف، المعروف بنهجه التحليلي الإستراتيجي، في مقاله الذي نشر في صحيفة "زافترا" الإلكترونية بعنوان: "اسرائيل الكبرى، يلوستون والقنبلة النووية" يتاريخ 1 يوليو.

أولًا: ما الذي يجمع إسرائيل، أوكرانيا، يلوستون، وإيران؟

تبدو هذه المحاور وكأن لا رابط بينها، ولكن قراءة تحليلية ترينا أنها حلقات في سلسلة واحدة.
الولايات المتحدة، بحسب ما كشفت تصريحات هيلاري كلينتون عام 2016، كانت تتهيأ منذ ثمانينات القرن الماضي لاحتمال ثوران بركان يلوستون، الكارثة التي ستُفني نصف قارة أمريكا الشمالية، مما دفعها لنقل صناعاتها إلى الصين، والتفكير في أراضٍ بديلة للإنتقال إليها.

في هذا السياق، برزت أوكرانيا كوجهة مثالية: مياه عذبة، موارد طبيعية، أرض زراعية خصبة، وبنية تحتية واعدة. وفي الوقت ذاته، دخل على الخط المشروع الصهيوني القديم "إسرائيل الكبرى"، الممتد من النيل إلى الفرات، كحلم جيوإستراتيجي يراود اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو.

لكن هذه المشاريع إصطدمت بعقبات ثلاث:
1. مقاومة روسيا لمشروع تمدد الناتو
2. تماسك النظام الإيراني وإستعداداته العسكرية
3. إستنزاف إسرائيل في غزة ولبنان
------
ثانيًا: فشل خطة "إسرائيل الكبرى" وحرب الإستنزاف

رغم ضربات إسرائيل المتكررة لغزة وجنوب لبنان، لم تتمكن من تحقيق نصرٍ حاسم.
فقد فوجئت بتكتيكات المقاومة المدعومة من إيران، من الأنفاق إلى الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى إخفاقات إستراتيجية لم تفلح معها "القبة الحديدية" ولا "مقلاع داوود".

ثم جاء الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية في 12 يونيو 2025، مدعومًا من واشنطن، بعمليات نوعية من الداخل والخارج.
لكن طهران صمدت، وبدأت الرد بصواريخ ذكية وطائرات إنتحارية، وكشفت أن ما ظنه الإسرائيليون "منصات مدمرة" كان مجرد مجسمات، بينما إنهالت الصواريخ على العمق الإسرائيلي.

أحد التقديرات الغربية كشف أن إعتراض صاروخ إيراني واحد يتطلب ما لا يقل عن 12 صاروخًا أمريكيًا مضادًا بكلفة تبلغ نحو ربع مليار دولار لكل محاولة إعتراض.
في هذه الحرب، الخاسر إقتصادياً وإستراتيجياً هو إسرائيل، والداعم المالي هو واشنطن، التي تعاني أصلًا من تضخم مالي ومديونية متفاقمة.
------
ثالثًا: قرار ترامب بضرب إيران نوويًا... ثم التراجع

الرئيس دونالد ترامب قرر توجيه ضربة جوية فائقة القوة للمنشآت النووية الإيرانية مستخدمًا قنابل خارقة للتحصينات. لكن النتائج كانت محدودة: تم تدمير الأنفاق السطحية، لكن المفاعلات العميقة ظلت بمنأى عن التدمير الكامل.

في المقابل، ردت إيران عبر إستهداف قاعدة أمريكية في قطر، لكن بعد إبلاغ مسبق للولايات المتحدة لتفادي التصعيد، ما أعطى فرصة لحفظ ماء الوجه لكل الأطراف.

النتيجة: وقف التصعيد، لكن دون حل. الحرب مؤجلة، لا منتهية.
------
رابعًا: أين العرب من هذا المشهد؟

رغم أن معظم الجبهات مشتعلة على أطراف العالم العربي، إلا أن الأنظمة العربية تعيش حالة إنقسام وتردد حيال هذه الصراعات:

الخليج العربي: من جهة، يخشى من صعود إيران، ومن جهة أخرى، لا يرحّب بحرب مدمرة على حدوده. الخليج اليوم يعيش تناقضًا بين تطبيع جزئي مع إسرائيل، ومحاولة إسترضاء طهران لتفادي إمتداد اللهب.

مصر والأردن: تراقبان بهدوء، تدركان أن زعزعة إستقرار إسرائيل سيخلق موجة لجوء غير مسبوقة، لكنهما لا تملكان التأثير الحاسم.

سوريا ولبنان: في قلب الجبهة، حيث تتحول أراضيهما إلى منصات للردع والرد المضاد.

العراق: ساحة مفتوحة للإستخبارات والصراعات بالوكالة، بين إيران والولايات المتحدة.
ما هو غائب تمامًا هو المشروع العربي الموحد، أو حتى الرؤية المشتركة. لا مجلس تعاون فعّال، ولا جامعة عربية قادرة على تجاوز بيانات الإدانة.
------
خامسًا: سيناريوهات المستقبل العربي في ظل سباق التسلح النووي

في ظل السعي الإيراني الحثيث للحصول على القنبلة النووية بعد فشل الرهان على الإتفاقات، ومخاوف إسرائيل من "تغيير قواعد اللعبة"، يدخل العرب مرحلة دقيقة:

1. سيناريو الردع الإقليمي:
ستحاول السعودية أو مصر أو الجزائر الدخول في توازن قوى عبر برامج نووية سلمية تُؤسس لبنية تحتية قابلة للتحول إلى ردع عسكري إذا لزم الأمر. وهذا يوازي ما فعلته الهند وباكستان في التسعينات.
2. سيناريو الإتكاء على الحماية الأجنبية:
بعض الدول الخليجية قد تفضّل الإستمرار تحت المظلة الأمريكية أو الإسرائيلية، ما يجعلها رهينة صراعات الغير.
3. سيناريو "إعادة التدوير الجيوسياسي":
في حال تصعيد الحرب، قد تُستَغل الأراضي العربية كمنصات خلفية لضرب إيران أو لحصار إسرائيل، مما يعرضها للخطر، خاصة في العراق وسوريا.
4. سيناريو "الفرصة الذهبية":
في حال أفول القوى الكبرى أو دخولها في صراعات إستنزافية طويلة، يمكن للعرب، لو توفرت الإرادة السياسية، أن يعيدوا بناء محور إقليمي مستقل يتعامل مع القوى الكبرى من موقع الندّية لا التبعية.
------
سادسًا: يلوستون... البركان الذي قد يعيد تشكيل العالم

ما لا يُدركه كثيرون هو أن بركان يلوستون العملاق ليس مجرد ظاهرة جيولوجية، بل عنصر فعّال في التفكير الإستراتيجي الأمريكي.

فقد كشفت تقارير أن الاستخبارات والجيش الأميركيين يستعدون لسيناريو ثوران يلوستون منذ عقود، لما يعنيه ذلك من كارثة وجودية على مستوى الشعب والدولة.

ولهذا، يُفسر بعض الباحثين أن خطط أمريكا للتوسع شرقًا – سواء عبر أوكرانيا أو مشاريع مثل "إسرائيل الكبرى" – لا تُفهم فقط ضمن الصراع مع روسيا والصين، بل أيضًا ضمن بحث واشنطن عن أرض بديلة إذا ما ضرب "يلوستون" قلبها.
-------
خاتمة: هل نحن أمام فجر جديد أم بداية إنهيار شامل؟

العالم يتغير، وربما أسرع مما نتصور. الحروب لم تعد تدور حول حدود فقط، بل حول مصادر الطاقة، المعادن، وحتى أماكن النجاة بعد الكوارث المناخية.

المنطقة العربية تقف في منتصف هذا الزلزال، لا حليفة كاملة، ولا قادرة على رسم طريقها الخاص.
لكن إذا علّمتنا الجغرافيا شيئًا، فهو أن الأرض التي تتوسط الطرق الكبرى، لا يمكنها أن تبقى محايدة إلى الأبد.
إما أن تكون مسرحًا للحروب، أو محورًا للقرار.

القرار بأيدينا، والمستقبل يُكتب الآن.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجريم فلسطين أكشن Palestine Action إنقلاب على الديمقراطية في ...
- طوفان الأقصى 636 – الحرب ضد إيران كضربة للمبادرة الصينية -ال ...
- ألكسندر دوغين - شي جين بينغ يتجاهل بريكس
- طوفان الأقصى 635 - دونالد ترامب: «رئيس وزراء إسرائيل» غير ال ...
- زفاف بيزوس في البندقية: عندما يتحول الثراء الفاحش إلى سلطة إ ...
- طوفان الأقصى 634 - الملاحظات الست التي غفلت عنها وسائل الإعل ...
- روسيا لن تترك إيران وحدها
- طوفان الأقصى 633 - كلفة الحرب الإسرائيلية على إيران: دراسة ت ...
- بين ذاكرة تاريخية وصراع معاصر – تحليل العلاقات الإيرانية–الإ ...
- طوفان الأقصى – 632 -إسرائيل الكبرى- بين الطموح اللاهوتي والك ...
- ألكسندر دوغين - في حرب الأيام ال12، وضع ترامب نفسه في صف الد ...
- طوفان الأقصى 631 - كاتبة أسترالية - لا لن يمروا
- ألكسندر دوغين - إنتهت الحرب العالمية الثالثة، لكنها لا تزال ...
- طوفان الأقصى 630 - إيران وإسرائيل في أتون المواجهة - حرب تبد ...
- ألكسندر دوغين – الحرب العالمية الثالثة قد بدأت
- طوفان الأقصى 629 – الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل - نهاية ...
- -الدروس الإيرانية لروسيا: كيف أختُبرت الحرب الحديثة على أبوا ...
- طوفان الأقصى 628 - إيران بين فخ الحرب ومصيدة التفكيك: قراءة ...
- الكل إنتصر ولا أحد فاز - أوهام النصر في حرب إيران وإسرائيل
- طوفان الأقصى 627 - فوردو تنجو وأمريكا تتخبّط


المزيد.....




- احتفال ينتهي بذعر وهروب للنجاة.. إطلاق نار يحوّل لم شمل سنوي ...
- أكبر رئيس في العالم يسعى لولاية ثامنة
- شباب مبدعون.. مهارات وابتكارات ذكية بأيد شبان في عدد من دول ...
- احتفالات فرنسا بالعيد الوطني تبرز -جاهزية- الجيش لمواجهة الت ...
- فرنسا.. أي استراتيجية دفاعية لمواجهة التهديدات الأمنية المتف ...
- أعداد القتلى إلى ارتفاع في اشتباكات متواصلة.. ما الذي يحدث ف ...
- زيلينسكي يستقبل مبعوث ترامب على وقع هجمات متبادلة بين روسيا ...
- زيلينسكي يقترح النائبة الأولى لرئيس الوزراء لقيادة الحكومة ا ...
- أكسيوس: إدارة ترامب تلاحق موظفي الاستخبارات باختبارات كشف ال ...
- الأحزاب الحريدية تعتزم الاستقالة من حكومة نتنياهو


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشرق الأوسط إلى نهاية العالم؟