طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *

19 يونيو 2025

لقاء مع رؤساء وكالات الأنباء الدولية
عقد الرئيس الروسي لقاءً مع رؤساء أبرز وكالات الأنباء العالمية، وكان ذلك في مدينة سانت بطرسبورغ. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة فيما يخص الشرق الأوسط، وهي مقتطعة من النص الرسمي الكامل الذي نشرته الحكومة الروسية على موقع الكرملين.


-----

س. روبنسون: شكرًا، سيادة الرئيس.
لدي سؤال حول إيران. رئيس الوزراء [الإسرائيلي بنيامين] نتنياهو صرّح بأن الهجوم الإسرائيلي على إيران قد يؤدي إلى تغيير النظام هناك. أما دونالد ترامب فقد دعا إلى إستسلام غير مشروط من جانب إيران.
هل تتفقون مع رئيس الوزراء [الإسرائيلي] ومع رئيس [الولايات المتحدة]؟

فلاديمير بوتين: لا أفهم سؤالك جيدًا. أتفق مع ماذا؟ ما الذي تريد أن أوافق عليه أو أرفضه؟ هم صرّحوا بكذا وكذا، ثم تسألني: هل تتفق مع هذا؟ مع ماذا تحديدًا.

س. روبنسون: هل توافقون على تقييماتهم بأن ذلك قد يؤدي إلى تغيير النظام، وأن على إيران أن تستعد للإستسلام غير المشروط؟

فلاديمير بوتين: كما تعلمون، فإن روسيا، وأنا شخصيًا، على تواصل مع رئيس وزراء إسرائيل، وكذلك على تواصل مع الرئيس ترامب بخصوص هذه المسألة. يجب دائمًا النظر فيما إذا كان الهدف قد تحقق عند الشروع في أي شيء.

نحن نرى أنه حتى اليوم، ورغم كل تعقيدات العمليات السياسية الداخلية الجارية في إيران – ونحن على دراية بها، وأعتقد أنه لا داعي للخوض في تفاصيلها – إلا أن ما يحدث هو، في الواقع، نوع من تلاحم وإلتفاف المجتمع حول القيادة السياسية في البلاد. وهذا ما يحدث تقريبًا دائمًا وفي كل مكان، وإيران ليست إستثناءً. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية، وهي في غاية الأهمية – الجميع يتحدث عنها، وسأكرر فقط ما نعرفه ونسمعه من جميع الأطراف – أن هذه المصانع تحت الأرض موجودة، ولم يحدث لها شيء. وفي هذا السياق، أعتقد أنه سيكون من الصواب أن نسعى جميعًا لوقف العمليات القتالية، وأن نجد سبلًا للتوصل إلى إتفاق بين جميع أطراف هذا النزاع مع بعضهم البعض، بما يضمن مصالح إيران من جهة، في أنشطتها النووية، بما في ذلك الأنشطة النووية السلمية – وأعني بالطبع الطاقة النووية السلمية، وكذلك الإستخدام السلمي للطاقة النووية في مجالات أخرى – وأيضًا بما يضمن مصالح إسرائيل من جهة أخرى من حيث الأمن المطلق للدولة العبرية. هذه مسألة دقيقة، وبالطبع يجب التعامل معها بحذر شديد. لكن، في رأيي، يمكن التوصل إلى حل عام في هذا الإطار.

كما تعلمون، لقد إستلمنا سابقًا مشروعًا في إيران كانت تنفذه شركات ألمانية، وأكملنا بناء محطة بوشهر النووية... الشركات الألمانية إنسحبت، وطلب منا الإيرانيون مواصلة العمل – وكان ذلك أمرًا صعبًا، لأن ما أنجزه الخبراء الألمان كان بتصميمهم، وكان على شركة "روس آتوم" أن تبذل جهدًا كبيرًا لتكييف كل ذلك مع النموذج الروسي للتصميم.

ومع ذلك، تمكنا من إنجاز ذلك، ويعمل هذا المفاعل بنجاح. لقد وقعنا عقدًا لبناء مفاعلين إضافيين. العمل جارٍ، وخبراؤنا متواجدون في الموقع. إنهم أكثر من 200 شخص. وقد إتفقنا مع القيادة الإسرائيلية على ضمان أمنهم.

وعمومًا، أعتقد أنه، بالنظر إلى خطط إيران لمواصلة إستخدام وتطوير الطاقة النووية السلمية – وأقصد بذلك إستخدامها أيضًا في مجالات مثل الزراعة والطب، وغيرها، وليس فقط في مجال الطاقة النووية – فإننا يمكننا التعاون مع إيران. ولماذا أعتقد ذلك؟ لأن مستوى الثقة بين بلدينا عالٍ بما فيه الكفاية. لدينا علاقات ودية جدًا مع إيران. ويمكننا مواصلة هذا العمل وضمان مصالحهم في هذا المجال.

لن أخوض الآن في التفاصيل – فهي كثيرة، وقد ناقشناها جميعًا مع الجانب الإسرائيلي، وكذلك مع الجانب الأمريكي. كما بعثنا برسائل معينة إلى أصدقائنا الإيرانيين. وبصورة عامة، يمكن ضمان مصالح إيران في مجال الطاقة النووية السلمية، وفي الوقت نفسه إزالة المخاوف لدى إسرائيل فيما يتعلق بأمنها.

وأرى أن مثل هذه الخيارات ممكنة. وقد عرضناها، أكرر، على جميع شركائنا: الولايات المتحدة، إسرائيل، وأبلغنا بها إيران أيضًا. نحن لا نفرض شيئًا على أحد – نحن فقط نعبر عن رؤيتنا لكيفية الخروج الممكن من هذا الوضع. ولكن القرار، بطبيعة الحال، يعود للقيادات السياسية في جميع هذه الدول، وعلى رأسها إيران وإسرائيل.

-----
م. غوسمان: شكرًا، فلاديمير فلاديميروفيتش.
أود أن أقدم لكم أحد معارفكم من اللقاء الذي جرى العام الماضي – إنه رئيس تحرير الأخبار الأوروبية في وكالة الصحافة الفرنسية "كريم طالبي". إنه أحد أعلام الصحافة الإخبارية ويحظى بإحترام كبير داخل وكالة فرانس برس. علاوة على ذلك، يتقن اللغة الروسية – وقد لاحظت أنه كان يستمع إلى إجاباتكم دون سماعة تقريبًا.

كريم، تفضل.

ك. طالبي: مساء الخير!
هل يمكننا العودة إلى موضوع إيران وإسرائيل؟

فلاديمير بوتين: تفضل.

ك. طالبي: إذا قامت إسرائيل غدًا، بمساعدة الولايات المتحدة أو بدونها، ببساطة بإغتيال السيد خامنئي، ما سيكون رد فعلكم ورد فعل روسيا؟ وما أول إجراء ستتخذونه؟ هذا هو الجزء الأول من سؤالي.

فلاديمير بوتين: السيد طالبي، إذا سمحت لي، أعتقد أن أفضل رد على سؤالك هو التالي: أنا لا أرغب حتى في مناقشة مثل هذا الإحتمال، لا أريده.

ك. طالبي: لكنهم بالفعل يناقشونه علنًا – السيد ترامب، والسيد نتنياهو.

فلاديمير بوتين: أنا أسمع كل هذا. لكنني، أنا لا أريد حتى مناقشة ذلك.

ك. طالبي: الجزء الثاني من سؤالي يتعلق أيضًا بإيران. هناك معاهدة شراكة إستراتيجية بين روسيا وإيران. هذه المعاهدة لا تنص على الدفاع عن إيران من قبل روسيا، لكن هناك مسألة السلاح.
وفي ظل تفاقم الوضع الحالي، هل أنتم مستعدون لتزويد إيران بأنواع جديدة من الأسلحة لكي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم ضد ضربات إسرائيل؟

فلاديمير بوتين: كما تعلم، نحن في وقت سابق عرضنا على أصدقائنا الإيرانيين التعاون في مجال أنظمة الدفاع الجوي. لم يُظهر شركاؤنا حينها إهتمامًا كبيرًا، وإنتهى الأمر.

فيما يخص معاهدة الشراكة الإستراتيجية التي ذكرتها، فهي لا تحتوي على بنود تتعلق بالمجال الدفاعي. هذه هي النقطة الثانية.

النقطة الثالثة: أصدقاؤنا الإيرانيون لم يطلبوا منا ذلك. لذلك، لا يوجد في الواقع ما نناقشه.

ك. طالبي: هل تسمح لي فقط بتوضيح؟

فلاديمير بوتين: نعم، تفضل.

ك. طالبي: لقد زودتم إيران، إن لم أكن مخطئًا، بمنظومات S-300 ونسخة معدلة من S-200، أي أن روسيا تلعب دورًا في الدفاع الجوي عن إيران.

فلاديمير بوتين: كما تعلم، هذا شيء مختلف تمامًا. لأن عرضنا كان شيئًا آخر: إنشاء أنظمة – ليس مجرد عمليات توريد منفردة، بل أنظمة متكاملة. كنا نناقش هذا سابقًا... لكن الجانب الإيراني لم يُبدِ إهتمامًا خاصًا بهذا، وبالتالي توقف كل شيء.

أما فيما يخص التوريدات الفردية: نعم، بالطبع، قمنا بهذه التوريدات في وقت سابق. وهذا لا علاقة له بالأزمة الحالية. كان هذا ضمن ما يُسمى بالتعاون المنتظم في المجال العسكري–التقني، وكان ذلك ضمن إطار المعايير الدولية. لم يطلب منا الإيرانيون شيئًا يخرق القواعد المعروفة التي وقعت عليها روسيا، ولم نقم نحن بأي شيء خارج تلك القواعد. كنا دائمًا ضمن الإطار القانوني الدولي.
------
م. غوسمان: إذًا، زملائي، لن نقوم بجولة منظمة: من لديه أمر يؤلمه أو يشغله، فليرفع يده، وسنطلب من الرئيس أن يجيب. لكن باختصار، رجاءً، أسئلة قصيرة.

س. كاراغوز: شكرًا جزيلًا، السيد الرئيس.
كان من المفترض أن يشارك معنا ممثل، مدير وكالة الأنباء الإيرانية، لكنه لم يتمكن من الحضور بسبب الحرب. وكما تعلمون، وبالإرتباط بالسؤال السابق، كان هناك ضربة مباشرة، متعمدة وخاصة، لمبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في طهران، كما قُتل عدد كبير من الصحفيين في غزة بسبب ضربات إسرائيل.

أعتقد أن الإيرانيين كانوا سيسألون السؤال التالي: هل سيدعم بوتين، هل ستدعم روسيا إيران؟ وأنا أطرح هذا السؤال نيابةً عنهم.

فلاديمير بوتين: إسمعني، زميلك تحدث قبل قليل عن بيان وزارة الخارجية الروسية بشأن الأحداث بين إسرائيل وإيران. لقد عُرض فيه موقفنا. لا أجد ما أضيفه، هذا كل شيء.

نحن على تواصل دائم مع شركائنا الإيرانيين: جرت هذه الإتصالات اليوم، وأعتقد أنها ستستمر غدًا وبعد غد أيضًا. نحن نواصل علاقاتنا. هذه هي النقطة الأولى.

أما النقطة الثانية – وقد ذكرتها سابقًا: خبراؤنا يعملون في محطة بوشهر النووية. هناك 250 شخصًا، ومع البعثات المرسلة يمكن أن يصل العدد إلى 600. ونحن لم ننسحب. أليس هذه دعمًا؟ أما بشأن أنواع أخرى من الدعم، فلم يتوجه إلينا الجانب الإيراني بطلب في هذا الشأن، وكما قلت، فقد أعلنا مواقفنا.

-----

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل