أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 627 - فوردو تنجو وأمريكا تتخبّط














المزيد.....

طوفان الأقصى 627 - فوردو تنجو وأمريكا تتخبّط


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعداد وتحليل د. زياد الزبيدي
بعد ترجمة النص عن الروسية

22 يونيو 2025

فجر اليوم، اجتاز العالم عتبة خطيرة نحو أزمة عسكرية وسياسية غير مسبوقة. فالقصف الأميركي، وقبله الإسرائيلي، لمواقع إيران النووية لم يُسفر عن النتائج المرجوة، وإضطر معه المخططون في تل أبيب وواشنطن إلى التفكير بخيارات أكثر تطرفًا، وعلى رأسها إرسال وحدات النخبة من الكوماندوز إلى عمق الأراضي الإيرانية.

هجوم جوي بحجم الهستيريا

في عملية عسكرية وُصفت بأنها الأكثر طموحًا منذ سنوات، ألقت قاذفات B-2 Spirit الأميركية العملاقة قنابل GBU-57A/B الخارقة للتحصينات على مواقع نووية إيرانية في فوردو، نطنز، وأصفهان. كانت الأهداف المعلنة واضحة: "تدمير قلب البرنامج النووي الإيراني". غير أن النتائج الفعلية جاءت مخيبة للتوقعات، بل ومثيرة للقلق العالمي. قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن ما جرى يمثل "تصعيدًا خطيرًا في منطقة على شفا الإنفجار، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين".

"تدمير الأوهام وليس المفاعلات"

لم يُدمَّر البرنامج النووي الإيراني، بل على العكس، إزدادت المخاوف من تسريع مسار التسلح. حيث يشير تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن طهران تمتلك بالفعل قرابة 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يُقربها من إمتلاك القنبلة النووية خلال أسابيع فقط، حال إتخاذ القرار السياسي. وكما يقول الكاتب سيرغي إيشنكو، الصحفي والمعلق العسكري الروسي المعروف، ساخرًا: "لا يمكن تصديق أن هذا الهجوم سيوقف إيران عن إنتاج السلاح النووي. بل العكس، سيدفعها لتطويره، وربما إستخدامهُ".

وربما ما يثير رعب الأميركيين والإسرائيليين أكثر، ليس ما دُمر، بل ما لم يُعثر عليه. فاليورانيوم المخصب نُقل إلى أماكن سرية، بحسب ما أكده الجنرال محسن رضائي لوكالة رويترز: "إحتياطاتنا النووية تم نقلها إلى مواقع آمنة وسرية قبل الضربات الجوية".

ما لا تراه الأقمار الصناعية… يكتشفه الكوماندوز

في ظل تعذر تدمير المواد النووية جوًا أو تعقبها بالأقمار الصناعية، يظهر خيار العمليات الخاصة كالمخرج الوحيد. موقع Axios الأميركي كشف أن الجيش الإسرائيلي يُعد بالفعل لعمليات كوماندوز على نمط عملية "مسارات متعددة" التي نُفذت عام 2024 داخل الأراضي السورية، ودُمّر خلالها مصنع صواريخ تحت الأرض تابع لإيران.

وآنذاك، نفّذ 120 عنصرًا من وحدة Shaldag الإسرائيلية الهجوم خلال 150 دقيقة فقط، مستخدمين كلابًا مدربة، شحنات متفجرة، ومروحيات طراز CH-53D، وبدعم من الطائرات والطائرات بدون طيار. لم يُصب أي جندي إسرائيلي بأذى، وكانت الخسائر في صفوف العدو فادحة.

النجاح الساحق لذلك الهجوم السري دفع القادة العسكريين في إسرائيل والولايات المتحدة لدراسة تطبيق نموذج مشابه داخل إيران. وقد يتم تنفيذ الهجمات من قِبل وحدات نخبة أميركية مثل الفرقة 75 من الرينجرز، وفريق العمليات النووية الخاصة NDT-1، الذين تدرّبوا خصيصًا لمثل هذه السيناريوهات.

لكن الإيرانيين أيضًا تعلموا الدرس

ورغم التفوق التقني والتدريبي الإسرائيلي – الأميركي، إلا أن الإيرانيين، كما يقول إيشنكو، "درسوا جيدًا إخفاقات الماضي". وهم بلا شك يعدّون كمائن قاسية لأي عملية تسلل، خاصة أن ذاكرة "عملية مخلب النسر" عام 1979 لا تزال حيّة. ففي تلك المحاولة الأميركية لإنقاذ الرهائن من السفارة الأميركية بطهران، فشلت المهمة فشلًا ذريعًا: تحطمت مروحيات، قتل ثمانية جنود، وتركت معدات سرية كاملة خلفها.
"عليه أن يتذكر كارتر"، يكتب إيشنكو في إشارة إلى فشل الرئيس الأميركي الأسبق، محذرًا ترامب من تكرار ذات الأخطاء.

طهران تتوعد: "سنرد بما يندم عليه المعتدون"

بعد الهجوم، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا شديد اللهجة، قال فيه: "العدوان الأميركي السافر، بالتنسيق مع الكيان الصهيوني، يمثل إنتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي… وهو يخول الجمهورية الإسلامية بالرد بخيارات تفوق تصور المعتدين".

خلاصة: لعبة النار بدأت… ولكن من يحرق أصابعه أولًا؟

من الواضح أن الضربات الجوية الأميركية – الإسرائيلية لم تحقق الهدف النهائي. بل دفعت إيران نحو مواقع أكثر تطرفًا، وأجبرت الطرف الآخر على التفكير بخيارات أكثر مخاطرة.

السباق الآن ليس فقط على السيطرة على البرنامج النووي الإيراني، بل على تجنب حرب شاملة قد تتوسع إلى خارج حدود الشرق الأوسط. ومع وجود 400 كغم من اليورانيوم عالي التخصيب في أماكن لا يعلم بها أحد سوى طهران، فإن "القلق من الرد غير المتوقع هو ما سيُبقي الجميع مستيقظين في الليل"، كما قال المحلل العسكري روبرت كيلي لوكالة بلومبيرغ.

وإلى أن يُكشَف عن الخطوة التالية في هذا التصعيد المتدحرج، تبقى الحقيقة الوحيدة هي أن ما بعد 22 يونيو 2025 ليس كما قبله.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - الفرصة الأخيرة لتوحّد العالم الإسلامي
- طوفان الأقصى 626 – ضربة مزدوجة
- بوتين ومحاولة إنقاذ إيران – مناورة دبلوماسية روسية معقدة في ...
- طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... الي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إ ...
- طوفان الأقصى 624 - إسرائيل وإيران والوكالة الدولية للطاقة ال ...
- بعد غزة، إيران تصرخ - يا وحدنا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. ...
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...
- ثلاثة سيناريوهات مرعبة لحل -المعضلة النووية الإيرانية- - قرا ...
- طوفان الأقصى 619 - حرب إسرائيل الخاطفة فشلت، فهل تبدأ حرب با ...
- تصعيد الصراع الإيراني – الإسرائيلي _ سيناريوهات المستقبل في ...
- طوفان الأقصى 618 – إسرائيل تواصل لعب دور الضحية بينما تقتل ا ...
- حرب إسرائيل الكبرى على إيران - صراع على ملامح النظام العالمي ...
- طوفان الأقصى 617 - إيران – هل هي أزمة نظام؟


المزيد.....




- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ
- جيروزاليم بوست: محادثة صعبة بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران
- تقييم مخابراتي أمريكي: الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية ...
- 21 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
- كيف يستثمر ترامب مديح الناتو لتكريس زعامته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 627 - فوردو تنجو وأمريكا تتخبّط